"دسيسة معاوية وكتابه (عليه السلام) إليه"
📜قال المفيد:فلما بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) وبيعة الناس ابنه الحسن (عليه السلام)
◆دس رجلا من حمير إلى الكوفة، ورجلا من بني القين إلى البصرة ليكتبا إليهبالأخبار، ويفسدا على الحسن (عليه السلام) الأمور
◆فعرف ذلك الحسن (عليه السلام) فأمر باستخراج الحميري من عند لحام بالكوفة فأخرج وأمر بضرب عنقه وكتب إلى البصرة، باستخراج القيني من بني سليم فأخرج وضربت عنقه
◆وكتب الحسن [(عليه السلام)] إلى معاوية:
《أما بعد، فإنك دسست الرجال للاحتيال والأغتيال وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء وما أوشك ذلك، فتوقعه إن شاء الله وبلغني أنك شمت بما لا يشمت به ذو حجى، وإنما مثلك في ذلك كما قال الأول:فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تجهز لأخرى مثلها فكأن قد
*فإنا ومن قد مات منا لكالذي * يروح فيمسي في البيت ليغتدى》
◆قال الثقفي:وأقبل جارية [بن قدامة] حتى دخل على الحسن بن علي (عليهما السلام) فضرب على يده فبايعه وعزاه
●وقال: ما يجلسك؟ [سر يرحمك الله] سر بنا إلى عدوك قبل أن يسار إليك
●فقال:لو كان الناس كلهم مثلك سرت بهم ولم يحمل على الرأي شطرهم أوعشرهم
◆قال ابن أعثم:وإذا بكتاب عبد الله بن عباس قد ورد عليه من البصرة وإذا فيه: لعبد الله الحسن أمير المؤمنين من عبد الله بن عباس
"أما بعد يا ابن رسول الله! فإن المسلمين ولوك أمرهم بعد أبيك (رضي الله عنه)، وقد أنكروا أمر قعودك عن معاوية وطلبك لحقك، فشمر للحرب وجاهد عدوك، ودار أصحابك وول أهل البيوتات والشرف ما تريد من الأعمال، فإنك تشتري بذلك قلوبهم، واقتد بما جاء عن أئمة العدل من تأليف القلوب والإصلاح بين الناس.واعلم بأن الحرب خدعة ولك في ذلك سعة ما كنت محاربا ما لم تنتقص مسلماحقا هو له، وقد علمت أن أباك عليا إنما رغب الناس عنه وصاروا إلى معاوية لأنه واسى بينهم في الفيء وسوى بينهم في العطاء، فثقل ذلك عليهم، واعلم بأنك إنما تحارب من قد حارب الله ورسوله حتى أظهره الله أمره، فلما أسلموا ووحدوا الرب، ومحق الله الشرك وأعز الدين، أظهروا الإيمان وقرأوا القرآن وهمبآياته مستهزؤن وقاموا إلى الصلاة وهم كسالى، وأدوا الفرائض وهم لها كارهون،فلما رأوا أنه لا يغزو في هذا الدين إلا الأنبياء الأبرار والعلماء الأخيار وسموا أنفسهم لسيما الصالحين، ليظن بهم المسلمون خيرا، وهم عن آيات الله معرضون. وقد منيت أبا محمد بأولئك القوم وأبنائهم وأشباههم، والله ما زادهم طول العمرإلا غيا، ولا زادهم في ذلك لأهل الدين إلا غشاء فجاهدهم رحمك الله، ولا ترضمنهم بالدنية، فإن أباك عليا (رضي الله عنه) لم يجب إلى الحكومة في حقه حتى غلب على أمره فأجاب وهو يعلم أنه أولى بالأمر، إن حكم القوم بالعدل، فلما حكم بالهوى رجع إلى ما كان عليه، وعزم على حرب القوم حتى وافاه أجله، فمضى إلى ربه (رحمه الله)، فانظر رحمك الله أبا محمد! ولا تخرجن من حق أنت أولى به من غيرك وإن أتاك دون ذلك - والسلام عليك ورحمة الله وبركاته"
◆قال: فلما ورد كتاب عبد الله بن عباس وقرأه سره ذلك، وعلم أنه قد بايعه وأنه قد أمره بما يجب عليه في حق الله، دعا بكاتبه وأمره أن يكتب إلى معاوية
-----------------
📚المصادر←الإرشاد: 188، مقاتل الطالبيين: 52، كشف الغمة 1: 538 مع اختلاف في بعض الألفاظ فيهما، بحار الأنوار 44:45 ح 5.الله ورسوله حتى أظهره الله أمره
الغارات: 443، بحار الأنوار 34: 18.*
📜قال المفيد:فلما بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) وبيعة الناس ابنه الحسن (عليه السلام)
◆دس رجلا من حمير إلى الكوفة، ورجلا من بني القين إلى البصرة ليكتبا إليهبالأخبار، ويفسدا على الحسن (عليه السلام) الأمور
◆فعرف ذلك الحسن (عليه السلام) فأمر باستخراج الحميري من عند لحام بالكوفة فأخرج وأمر بضرب عنقه وكتب إلى البصرة، باستخراج القيني من بني سليم فأخرج وضربت عنقه
◆وكتب الحسن [(عليه السلام)] إلى معاوية:
《أما بعد، فإنك دسست الرجال للاحتيال والأغتيال وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء وما أوشك ذلك، فتوقعه إن شاء الله وبلغني أنك شمت بما لا يشمت به ذو حجى، وإنما مثلك في ذلك كما قال الأول:فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تجهز لأخرى مثلها فكأن قد
*فإنا ومن قد مات منا لكالذي * يروح فيمسي في البيت ليغتدى》
◆قال الثقفي:وأقبل جارية [بن قدامة] حتى دخل على الحسن بن علي (عليهما السلام) فضرب على يده فبايعه وعزاه
●وقال: ما يجلسك؟ [سر يرحمك الله] سر بنا إلى عدوك قبل أن يسار إليك
●فقال:لو كان الناس كلهم مثلك سرت بهم ولم يحمل على الرأي شطرهم أوعشرهم
◆قال ابن أعثم:وإذا بكتاب عبد الله بن عباس قد ورد عليه من البصرة وإذا فيه: لعبد الله الحسن أمير المؤمنين من عبد الله بن عباس
"أما بعد يا ابن رسول الله! فإن المسلمين ولوك أمرهم بعد أبيك (رضي الله عنه)، وقد أنكروا أمر قعودك عن معاوية وطلبك لحقك، فشمر للحرب وجاهد عدوك، ودار أصحابك وول أهل البيوتات والشرف ما تريد من الأعمال، فإنك تشتري بذلك قلوبهم، واقتد بما جاء عن أئمة العدل من تأليف القلوب والإصلاح بين الناس.واعلم بأن الحرب خدعة ولك في ذلك سعة ما كنت محاربا ما لم تنتقص مسلماحقا هو له، وقد علمت أن أباك عليا إنما رغب الناس عنه وصاروا إلى معاوية لأنه واسى بينهم في الفيء وسوى بينهم في العطاء، فثقل ذلك عليهم، واعلم بأنك إنما تحارب من قد حارب الله ورسوله حتى أظهره الله أمره، فلما أسلموا ووحدوا الرب، ومحق الله الشرك وأعز الدين، أظهروا الإيمان وقرأوا القرآن وهمبآياته مستهزؤن وقاموا إلى الصلاة وهم كسالى، وأدوا الفرائض وهم لها كارهون،فلما رأوا أنه لا يغزو في هذا الدين إلا الأنبياء الأبرار والعلماء الأخيار وسموا أنفسهم لسيما الصالحين، ليظن بهم المسلمون خيرا، وهم عن آيات الله معرضون. وقد منيت أبا محمد بأولئك القوم وأبنائهم وأشباههم، والله ما زادهم طول العمرإلا غيا، ولا زادهم في ذلك لأهل الدين إلا غشاء فجاهدهم رحمك الله، ولا ترضمنهم بالدنية، فإن أباك عليا (رضي الله عنه) لم يجب إلى الحكومة في حقه حتى غلب على أمره فأجاب وهو يعلم أنه أولى بالأمر، إن حكم القوم بالعدل، فلما حكم بالهوى رجع إلى ما كان عليه، وعزم على حرب القوم حتى وافاه أجله، فمضى إلى ربه (رحمه الله)، فانظر رحمك الله أبا محمد! ولا تخرجن من حق أنت أولى به من غيرك وإن أتاك دون ذلك - والسلام عليك ورحمة الله وبركاته"
◆قال: فلما ورد كتاب عبد الله بن عباس وقرأه سره ذلك، وعلم أنه قد بايعه وأنه قد أمره بما يجب عليه في حق الله، دعا بكاتبه وأمره أن يكتب إلى معاوية
-----------------
📚المصادر←الإرشاد: 188، مقاتل الطالبيين: 52، كشف الغمة 1: 538 مع اختلاف في بعض الألفاظ فيهما، بحار الأنوار 44:45 ح 5.الله ورسوله حتى أظهره الله أمره
الغارات: 443، بحار الأنوار 34: 18.*