الـ( لا ) الحُسَيْنِيَّةُ ..
دَرَسْنا فِي مَناهِجِ اللُّغَةِ العَرَبيّةِ أَنْواعَ الـ( لا ) ،
فَكانَتْ مِنْها : ( لا النافِيةُ ) و ( لا الناهِيةُ ) و ( لا العاطِفةُ ) ،
وكانت منها : ( العامِلَةُ ) و ( غَيْرُ العامِلَةِ ) ..
وَلكِنّ أرْبابَ هذا العِلْمِ غَفَلُوا عَنْ ( لا ) هِي أشدُّ وَقْعاً ،
وأَبْلَغُ أَثَرَاً ،
وأَفْصَحُ تَعْبِيراً ،
وَأجْلى بَيَاناً ..
هذه الـ( لا ) التي قَضّتْ مَضاجِعَ الطُّغاةِ
والظّالِمِينَ فِي كُلِّ عَصْرٍ وحِينٍ ..
هذِهِ الـ( لا ) التي أَيْقَظَتْ ضَمِيرَ البَشَرِيّةِ مِنْ سُباتٍ عَمِيقٍ ..
هذِهِ الـ( لا ) التِي غَدَتْ نَشِيداً تُرتّلُهُ شِفاهُ أُباةِ الضَّيْمِ ،
وَعُشّاقِ الحُرّيَّةِ ،
ومُكَسِّرِي القُيُودِ والأَغْلالِ عَلى مَرِّ الدُّهُورِ وَالعُصُورِ ..
وَهِيَ الـ( لا ) التِي انْتَصَرَ بِهَا المَظْلُومُ عَلى
الظّالِمِ فَصَكَّتْ مَسامِعَ كُلِّ حَاكِمٍ مُسْتَبِدٍّ وَجلَّادٍ ،
تِلْكَ هِيَ الـ( لا ) التِي لَيْسَ لَها نَظِيرٌ
فِي شِدَّةِ الوَقْعِ وَقُوَّةِ التّأْثِيرِ ..
إنَّها الـ( لا ) الحُسَيْنِيَّةُ ..
تِلْكُمُ الصَّرْخَةُ المُدَوِّيَةُ التِي لَا زَالَ صَداهَا يَصُكُّ
سَمْعَ الدُّنْيا حَتّى يَرِثَها خَالِقُهَا وَمَنْ عَلَيْها ،
يَوْمَ نَادَى الحُسَيْنُ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) :
( لَا أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إِعْطَاءَ الذَّلِيلِ وَلَا أَفِرُّ فِرَارَ العَبِيدِ ) ..
فَإِذَا كَانَتْ ( لَنْ ) النّافِيَةُ قَدِ اقْتَرَنَتْ بِالزَّمَخْشَرِيِّ
فَصَارَتْ ( لَنْ الزَّمَخْشَرِيَّةَ ) ،
أَوَلَيْسَ مِنَ الإِنْصَافِ أَنْ تَقْتَرِنَ ( لا ) النّافِيَةُ بِسِبْطِ خَيْرِ
مَنْ نَطَقَ بِالضّادِ ( صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ )
لِتُصْبِحَ عِنْدَنا ( لا الحُسَيْنِيَّة ) ؟؟ ..
تَسَاؤُلٌ بِحَاجَةٍ الَى تَأَمُّلٍ وَمُتابَعَةٍ نَتَمَنّى أَنْ يَكُونَ قَيْدَ التَّنْفِيذِ ..
لمزيد من التفاصيل عن الموضوع
اضغط هنا