بسم الله الرحمن الرحيم
مرة اخرى نعود للكلام حول آيات الرؤية لما لها من اهمية في منظومة توحيد المؤمن، ومذهب الشيعة امتناع رؤيته تعالى، ومنشأ امتناع الرؤية البصرية لله جلَّ وعلا فهو لأنَّه ليس بجسم، والرؤية لا تقع إلا على ما هو جسم، لذلك قال الله تعالى واصفاً نفسه: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ وقال لموسى (عليه السلام): ﴿لَن تَرَانِي﴾ على نحو التأبيد، فعدم الرؤية البصرية لله جلَّ وعلا ناشئ عن عدم قابليته لأن يُرى. لكن قد يقال لو كانت الرؤية ممتنعة فكيف سألها موسى (عليه السلام) حيث حكى القران قوله ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ﴾ وقد اجاب الامامية على هذا السؤال حيث قالوا:
أن السؤال كان من موسى (عليه السلام) لقومه ليبين لهم امتناع الرؤية لقوله تعالى: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة) وقوله: (أفتهلكنا بما فعل السفهاء منا).