اعتقال حسن فرحان المالكي لأنّه طعن بالخوارج وقال عن نصرالله مقاوم
صالح صالح
صالح صالح
السلطات السعودية اعتقلت الفقيه حسن فرحان المالكي لأنّه اعتبر أنّ خلافة عليّ بن أبي طالب شرعية وطعن بخلافة معاوية بن أبي سفيان. من وجهة النظر الوهابية المغالية لا مانع من الطعن بولاية علي بن أبي طالب كون هناك مذاهب معادية تعطيه أهمية عظمى، بينما استحضار الأحاديث النبوية التي تطعن في معاوية من صحيح مسلم وصحيح البخاري فهذه جريمة لا تغتفر. المدرسة السفيانية كانت تشتم ابن أبي طالب على المنابر، وعندما مات عليا وهو يصلي قال شاميّ: أوكان يصلّي!، يعني غاب عن أهل الشام أن المبشّر بالجنة يصلّي.
المشكلة في قضية الفقيه حسن فرحان ليس طعنه بالصحابة (معاوية) بل لأنّه سرد أحاديث من الصحاح تتعلق بالفئة الباغية التي قتلت عمّار بن ياسر وعمّار يدعوهم للجنة وهم يدعون للنار، المشكلة بطعنه بصحابي أموي، حيث أن مناظره الوهّابي عرّض بالحسين بن علي وقال عنه أنّه سابي نساء، وهنا لا مشكلة كون الصحابي هاشمي أو له رمزية عند المذاهب الكافرة في نظره. وهذا التعريض جاء في سبيل الدفاع عن معاوية لأن الفقيه المالكي اعتبر أن معاوية من الخوارج لأنّه خرج عن حكم الخليفة علي ابن أبي طالب. والخروج عن ولي الأمر في السعودية يعاقب عليه بالحدود والحرابة، ولكن خروج معاوية هو اجتهاد ومن اجتهد وقتل ألاف المسلمين له حسنة، بينما من لا يجتهد ويسرد حديث من صحيح مسلم عن خروج معاوية فله السجن والحدود كأنّه قتل الناس أجمعين. شتم معاوية لعلي لا يعتبر جريمة فمعاوية صحابي جليل ويحق له شتم علي المبشّر بالجنّة ويحق له قتل عمّار بن ياسر وثلّة من أصحاب الرسول ص، بينما القول أن عليا كان على حق حسب الأحاديث المنسوبة عن الرسول والقول أن معاوية خرج على وليه فهذا لا يجوز. هناك معضلة برسم المسلمين حتى قيام الدين، عليّ ومعاوية تقاتلا، الأول كان خليفة والثاني خلّف ذاته، الأول مبشّر بالجنّة والثاني خارجي وباغي حسب الأحاديث المتواترة في الصحاح وعند جميع مذاهب المسلمين، المدرسة الوهّابية تجاهلت الأحاديث والنصوص لأنّها تابعة للمدرسة السفيانية، وهي تحاول اقناع المسلمين بفضائل لمن قتلوا أحفاد محمد ص وسليلته والأصحاب الذين وقفوا معهم (الصالح من الصحابة).
عند المسلمين تعاريف متواترة دخلت في جوهر الدين، ومنها كلمة صحابي، حيث أن الشخص الذي أطلقت عليه صار محصّنا من النقد إلا إذا كان هاشمي أو موالي لهم. وحرصا مني على الدين والحقوق، فإنني أستعمل كلمة أصحاب للدلالة على الصحابي الجليل، وكلمة صحابة لجمل الجميع ممن شاهد النبي ونقل أو نُقل عنه أحاديث، ومنهم من نُقِل عنهم أحاديث تمجيد وتبخيس في آن، وهنا تقيمنا أن الرسول لا ينطق عن الهوى وهذا النوع من الصحابة قد استعان بضّريبة الأحاديث لتبيض دسته النحاسي المزنجر. ومن هنا أتانا أحاديث تبشير بالجنة لأشخاص تبرأ منهم الرسول وكانوا في نزال معه حتى خسروا فنافقوا.
مشكلة الفقيه المالكي أنّه طبّق قوانين الخروج على الأولياء في غير محلّها، معاوية هو رمز من رموز الوهّابية وخروجه على أمير المؤمنين عليّ هو اجتهاد مثقّل بحسنة أو بحسنتين، وكان على علي بن أبي طالب أن يقرّ بهذه الحسنة وعدم محاربته معاوية، وهذا واضح في مجلدات ابن تيمية الذي حمّل عليا دماء المسلمين وحسب قوله من أسال الدماء بغير حق أحدث فسادا في الأرض، وأقرّ ابن تيمية أن حجة النواصب بفساد عليّ بن أبي طالب أقوى من حجة الروافض بفسق معاوية وهنا يظهر ابن تيميية بدون قناع وهو ناصبي بل شيخ النواصب وأظهر كرهه لعلي بن أبي طالب في كتابه مناهج السنّة حيث قال:
ثم يقال لهؤلاء الرافضة: لو قالت لكم النواصب: عليّ قد استحل دم المسلمين، و قاتلهم بغير أمر الله و رسوله على رياسته. و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: "سباب المسلم فسوق، و قتاله كفر". و قال: لا ترجعوا بعدي كفَّارا يضرب بعضكم رقاب بعض" فيكون عليّ كافرا لذلك - لم تكن حجتكم أقوى من حجتهم، لأن الأحاديث التي احتجوا بها صحيحة.
وأيضا فيقولون: قتل النفوس فساد، فمن قتل النفوس على طاعته كان مريدا للعلو في الأرض و الفساد. و هذا حال فرعون. منهاج السنة في نقد كلام الشيعة و القدرية - المجلّد 4 على الصفحات 499،500. هنا يظهر الوجه الناصبي لإبن تيمية الذي أقرّ بحجة النواصب (الذين يشتمون آل الرسول، ومعاوية منهم وشيخهم كونه أول من شرّع شتم آل الرسول في الديونيات وعلى المنابر)، هذه العبارات الناصبية الممزوجة بعسل تبخيس الرافضة تجد لسان يستسيغها عند كثير من المسلمين، فكل شيء متاح حتى الكفر إذا كان الهدف نبيل وهو شتم الرافضة.
الفقيه المالكي هو فقيه ولد سلفي وعاش سلفي ولكن منطقه رفض كل التناقضات ووضع القرآن مرجع أول بتفسير محكوم بالفطرة الإنسانية التي تفسّر القرآن ويفسرها القرآن وهكذا دواليك، انطلاقا من العدل الإلهي ومن مدخل القرآن أي الفاتحة التي تقول: الحمد لله رب العالمين، وليس رب المسلمين، وهذه أول صدمة صعق بها الفقيه المالكي جميع المسلمين بجميع المذاهب الذين ينامون على الحرير كونهم كلهم يعتقدون أنهم ناجون وباقي الخلق في النار، الفقيه المالكي جرّد غلاة الإمامية الذين شطحوا بنسب ما لا ينسب عن آل الرسول وجرّد غلاة السلفية الذين ابتدعوا لكل حسنة لآل الرسول أضعاف لها لمن قاتلوهم، الفقيه المالكي هو أول من يجرؤ وينتقد جميع المذاهب بالقرآن والفطرة الإنسانية والعدل الإلهي وبالأحاديث الموافقة لما ذكرناه. الفقيه المالكي أحدث زلزال في المملكة وله أتباع يتبرّؤون من السلفية المغالية، حاول علماء المملكة نصحه بالعدول عن أفكاره فدعاهم إلى المباهلة فرفضوا، اعتقاله أراحهم من حرج عاشوراء، فهو من النوع الذي لا يقبل الترضي على قاتل الحسين وآل الرسول، ومخزونه من الأحاديث التي يقصفها على من يحاججه تصيب محاوريه بالحرج. عادته أن يسألك سؤال إذا وافقته إنتصر عليك وإذا عارضته ربح، وهذا يجعل منه رقم صعب، خذ أي فكرة صادمة من أفكاره وحاول نقضها، قد تفوز لو سلكت طريق الحديث فقط، ولكن قد تصل إلى نسف عدالة الله وهنا سيفوز عليك. وهذا منطقه بتصنيف الفئة الناجية التي قد تشمل عباد الله في الصين والهند والشرق والغرب، وقد لا تحتوي على مسلمين كثر.
الفقيه المالكي أزعجهم ببراهينه وإحكامها بالآيات والعدل الإلهي، مثله كمثل يوسف ألقوه في السجن، إنّه يصارع الظلم وحده لا أحد من علماء المسلمين لا سنّة ولا شيعة يطالب بفكّ أسره، يا أيها السجّان لماذا لا تضع صحيح مسلم والبخاري في السجن أو تحذف منهم ما نقله المالكي؟ أين جمعيات حقوق الإنسان الكاذبة؟ إنّه أول شيخ مسلم يتبنى حقوق الإنسان بمفهومها الإنساني الشامل، وليس من منظور سياسي أو ديني ضيق. هو أول شيخ لا يلزمك بأن تفكّر مثله ويقول لك فكّر بما أوتيت من علم، وإنّ الله لن يظلمك وسيحاسبك بما أعطاك حتى لو متّ قبل أن تصل إلى معرفة الله! شرط أن تعمل على مكارم الأخلاق وهي فطرة مزروعة بالإنسان.
الإسلام ليس كلمة بل هو نهج قد نكون فيه من دون أن نكنى به وقد نكون خارجه ونحن نقبّل الحجر الأسود، هذا ما فهمته من مناهل هذا الفقيه، فكّ الله أسره.
_____________________
حَبَّذا العَيشُ حينَ قَومي جَميعٌ
لَم تُفَرِّق أُمورَها الأَهواءُ
قَبلَ أَن تَطمَعَ القَبائِلُ في مُل
كِ قُرَيشٍ وَتَشمَتَ الأَعداءُ
أَيُّها المُشتَهي فَناءَ قُرَيشٍ
بِيَدِ اللَهِ عُمرُها وَالفَناءُ
إِن تُوَدِّع مِنَ البِلادِ قُرَيشٌ
لا يَكُن بَعدَهُم لِحَيٍّ بَقاءُ
لَو تُقَفّي وَتَترُكُ الناسَ كانوا
غَنَمَ الذِئبِ غابَ عَنها الرِعاء
لَو بَكَت هَذِهِ السَماءُ عَلى قَو
مٍ كِرامٍ بَكَت عَلينا السَماءُ
نَحنُ مِنّا النَبيُّ الأُمِّيُّ وَالصِد
ديقُ مِنّا التَقِيُّ وَالخُلَفاءُ
وَقَتيلُ الأَحزابِ حَمزَةُ مِنّا
أَسَدُ اللَهِ وَالسَناءُ سَناءُ
وَعَلِيٌّ وَجَعفَرٌ ذو الجَناحَي
نِ هُناكَ الوَصِيُّ وَالشُهَداءُ
وَالزُبَيرُ الَّذي أَجابَ رَسولَ ال
لَهِ في الكَربِ وَالبَلاءُ بَلاء
كَيفَ نَومي عَلى الفِراشِ وَلَمّا
يَشمَلِ الشامَ غارَةٌ شَعواءُ
تُذهِلُ الشَيخَ عَن بَنيهِ وَتُبدي
عَن بُراها العَقيلَةُ العَذراءُ
أَنا عَنكُم بَني أُمَيَّةَ مُزوَر
رٌ وَأَنتُم في نَفسِيَ الأَعداءُ
إِنَّ قَتلى بِالطَفِّ قَد أَوجَعَتني
كانَ مِنكُم لَئِن قُتِلتُم شِفاءُ
لَم تُفَرِّق أُمورَها الأَهواءُ
قَبلَ أَن تَطمَعَ القَبائِلُ في مُل
كِ قُرَيشٍ وَتَشمَتَ الأَعداءُ
أَيُّها المُشتَهي فَناءَ قُرَيشٍ
بِيَدِ اللَهِ عُمرُها وَالفَناءُ
إِن تُوَدِّع مِنَ البِلادِ قُرَيشٌ
لا يَكُن بَعدَهُم لِحَيٍّ بَقاءُ
لَو تُقَفّي وَتَترُكُ الناسَ كانوا
غَنَمَ الذِئبِ غابَ عَنها الرِعاء
لَو بَكَت هَذِهِ السَماءُ عَلى قَو
مٍ كِرامٍ بَكَت عَلينا السَماءُ
نَحنُ مِنّا النَبيُّ الأُمِّيُّ وَالصِد
ديقُ مِنّا التَقِيُّ وَالخُلَفاءُ
وَقَتيلُ الأَحزابِ حَمزَةُ مِنّا
أَسَدُ اللَهِ وَالسَناءُ سَناءُ
وَعَلِيٌّ وَجَعفَرٌ ذو الجَناحَي
نِ هُناكَ الوَصِيُّ وَالشُهَداءُ
وَالزُبَيرُ الَّذي أَجابَ رَسولَ ال
لَهِ في الكَربِ وَالبَلاءُ بَلاء
كَيفَ نَومي عَلى الفِراشِ وَلَمّا
يَشمَلِ الشامَ غارَةٌ شَعواءُ
تُذهِلُ الشَيخَ عَن بَنيهِ وَتُبدي
عَن بُراها العَقيلَةُ العَذراءُ
أَنا عَنكُم بَني أُمَيَّةَ مُزوَر
رٌ وَأَنتُم في نَفسِيَ الأَعداءُ
إِنَّ قَتلى بِالطَفِّ قَد أَوجَعَتني
كانَ مِنكُم لَئِن قُتِلتُم شِفاءُ
رسالة فضيلة الشيخ المالكي كما نقلها من معتقله نجله الفاضل
بتاريخ : الأحد 26-10-2014
#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي
بتاريخ : الأحد 26-10-2014
#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي
قام ألأخ الفاضل الأستاذ "العباس حسن فرحان المالكي" نجل فضيلة الشيخ بتدوين بعض التغريدان ورسالة فضيلة الشيخ "حسن فرحان المالكي" (من معتَقَلِه) لمتابعيه ومتابعي قضية اعتقال فضيلته..
هذا نصّها:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اتمنى ان تكونوا باتم صحة وعافية..
اكد لي الوالد انه ليس معارضا سياسيا ولا ينتمي لاي حزب سياسي ولا حتى معارضا مذهبيا (بمعني ذم اي مذهب مطلقاً)، ولكنه وضع بعض النقاط على الحروف.
اما بالنسبة لفرحة الغلاة بالاعتقال فاقول:
نحن اكبر من الفرحة التي من الغلاة، فنحن نعرف هذه الفرحة ومتقبلينها، ومستعدين لها، وايضاً نحن هدفنا رضى الله والمعلومة والكلمة الحق - التي امر بها الله عز وجل ونبيه عليه السلام - ونحن بحمد الله لسنا اهل حزن، بل اهل ثبات ومستعدون لنضحي بكل ما نملك من اجل ارضاء الله عز وجل. اليوم - ولله الحمد - استطعت التواصل مع الوالد (بعد غياب دام حوالي اسبوع ونص من يوم الاربعاء قبل الماضي) وسأذكر ما حدثني به في نقاط :
اولاً : ان تحريضات الغلاة هي التي انتجت هذا الاعتقال، والتهمة الابرز هي تهمة فكرية ساذجة عنوانها[الطعن في الصحابة] ويقصدون به حماية (معاوية) وبني امية من النصوص النبوية والحقائق التاريخية، ولا يمكن ابداً ان نتنازل لا عن النصوص الصحيحة ولا على الحقائق التاريخية.
ثانيا : ادعو الاخوة المحبين الى سماع وقراءة الابحاث التي في موقعي عن معاوية بن ابي سفيان ، وايضاً اللقاء الذي عنوانه (ما بعد وصال) مع ابني ابا بكر:فهذه الحقائق عن معاوية، وهي التي ارادت الوهابية ان نصمت عنها .. ولن نصمت.
ثالثاً : تغلغل الغلو في المؤسسات الحكومية يجب ان يكون محل نقد، فهذا الاعتقال هو اعتقال وهابي بامتياز.. لا شأن له بالسياسة. ولكن بعض المؤسسات الحكومية التنفيذية تخضع احياناً لفكر الغلاة والوهابية والمحرضين.
رابعاً : المعرفة لا يجوز محاكمتها. المعرفة ستستمر , فقراءة التاريخ وتقييم شخصياته سيستمر، ولا يجوز ان يخضع باحكام مذهبية.
خامساً : هناك اكثر من صنم معرفي لا يجوز الاستسلام له، (صنم السلف , صنم الصحابة , صنم العلماء..)، وانما يجب تفكيك هذه الاصنام بالنصوص الشرعية (ان يخضع الصحابة والعلماء والسلف للقرآن الكريم والسنة النبوية)، فمن ذمته النصوص ذممناه - ولو كان صحابياً - ومن مدحته النصوص مدحناه - وإن انعدمت النصوص سيكون التقييم بالوقائع التاريخية - سيكون التقييم بالوقائع التاريخية، سواء من حسن سيرة او من سوء سيرة.
سادساً : ان ادخال التاريخ في المحاكم يعد سابقة خطيرة في التبني المذهبي بفكرة ونصرتها بالمحاكمات فالاحكام الشرعية ليس فيها حكماً على الاراء التاريخية، وكل حكم قضائي على حقيقة تاريخية فهو حكم وضعي.. العقوبات معروفة في القرآن الكريم بانها في حق القاتل، وفي حق الزاني، وفي حق الباغي، وفي حق السارق، وفي حق القاذف … الخ.
سابعاً : تفاجأنا هو ان حقوق الانسان النظرية في المملكة العربية السعودية لا واقع لها - للاسف - في المؤسسات التنفيذية، فالحقوق - التي كنا نعرفها - من هيئة التحقيق والادعاء العام بان تكون على علم بتهمتك وتعرف الى اين تذهب وان لا تعتقل الا بحضور محامي لم ارى وجود لها, فتبين ان تفاؤلنا في مستقبل حقوقي للدولة رأيته وهماً - للأسف الشديد - وان المؤسسات التفيذية لا تلتفت الى هذه الحقوق التي كنا نأمل ان تكون بداية لترسيخ حقوق الانسان في المملكة العربية السعودية .
هذا ما استطعت نقله من الوالد .. فسألته عن وقائع التحقيق فأجاب:
كانت هناك مواعيد تحقيق في هيئة التحقيق والادعاء العام من قبل الحج (كل يوم اربعاء او كل يوم خميس) والاسئلة كانت شاملة، وهي كل ما يطرحه الغوغاء - من الغلاة والمحرضين - عن الصحابة وعن الوهابية وعن ابن تيمية، وعن حسن نصر الله، وعن قضية موسى الزهراني ولماذا كتبت عنها!
كان المحققون يشعرونك بانهم متفهمون، وانهم يظهرون انهم مقتنعين بالاجابة، وليسوا على مستوى من العلم، ولكن كانوا ذو خلق طيب.
وفي يوم الاربعاء قبل الماضي (يوم الاعتقال) تم تحويلنا الى البحث الجنائي! ثم توقيفنا هناك اسبوعاً، مع ان هذا البحث الجنائي المفترض انه لعتاة المجرمين وليس لاصحاب الافكار التاريخية او النقدية، سواء للتاريخ او المذهب!
وبعد ذلك تم نقلي الى سجن الملز في انتظار ما اذا كان سيتم الاحالة لمحكمة أو الإفراج أو الاستمرار في الاعتقال.
نؤكد باننا اصحاب بحث ومعرفة، ولسنا اصحاب تنظيم سياسي او معارضة سياسية، ولا حتى معارضة مذهبية، لا حتى معارضة مذهبية للمذهب القائم (الوهابي)، وإنما نحن معارضة فكرية للغلو، سواء كان هذا الغلو معادياً للدولة او داخل مؤسسات الدولة، وسنبقى على هذا الموقف المعتدل الهادي المعرفي.
نتمنى ان تترفع الجهات التنفيذية عن مسايرة الغلاة وعن التأثر بضغوطاتهم..
وأن يبقى الباب مفتوحاً للدراسات التاريخية والنقدية المعتدلة المدعمة بالادلة والبراهين.
وهذه امنيتنا، لان دخول المذهب (الوهابي) عبر المؤسسات الحكومية - في ظرف من يتوهم انهم خصومه - هذا عملً متعب وشاق للفريقين، سواء المذهب او خصومه.. وانما الحل هو الحوار الفكري، سواء عبر مناظرات او عبر كتب وما اشبه ذلك، ولا يحق لمؤسسات حكومية ان تقف مع مذهب ضد من ينقده، وانما تطالب الجميع بالحوار والاثبات بالبراهين.. وخضوع هيئة التحقيق ووزارة الداخلية لتحريض الغوغاء هو نقطة ضعف في هاتين المؤسستين، لان الغلاة عندما عجزوا عن مواجهتي بالحوار والمناظرة التجؤوا الى استخدام المؤسسات الحكومية - التي نحترمها جميعاً - في كتم صوتي وايقاف مسيرتي العلمية النقدية التي نرى انها في صالح الفكر عموماً وفي صالح الفكر المحلي خصوصاُ.
ويبقى نقدي في الغلاة قديماً وحديثاً في مكانه.. ولن يتزعزع الا ببرهان.. لن يتزعزع بالاستعداء ولا بتحالف الغلاة مع المؤسسات الحكومية ضدي، فنحن اصحاب برهان ومعرفة ومواطنون، لنا حق التفكير والتعبير.. وليس من العدل ان يتم اعتقال صاحب الفكر مع صاحب الحزام والتفجير !!!
فوالدي سجين الوهابية لا سجين الدولة السعودية. رغم مأخذنا الكثيرة على عمل مؤسساتها الا انها تحتمل مثل هذا النقد، اما الوهابية فلا تحتمل. والاسئلة التي تم توجيهها اليّ اغلبها من رؤية مذهبية مع وجه مزركش جميل !!
فلذلك التهمة الاساسية - التي اسموها (الطعن في الصحابة) - هي - كما قلنا وكررنا - الهدف منها محاصرة النصوص والحقائق الشرعية، فنحن ثابتون، ونحمد الله عز وجل على هذا الابتلاء، وهو لاختبارنا، ليعلم الله هل نحن في الشدة كما نحن في الرخاء، ام اننا نتشدق في الرخاء ونتنازل عن مبادئنا في الشدة وعن قناعاتنا وعن تجديدنا الذي نراه في صالح الفكر المحلي.
فالوالد - بحمد الله - مطمئن ومرتاح، ويحمد الله على كل حال، وانما نحزن فقط على الاتجاه الذي تسير اليه المؤسسات.. هذا والله ولي التوفيق والسداد.
وساكمل لاحقاً الجزء الثاني عن ما حدثني به الوالد ايضاً، ولكن من ناحية شخصية، علماً انني سأمسك حساب الوالد حفظه الله ورعاه في الايام القادمة الى ان يحدث الله امرا، طبعاً بعد موافقه الوالد وشكراً لكم.
" تتمة حديث الفاضل العباس مع والده فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي في المعتقل."
#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي
استمرارا لما ورد في رسالة فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي نورد لحضراتكم ما غرده ألأخ الفاضل العباس نجل فضيلة الشيخ من حوار وحديث مع والده في سجنه..
العوده لـ" رسالة فضيلة الشيخ المالكي كما نقلها من معتقله نجله الفاضل "العبّاس".
اليكم نص الحوار:
السلام عليكم ورحمة الله.
ساكمل ما حدثني والدي به في التغريدات التالية :
اولاً: سالته عن وضع المساجين وقال:
هدايتهم سهلة، ولكن لم تتوفر لهم ثقافة قرانية، فهُم يحتاجون فهم مواضيع قرانية - كقضاء الله والقدر - فاغلب المساجين نتيجة سلفية، واصلاحهم سهل بالثقافة القرانية، ولكن الثقافة القرانية غير موجودة عندهم، وانما عندهم ثقافة روائية عقائدية وعظية ساذجة.
وسألته ما لذي لفت نظره في السجن فأجاب:
ان الجميع يخاطبني او يناديني بالشايب شعرت انني كبير,, ما شعرت اني كبير الا من يوم دخلت السجن بسبب كثرة الشيب
وبعد ذلك سألته عن السجن وكيف هو فقال:
الازدحام شديد في الجناح الثامن، بحيث ان سجينين قد يتشاركا فراشاً واحداً، فينام احدهما ويقوم الاخر، ولو توفرت الثقافة القرانية في الشعب السعودي لما كان هذا الازدحام، ولكان السجناء قلة نادرة. ومن ناحية اخرى فالتعذيب تعرض له كثير من السجناء - وخاصة اليمنيين - وراينا اثار التعذيب على اجسادهم، وهذا يخالف حقوق الانسان - التي تعلن عنها السجون وتتبناها وزارة الداخلية - فرجائي الى وزارة الداخلية ان يتقوا الله عز وجل في السجناء.
ثم سألته: هل تعرضت للتعذيب - فأجاب:
انا شخصيا لم اتعرض للتعذيب، ولكن اجده خاصة في السجناء اليمانيين، اذ يتهمون كل احد منهم انه من الحوثيين، فهم مساكين، فمن اتهم بالسرقة يعذبونه حتى يكذب ويقول انه سرق، وهذا ظلم.. ونحن لا نبرئ كل سجين، ولكن ننكر التعذيب، فهناك وسائل اخرى لمعرفة صاحب الجناية من البريء، والقائمون على التحقيق كانهم لا يعترفون باهمية حقوق الانسان، رغم ان هيئة التحقيق والادعاء العام دونتها وتبنتها الدولة، فهذه انتكاسة حقوقية نراها بأم اعيننا، ومعظم المساجين ثلاث قضايا.. اما مخدرات او سرقات او حقوق، فالقليل جداً فكري – كوضعي.
الثقافة السلفية تعصف بالمجتمع السعودي، سواء في حالات السجناء او في حالات المحقيقين في الجهات التنفيذية،
واتذكرالاية الكريمة: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) صدق الله العظيم.
فلا بد من بناء ثقافة قرآنية والبعد عن الثقافة المذهبية التي تنتهك الحقوق..
ويكرر والدي ندائه لخادم الحرمين الشريفين ومعالي وزير الداخلية والجهات التنفيذية ان تتدارك حقوق الانسان - التي تتعرض للانتحار من خلال العينة التي رأيتها بعيني - وهو على امل بان المسؤولين الكبار لا يعرفون هذه الانتهاكات لحقوق الانسان، اما اذا كانوا يعرفون فهذه كارثة.. نسال الله لنا ولجميع المسلمين الهداية والسداد.
وبعد ذلك سألته هل مرتاح في السجن فاجاب:
بحمد الله حفظت ثلاثة اجزاء من يوم دخولي المعتقل، فلعل في هذا السجن نستطيع تحويل الضراء الى سراء، فربما لو كنت خارج السجن لن استطيع حفظ هذه الاجزاء مع تدبرها، والعاقل يتاقلم مع كل الاوضاع، ويستطيع تحويل الاوضاع السلبية الى اوضاع ايجابية، فلذلك لا يقلق المحيطون، وفي نفس الوقت نشكر لهم تعاطفهم، ولكن ليعلموا ان الابتلاءات التي حدثت في التاريخ كانت ابلغ بكثير من التي تحدث لنا، ونتذكر قول الله عز وجل :
(أَم حَسِبتُمْ أَن تَدخُلوا الْجنةَ ولمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذين خَلوْا من قَبْلِكُم مّسّتهُمُ البأْساءُ وَالضّرّاءُ وَزُلزِلُواحَتَّىظ° يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىظ° نَصْرُ اللَّهِ غ— أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) صدق الله العظيم.
نحن واثقون من الحق الذي معنا، والى الآن يعجز الغلاة والمحرضون عن رد حججنا، سواء في قضايا التاريخ او العقائد او المناهج او نقد التطرف..الخ
واضاف: من الغريب جداً في المملكة ان يتم سجن من يرى التفجير والتطرف مع من يحارب التنزيه والتطرف، فهذه لا اظن انها تتوفر في سجون العالم - الا في المملكة - والسبب ان الجهات التنفيذية ووزارة التربية والتعليم والاعلام ووزارة الشوؤن الاسلامية قد رسخوا ثقافة شعبية مغالية عامة يتبناها اغلب الشعب السعودي.. فلذلك الدولة في ورطة، بين محاربة الغلو والاستجابة له، ونحن نحاول مساعدة الدولة، لان فيها مساعدة انفسنا ومساعدة الشعب كله، ولكن الدولة والمؤسسات التنفيذية تأبى الاستجابة للعلاج الجذري للتطرف، وانما تعالج معالجات ساذجة تكتيكة..
اما العلاج الاستراتيجي للتطرف فقد صرحنا في اكثر من مناسبة، ويتركز على النقد الذاتي، بداية من نقض التراث الوهابي نفسه ثم السلفي ثم التاريخي..
وكما قال تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)) صدق الله العظيم
وعن الذي احزنه وقال:
السجن قديم ومزدحم ويوجد لدينا 11 شخص مجنون يتعرضون للاهانة والضرب، وانا ادافع عنهم واحاول التوصل الى اناس لينتبهوا إليهم، فيجب ان يكون هؤلاء المجانين - شفاهم الله - في عيادات خاصة ونفسية، فهم يعانون من اضطرابات نفسية، واحياناً (يبولون) على انفسهم، فهناك حالة لا انسانية في الجناح رقم 8، وهو سجن قديم ومتهالك, فالمفترض ان يعتزل المجانين، واعتقد ان بعضهم دخل وهو سليم العقل وانلحسوا (كما يقال).. وايضاً هناك نقطة سلبية اخرى، وهي ان هناك شرطي جندي أول يحقق معك وانت داخل في السجن، كـ "لماذا تطعن في الصحابة؟ ووش ابن تيمية؟"
وهو ليس لديه ذاك العلم للمناقشة او التحقيق، وليست وظيفته، فالمفترض على المؤسسات التنفيذية ان تعلم جنودها الصغر.. ألّا يستبقوا المحاكمات، ويجب ان يبقوا باماكنهم تنفيذيين فقط.
وايضاً دورات المياه في تهريب، بحيث ثلاثة مواصير تهرب ماء باقصى قوتها، ولا توجد عناية، وهذا تبذير.
ايضاً فهمت منه ان التهوية سيئة في السجن، بحيث ان هناك غمامة - او دخان - في وسط السجن، وليست هناك اجواء صحية، وحقوق الانسان غائبة.. وايضاً اشار الى نقطة، انه اثناء التحقيق من هيئة التحقيق والادعاء العام قبل شهر ونصف تقريباً حرص ان لا ينشر ذلك حتى يوفر الجو المناسب لهم.
هذا ما استطعت تذكره ونقله من كلام الوالد رعاه الله وحفظه وثبته على الحق الذي هو عليه.
وشكراً لكم والله ولي التوفيق. نسيت ان ابلغكم ان الوالد يوصل سلامه للجميع. وشكرا لكم