{{السلام عليكم ورحمة الله وبركاته}}
&&اللهم صل على محمد وال محمد&&
^^امنياتي لجميع الأخوة والأخوات في منتدى الكفيل بالموفقية والتسديد^^
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 247
فيما جرى على فاطمة عليها السلام من الاذى والظلم ومنعها من فدك
ومن الطرائف العجيبة ما تجددت على فاطمة عليها السلام بنت محمد " ص " نبيهم من الاذى والظلم وكسر حرمتها وحرمة أبيها والاستخفاف بتعظيمه لها وتزكيتها ، كما تقدمت رواياتهم عنه في حقها من الشهادة بطهارتها وجلالتها وشرفها سائر النسوان وأنها سيده نساء أهل الجنة .
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 248
فذكر أصحاب التواريخ في ذلك رسالة طويلة تتضمن صورة الحال أمر المأمون الخليفة العباسي بانشائها وقراءتها في موسم الحج . وقد ذكرها صاحب التاريخ المعروف بالعباسي وأشار الروحي الفقيه صاحب التاريخ الى ذلك في حوادث سنة ثمانى
عشرة ومائتين جملتها ، ان جماعة من ولد الحسن والحسين عليهما السلام رفعوا قصة الى المأمون الخليفة العباسي من بنى العباس يذكرون أن فدك والعوالي كانت لامهم فاطمة بنت محمد " ص " نبيهم ، وان ابا بكر أخرج يدها عنها بغير حق ،
وسالوا المأمون انصافهم وكشف ظلامتهم ، فاحضر المأمون مائتي رجل من علماء الحجاز والعراق وغيرهم وهو يؤكد عليهم في أداء الامالة واتباع الصدق ، وعرفهم ما ذكره ورثة فاطمة في قضيتهم وسالهم عما عندهم من الحديث الصحيح في ذلك .
فروى غير واحد منهم عن بشير بن الوليد والواقدي وبشر بن عتاب في أحاديث يرفعونها الى محمد " ص " نبيهم لما فتح خيبر اصطفى لنفسه قرى من قرى اليهود ، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام بهذه الاية " وآت ذا القربى حقه " فقال محمد "
ص " : ومن ذو القربى وما حقة ؟ قال : فاطمة عليها السلام تدفع إليها فدك ، فدفع إليها فدك ثم أعطاها العوالي بعد ذلك ، فاستغلتها حتى توفى أبوها محمد " ص " فلما بويع أبو بكر منعها أبو بكر منها ، فكلمته فاطمة عليها السلام في رد فدك
والعوالى عليها وقالت له : انها لى وان أبى دفعها إلى . فقال أبو بكر : ولا أمنعك ما دفع اليك ابوك . فاراد ان يكتب لها كتابا فاستوقفه عمر بن الخطاب وقال : انها امراة فادعها بالبينة على ما ادعت ، فامر أبو بكر أن تفعل ، فجاءت بام أيمن وأسماء
بنت عميس مع علي بن أبى طالب عليه السلام فشهدوا لها جميعا بذلك ، فكتب لها أبو بكر ، فبلغ ذلك فاتاه فاخبره أبو بكر الخبر ، فاخذ الصحيفة فمحاها فقال : ان فاطمة امراة وعلي بن أبى طالب زوجها وهو جار الى نفسه ولا يكون
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 249
بشهادة امراتين دون رجل . فارسل أبو بكر الى فاطمة عليها السلام فاعلمها بذلك ، فحلفت بالله الذي لا اله الا هو انهم ما شهدوا الا بالحق . فقال أبو بكر : فلعل ان تكوني صادقة ولكن احضري شاهدا لا يجر الى نفسه .
فقالت فاطمة : ألم تسمعا من أبى رسول الله " ص " يقول : أسماء بنت عميس وأم أيمن من أهل الجنة ؟ فقالا : بلى . فقالت : امراتان من الجنة تشهدان بباطل ! فانصرفت صارخة تنادي أباها وتقول : قد أخبرني أبى باني أول من يلحق به ، فو الله
لاشكونهما ، فلم تلبث أن مرضت فاوصت عليا أن لا يصليا عليها وهجرتهما فلم تكلمهما حتى ماتت ، فدفنها علي عليه السلام والعباس ليلا .
فدفع المأمون الجماعة عن مجلسه اليوم ، ثم أحضر في اليوم الاخر ألف رجل من أهل الفقه والعلم وشرح لهم الحال و
أمرهم بتقوى الله ومراقبته ، فتناظروا واستظهروا ثم افترقوا فرقتين ، فقالت طائفة منهم : الزوج عندنا جار الى نفسه فلا
شهادة له ولكنا نرى يمين فاطمة قد أوجبت لها ما ادعت مع شهادة الامرأتين ، وقالت طائفة : نرى اليمين مع الشهادة لا توجب حكما ولكن شهادة الزوج عندنا جائزة ولا نراه جارا الى نفسه ، فقد وجب بشهادته مع شهادة الامرأتين لفاطمة عليها
السلام ما ادعت ، فكان اختلاف الطائفتين اجماعا منهما على استحقاق فاطمة عليها السلام فدك والعوالي .
فسألهم المأمون بعد ذلك عن فضائل لعلى بن أبى طالب عليه السلام ، فذكروا منها طرفا جليلة قد تضمنه رسالة المأمون ، وسالهم عن فاطمة عليها السلام فرووا لها عن أبيها فضائل جميلة ، وسالهم عن ام أيمن وأسماء بنت عميس فرووا عن نبيهم
محمد " ص " انهما من أهل الجنة ، فقال المأمون : أيجوز أن يقال أو يعتقد أن علي بن أبي طالب مع ورعه وزهده يشهد لفاطمة بغير حق ؟ وقد
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 250
شهد الله تعالى ورسوله بهذه الفضائل له ، أو يجوز مع علمه وفضله ان يقال انه يمشي في شهادة وهو يجهل الحكم فيها ؟ وهل يجوز أن يقال ان فاطمة مع طهارتها وعصمتها وانها سيدة نساء العالمين وسيده نساء أهل الجنة كما رويتم تطلب شيئا
ليس لها تظلم فيه جميع المسلمين وتقسم عليه بالله الذي لا اله الا هو ؟ أو يجوز أن يقال عن أم ايمن وأسماء بنت عميس انهما شهدتا بالزور وهما من أهل الجنة ؟ ان الطعن على فاطمة وشهودها طعن على كتاب الله والحاد في دين الله ، حاشا الله ان يكون ذلك كذلك .
ثم عارضهم المأمون بحديث رووه أن علي بن ابى طالب عليه السلام أقام مناديا بعد وفاة محمد " ص " نبيهم ينادي : من كان له على رسول الله " ص " دين أو عدة فليحضر ، فحضر جماعة فاعطاهم على بن ابي طالب عليه السلام ما ذكروه بغير
بينة ، وان أبا بكر أمر مناديا ينادي بمثل ذلك فحضر جرير بن عبد الله وادعى على نبيهم عدة فاعطاها أبو بكر بغير بينة ، وحضر جابر بن عبد الله وذكر أن نبيهم وعده أن يحثو له ثلاث حثوات من مال البحرين ، فلما قدم مال البحرين بعد وفاة
نبيهم اعطاه أبو بكر الثلاث الحثوات بدعواه بغير بينة .
( قال عبد المحمود ) : وقد ذكر الحميدي هذا الحديث في الجمع بين الصحيحين في الحديث التاسع من أفراد مسلم من مسند جابر وان جابرا قال : فعددتها فإذا هي خمسمائة فقال أبو بكر خذ مثليها ( 1 ) .
قال رواة رسالة المأمون : فتعجب المأمون من ذلك وقال : أما كانت فاطمة وشهودها يجرون مجرى جرير بن عبد الله وجابر بن عبد الله ، ثم تقدم بسطر الرسالة المشار إليها وأمر أن تقرا بالموسم على رؤوس الاشهاد ، وجعل فدك والعوالي في يد محمد بن يحيى بن الحسين بن على بن الحسن بن على بن ابى
&&اللهم صل على محمد وال محمد&&
^^امنياتي لجميع الأخوة والأخوات في منتدى الكفيل بالموفقية والتسديد^^
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 247
فيما جرى على فاطمة عليها السلام من الاذى والظلم ومنعها من فدك
ومن الطرائف العجيبة ما تجددت على فاطمة عليها السلام بنت محمد " ص " نبيهم من الاذى والظلم وكسر حرمتها وحرمة أبيها والاستخفاف بتعظيمه لها وتزكيتها ، كما تقدمت رواياتهم عنه في حقها من الشهادة بطهارتها وجلالتها وشرفها سائر النسوان وأنها سيده نساء أهل الجنة .
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 248
فذكر أصحاب التواريخ في ذلك رسالة طويلة تتضمن صورة الحال أمر المأمون الخليفة العباسي بانشائها وقراءتها في موسم الحج . وقد ذكرها صاحب التاريخ المعروف بالعباسي وأشار الروحي الفقيه صاحب التاريخ الى ذلك في حوادث سنة ثمانى
عشرة ومائتين جملتها ، ان جماعة من ولد الحسن والحسين عليهما السلام رفعوا قصة الى المأمون الخليفة العباسي من بنى العباس يذكرون أن فدك والعوالي كانت لامهم فاطمة بنت محمد " ص " نبيهم ، وان ابا بكر أخرج يدها عنها بغير حق ،
وسالوا المأمون انصافهم وكشف ظلامتهم ، فاحضر المأمون مائتي رجل من علماء الحجاز والعراق وغيرهم وهو يؤكد عليهم في أداء الامالة واتباع الصدق ، وعرفهم ما ذكره ورثة فاطمة في قضيتهم وسالهم عما عندهم من الحديث الصحيح في ذلك .
فروى غير واحد منهم عن بشير بن الوليد والواقدي وبشر بن عتاب في أحاديث يرفعونها الى محمد " ص " نبيهم لما فتح خيبر اصطفى لنفسه قرى من قرى اليهود ، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام بهذه الاية " وآت ذا القربى حقه " فقال محمد "
ص " : ومن ذو القربى وما حقة ؟ قال : فاطمة عليها السلام تدفع إليها فدك ، فدفع إليها فدك ثم أعطاها العوالي بعد ذلك ، فاستغلتها حتى توفى أبوها محمد " ص " فلما بويع أبو بكر منعها أبو بكر منها ، فكلمته فاطمة عليها السلام في رد فدك
والعوالى عليها وقالت له : انها لى وان أبى دفعها إلى . فقال أبو بكر : ولا أمنعك ما دفع اليك ابوك . فاراد ان يكتب لها كتابا فاستوقفه عمر بن الخطاب وقال : انها امراة فادعها بالبينة على ما ادعت ، فامر أبو بكر أن تفعل ، فجاءت بام أيمن وأسماء
بنت عميس مع علي بن أبى طالب عليه السلام فشهدوا لها جميعا بذلك ، فكتب لها أبو بكر ، فبلغ ذلك فاتاه فاخبره أبو بكر الخبر ، فاخذ الصحيفة فمحاها فقال : ان فاطمة امراة وعلي بن أبى طالب زوجها وهو جار الى نفسه ولا يكون
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 249
بشهادة امراتين دون رجل . فارسل أبو بكر الى فاطمة عليها السلام فاعلمها بذلك ، فحلفت بالله الذي لا اله الا هو انهم ما شهدوا الا بالحق . فقال أبو بكر : فلعل ان تكوني صادقة ولكن احضري شاهدا لا يجر الى نفسه .
فقالت فاطمة : ألم تسمعا من أبى رسول الله " ص " يقول : أسماء بنت عميس وأم أيمن من أهل الجنة ؟ فقالا : بلى . فقالت : امراتان من الجنة تشهدان بباطل ! فانصرفت صارخة تنادي أباها وتقول : قد أخبرني أبى باني أول من يلحق به ، فو الله
لاشكونهما ، فلم تلبث أن مرضت فاوصت عليا أن لا يصليا عليها وهجرتهما فلم تكلمهما حتى ماتت ، فدفنها علي عليه السلام والعباس ليلا .
فدفع المأمون الجماعة عن مجلسه اليوم ، ثم أحضر في اليوم الاخر ألف رجل من أهل الفقه والعلم وشرح لهم الحال و
أمرهم بتقوى الله ومراقبته ، فتناظروا واستظهروا ثم افترقوا فرقتين ، فقالت طائفة منهم : الزوج عندنا جار الى نفسه فلا
شهادة له ولكنا نرى يمين فاطمة قد أوجبت لها ما ادعت مع شهادة الامرأتين ، وقالت طائفة : نرى اليمين مع الشهادة لا توجب حكما ولكن شهادة الزوج عندنا جائزة ولا نراه جارا الى نفسه ، فقد وجب بشهادته مع شهادة الامرأتين لفاطمة عليها
السلام ما ادعت ، فكان اختلاف الطائفتين اجماعا منهما على استحقاق فاطمة عليها السلام فدك والعوالي .
فسألهم المأمون بعد ذلك عن فضائل لعلى بن أبى طالب عليه السلام ، فذكروا منها طرفا جليلة قد تضمنه رسالة المأمون ، وسالهم عن فاطمة عليها السلام فرووا لها عن أبيها فضائل جميلة ، وسالهم عن ام أيمن وأسماء بنت عميس فرووا عن نبيهم
محمد " ص " انهما من أهل الجنة ، فقال المأمون : أيجوز أن يقال أو يعتقد أن علي بن أبي طالب مع ورعه وزهده يشهد لفاطمة بغير حق ؟ وقد
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 250
شهد الله تعالى ورسوله بهذه الفضائل له ، أو يجوز مع علمه وفضله ان يقال انه يمشي في شهادة وهو يجهل الحكم فيها ؟ وهل يجوز أن يقال ان فاطمة مع طهارتها وعصمتها وانها سيدة نساء العالمين وسيده نساء أهل الجنة كما رويتم تطلب شيئا
ليس لها تظلم فيه جميع المسلمين وتقسم عليه بالله الذي لا اله الا هو ؟ أو يجوز أن يقال عن أم ايمن وأسماء بنت عميس انهما شهدتا بالزور وهما من أهل الجنة ؟ ان الطعن على فاطمة وشهودها طعن على كتاب الله والحاد في دين الله ، حاشا الله ان يكون ذلك كذلك .
ثم عارضهم المأمون بحديث رووه أن علي بن ابى طالب عليه السلام أقام مناديا بعد وفاة محمد " ص " نبيهم ينادي : من كان له على رسول الله " ص " دين أو عدة فليحضر ، فحضر جماعة فاعطاهم على بن ابي طالب عليه السلام ما ذكروه بغير
بينة ، وان أبا بكر أمر مناديا ينادي بمثل ذلك فحضر جرير بن عبد الله وادعى على نبيهم عدة فاعطاها أبو بكر بغير بينة ، وحضر جابر بن عبد الله وذكر أن نبيهم وعده أن يحثو له ثلاث حثوات من مال البحرين ، فلما قدم مال البحرين بعد وفاة
نبيهم اعطاه أبو بكر الثلاث الحثوات بدعواه بغير بينة .
( قال عبد المحمود ) : وقد ذكر الحميدي هذا الحديث في الجمع بين الصحيحين في الحديث التاسع من أفراد مسلم من مسند جابر وان جابرا قال : فعددتها فإذا هي خمسمائة فقال أبو بكر خذ مثليها ( 1 ) .
قال رواة رسالة المأمون : فتعجب المأمون من ذلك وقال : أما كانت فاطمة وشهودها يجرون مجرى جرير بن عبد الله وجابر بن عبد الله ، ثم تقدم بسطر الرسالة المشار إليها وأمر أن تقرا بالموسم على رؤوس الاشهاد ، وجعل فدك والعوالي في يد محمد بن يحيى بن الحسين بن على بن الحسن بن على بن ابى