جاء في بعض الروايات أن الماء أو ماء الفرات جعل مهراً للزهراء عليها السلام. ورد في حديث طويل عن الباقر عليه السلام حول مهر الزهراء أنه قال: "وجعلت لها في الأرض أربعة أنهار: الفرات، ونيل مصر، ونهروان، ونهر بلخ"(المناقب لابن شهرآشوب 351:3).
وجاء في مصدر آخر: "وجُعِلت نِحلَتها من علي خُمس الدنيا وثلثي الجنّة وأربعة أنهار في الأرض، الفرات ودجلة النيل ونهر بلخ"(عوالم فاطمة الزهراء 359:11 نقلاً عن إثبات الهداة).
ومع كل هذه الأنهر التي جعلت لها مهراً، فقد قتل ابنها مظلوماً عطشاناً إلى جانب الفرات.
نهر الفرات جعله الله مهراً للزهراء عليها السلام ، وقد مات ولدها الحسين على ضفافه عطشاناً و لم يشرب قطرة ماء ولقد عاش مخيم الحسين لحظات عصيبة جداً فحرارة العطش تموج في هذا المخيم ، شباب وأطفال ونساء ، فقلوبهم أصبحت تستعر من حرارة العطش وشفاههم ذبلت من شح الماء ، حتى صدور النساء جف منها الحليب للأطفال الذين أصبحوا في حالة يرثى لها وعلى حافة الموت كالطفل الرضيع .
وأتصور أن حتى ( دموع ) العين أيضاً جفت من العيون النساء ، وإلا لسقوا الطفل الرضيع قطرات من دموع العين ((لعله يتروى )) ولا نستغرب لآن الحالة التي وصل بها المخيم من العطش لا يمكن لنا أن نتصورها .
لا حول ولا قوة إلا بالله مصائب صبت على قلب الحسين عليه السلام وكل مصيبة أعظم من الأخرى ، ومنها مصيبة حرمانه من الماء ، مع أن نهر الفرات مهر أمه الزهراء إلا أنه استشهد بجانب هذا النهر ظمآناً عطشناً .
يقول الشاعر شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني
أو سمعتم بقتيل أو ذبيح فاندبوني
فأنا السبط الذي من غير جرمٍ ذبحوني
جئت أستسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني
و بجرد الخيل بعد القتل ظلماً سحقوني