إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يـاأبت إِنِّى قَدْ جَآءَنِى مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأتِكَ فَاتَّبِعْنِى أَهْدِكَ صِ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سجاد14
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة العميد مشاهدة المشاركة
    مجهود مبارك احسنتم الاخ الفاضل وفقكم لكل خير
    بوركت
    عزيزي
    الموفق

    اترك تعليق:


  • العميد
    رد
    مجهود مبارك احسنتم الاخ الفاضل وفقكم لكل خير

    اترك تعليق:


  • يـاأبت إِنِّى قَدْ جَآءَنِى مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأتِكَ فَاتَّبِعْنِى أَهْدِكَ صِ



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم:
    (وَاذْكُرْ فِى الْكِتـابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً(41) إِذْ قَالَ لأَِبِيهِ يـأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِى عَنكَ شَيئاً(42)يـاأبت إِنِّى قَدْ جَآءَنِى مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأتِكَ فَاتَّبِعْنِى أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيّاً(43) يـاأبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطـانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كَانَ للرحمان عَصِيّاً(44) يـاأبَتِ إِنِّى أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمـانِ فَتَكُونِ لِلشَّيْطـانِ وَلِيّاً(45) سورة مريم
    إِنّ طريقة محاورة إِبراهيم لآزر ـ الذي كان ـ طبقاً للرّوايات ـ من عبدة الأصنام، حيث كان يصنعها ويبيعها، وكان يعتبر عاملا مهمّاً في ترويج الشرك ـ تبيّن لنا بأنّه يجب استخدم المنطق الممتزج بالإِحترام والمحبة والحرص على الهداية، مقترناً بالحزم قبل التوسل بالقوة، للنفوذ إِلى نفوس الأفراد المنحرفين، لأنّ الكثير سيذعنون للحق عن هذا الطريق، وهناك جماعة سيظهرون مقاومتهم لهذا الأسلوب، ومن الطبيعي أن حساب هؤلاء يختلف، ويجب أن يعاملوا بأُسلوب آخر.
    ورد في الآيات ـ محل البحث ـ أن نبي الله إِبراهيم عليه السلام دعا عمه آزر لإِتباعه، مع كبر سنة وشهرته في المجتمع. ويذكر دليله على دعوته هذهإن مقياس الطاعة و التقليد هو العلم ، فاذا كنت أنا أعلم منك فلابد ان تكون أنت الذي تطيعني و ليس العكس ! .
    واجه إبراهيم (عليه السلام) أباه(عمه) بهذه الشجاعة ، حيث طلب منه أن يتبعه لأنه يمتلك العلم ، و هذه إشارة بأن الاعتبار الأول في القيادة العلم ، و ليس شرطا عمر القائد أو منزلته
    إِنّ هذا قانون عام في أن الذين لا يعلمون يتبعون العالمين فيما يجهلونه، وهذا في الواقع هو منهج الرجوع إِلى المتخصصين في كل فن، ومن ذلك مسألة تقليد المجتهد في فروع الأحكام الإِسلامية.من الواضح أنّ بحث نبي الله إِبراهيم لم يكن في المسائل المرتبطة بفروع الدين، بل كان يتحدث عن أهم أصل من أصول الدين، ولكن حتى في مثل هذه المسائل أيضاً يجب الإِستعانة والإِستفادة من إِرشادات العالم، لتحصل الهداية إِلى الصراط السوي، الذي هو الصراط المستقيم.
    دعاه ـ عن طريق المنطق الواضح ـ إِلى اتباعه، فقال: (يا أبت إِنّي قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سوياً) فإِنّي قد وعيت أُموراً كثيرة عن طريق الوحي، وأستطيع أن أقول باطمئنان: إِنّي سوف لا أسلك طريق الضلال والخطأ، ولا أدعوك أبداً إِلى هذا الطريق المعوج، فإِنّي أريد سعادتك وفلاحك، فاقبل منّي لتنجو وتخلص من العذاب وتصل بطيّك هذا الصراط المستقيم إِلى المحل المقصود.
    ثمّ يعطف نظره إِلى الجانب السلبي من القضية بعدما ذكر بعدها الايجابي ويشير إِلى الآثار التي تترتب على مخالفة هذه الدعوة، فيقول:
    (يا أبت لا تعبد الشيطان إِنّ الشيطان كان للرحمن عصياً).
    من الواضح أنّ العبادة هنا لا تعني السجود والصلاة والصوم للشيطان، بل بمعنى الطاعة واتباع الأوامر، وهذا بنفسه يعتبر نوعاً من العبادة.لما بيّن له بطلان عبادته للأصنام ولغويتها وكان لازم معناه أنه سالك طريق غير سوي عن جهل نبّهه أن له علماً بهذا الشأن ليس عنده وعليه أن يتبعه حتى يهديه إلى صراط - وهو الطريق الذي لا يضل سالكه لوضوحه - سوي هو في غفلة من أمره، ولذا نكّره إذ قال: { أهدك صراطاً سوياً } ولم يقل: أهدك الصراط السوي كأن يقول: إذ كنت تسلك صراطاً ولا محالة من سلوكه فلا تسلك هذا الصراط غير السوي بجهالة بل اتبعني أهدك صراطاً سوياً فإني لذو علم بهذا الشأن.
    وفي قوله: { قد جاءني من العلم } دليل على أنه أُوتي العلم بالحق قبل دعوته ومحاجته هذه وفيه تصديق ماورد في قصته عليه السلام من سورة الأنعام أنه أُوتي العلم بالله ومشاهدة ملكوت السماوات والأرض قبل أن يلقى أباه وقومه ويحاجهم.

    والمراد بالهداية في قوله: { أهدك صراطاً سوياً } الهداية بمعنى إراءة الطريق دون الإِيصال إلى المطلوب فإنه شأن الإِمام ولم يجعل إماماً بعد، وقد فصلنا القول في هذا المعنى في تفسير قوله تعالى:

    { قال إني جاعلك للناس إماماً }البقرة 124
    في الكافي عن الصادق عليه السلام:
    (إن الله عزّ وجلّ اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً، وإن الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً، وإن الله اتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً، وأن الله اتخذه خليلاً قبل أن يتخذه إماماً، فلما جمع له الأشياء قال: { إني جاعلك للناس إماماً } قال عليه السلام: فمن عظمها في عين إبراهيم قال:
    { ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين }
    قال: لا يكون السفيه إمام التقيّ.
    وروي هذا المعنى أيضاً عنه بطريق آخر وعن الإمام الباقر عليه السلام بطريق آخر، ورواه المفيد عن الإمام الصادق عليه السلام.
    قوله: إن الله اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً، يستفاد ذلك من قوله تعالى:
    { ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين {إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } * { قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ } * { قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللاَّعِبِينَ } * { قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ٱلَّذِي فطَرَهُنَّ وَأَنَاْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } }الأنبياء 51
    العبد هو الذي أسلم وجهه لربه، وأعطاه تدبير نفسه، فينبغي أن لا يسمى بالعبد إلاَّ من كان عبداً في نفسه وعبداً في عمله، فهو العبد حقيقة، قال تعالى:
    { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً }
    [الفرقان: 63] وعلى هذا: فاتخاذه تعالى إنساناً عبداً - وهو قبول كونه عبد
    اً والإِقبال عليه بالربوبية - هو الولاية، وهو تولي أمره كما يتولى الرب أمر عبده، والعبودية مفتاح للولاية، كما يدل عليه قوله تعالى:
    { إن وليي الله الذي نزَّل الكتاب وهو يتولى الصالحين }
    [الأعراف: 196]، أي اللائقين للولاية، فأنه تعالى سمَّى النبي في آيات من كتابه بالعبد، قال تعالى:
    { الذي أنزل على عبده الكتاب }
    [الكهف: 1]
    وقال تعالى:
    { ينزل على عبده آيات بينات }
    [الحديد: 9]
    وقال تعالى:
    { قام عبد الله يدعوه }[الجن: 19]
    فقد ظهر أن الاتخاذ للعبودية هو الولاية.
    وقوله عليه السلام: وإن الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً، الفرق بين النبي والرسول على ما يظهر من الروايات المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام: أن النبي هو الذي يرى في المنام ما يوحى به إليه، والرسول هو الذي يشاهد الملك فيكلمه، والذي يظهر من قصص إبراهيم هو هذا الترتيب، قال تعالى:
    { واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صدّيقاً نبياً * إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً }
    [مريم: 41-42]، فظاهر الآية أنه عليه السلام كان صدّيقاً نبياً حين يخاطب أباه بذلك، فيكون هذا تصديقاً لِما أخبر به إبراهيم عليه السلام في أول وروده على قومه:
    { إنني براء مما تعبدون إلاَّ الذي فطرني فإنه سيهدين }
    [الزخرف: 26-27]، وقال تعالى:
    { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام }
    [هود: 69]، والقصة - وهي تتضمن مشاهدة الملك وتكليمه - واقعة في حال كبَر إبراهيم عليه السلام بعد ما فارق أباه وقومه.
    وقوله عليه السلام: إن الله اتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً، يستفاد ذلك من قوله تعالى:
    { واتّبع ملّة إبراهيم حنيفاً واتخذ الله إبراهيم خليلاً }
    [النساء: 125]
    فإن ظاهره أنه إنما اتخذه خليلاً لهذه الملة الحنيفية التي شرعها بأمر ربه إذ المقام مقام بيان شرف ملة إبراهيم الحنيف، التي تشرف بسببها إبراهيم عليه السلام بالخلة والخليل أخص من الصديق فإن أحد المتحابين يسمى صديقاً إذا صدق في معاشرته ومصاحبته ثم يصير خليلاً إذا قصر حوائجه على صديقه، والخلة الفقر والحاجة.
    وقوله: قال لا يكون السفيه إمام التقي إشارة إلى قوله تعالى:
    { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلاَّ من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين }[البقرة: 130]
    فقد سمى الله سبحانه الرغبة عن ملة إبراهيم وهو الظلم سفهاً، وقابلها بالاصطفاء، وفسر الاصطفاء بالإِسلام، كما يظهر بالتدبّر في قوله: { إذ قال له ربه أسلم } ثم جعل الإِسلام والتقوى واحداً أو في مجرى واحد في قوله:
    { اتّقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاَّ وأنتم مسلمون }
    [آل عمران: 102].
    وعن المفيد عن درست وهشام عنهم عليهم السلام قال:
    قد كان إبراهيم نبياً وليس بإمام، حتى قال الله تبارك وتعالى: { إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي } فقال الله تبارك وتعالى: { لا ينال عهدي الظالمين }
    من عبد صنماً أو وثناً أو مثالاً، لا يكون إماماً.
    ************************************************** **********
    تفسير الأمثل
    تفسير الميزان(سورة مريم | سورة البقرة)
    تفسير من هدي القرآن
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X