بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرنا سابقا شواهد على اساليب المعسكر الاموي في الاعلام وقد تقدم القسم الاول منه وهو التشكيك بامامة ودين اهل البيت عليهم السلام وكلامنا الاني في القسم الثاني وهو: أسلوب التخويف
حيث بلغ هذا الأسلوب أقسى أشكاله، عندما انهالت السهام على الإمام وصحبه وهم منهمكون في أداء شعيرة الصلاة، علما بأن الحسين ومن معه قد ألقوا السلاح، وأظهروا السلام واستسلموا للصلاة، واستأمنوهم لذكر اللّه.
يتساءل الشهرستاني ، فيقول: «فهل ترى مظهرا للدين والحق أصدق من هذا؟ أفلا تُحترم الصلاة وهي حرم اللّه؟! أو لم يسمعوا كلام اللّه: ( وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُوءْمِنًا )[1]»[2].
ويُستنتج من كل ذلك بأن أعداء الحسين قد قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة، فلم تعد تؤثر فيهم مظاهر إسلامية أو عواطف بشرية. لكن مع ذلك استمر الإمام بصلاته تحت مطر السهام ولم يستسلم للتهديدات المبطّنة أو المكشوفة التي حاولوا من خلالها قطع صلاته بربّه، والحيلولة دون تأجيجه لمعنويات جنده وجذب الآخرين إلى صفه. وكما تمكنوا من قبل من اغتيال أبيه وهو في محراب الصلاة، حاولوا اغتياله ضمن خطة ماكرة وغادرة وهو في أثناء الصلاة خصوصا بعد أن غدا هدفا مكشوفا ومجرّدا من وسائل الدفاع ، ولكن روح الفداء التي تحلّى بها أصحابه في كربلاء عملت على إفشال تلك الخطة واحباطها ، فقد جعلوا من أجسادهم دروعا تحول دون وصول سهام الغدر إلى قائدهم الحسين.
وهنا لابد من الاشادة بموقف الصحابي سعيد بن عبداللّه الحنفي الذي صدَّ السهام التي انطلقت باتجاه الحسين وهو في أثناء الصلاة، وبعد أن قضى نحبه وجدوا في جسده ثلاثة عشر سهما!
وهذا صحابي آخر هو عمرو بن قرظة الأنصاري قد بالغ في نصرة الحسين وكان لا يأتي إلى قائده سهم إلاّ اتقاه بيده، ولا سيف إلاّ تلقّاه بمهجته، فلم يصل إلى الحسين سوء حتى اُثخن بالجراح فالتفت إلى الحسين وقال : يا ابن رسول اللّه أوفيت؟ فقال عليه السلام : «نعم أنت أمامي في الجنة ، فاقرأ رسول اللّه عني السلام ، وأعلمه أني في الأثر»[3].
بهؤلاء الأبطال تمكن الحسين عليه السلام من إفشال خطة الاغتيال التي كانت تستهدف تصفيته وهو منكب على الصلاة.
[1] سورة النساء : ٤ / ٩٤.
[2] نهضة الحسين / الشهرستاني : ١٢٥.
[3] اللهوف : ٦٤.
ذكرنا سابقا شواهد على اساليب المعسكر الاموي في الاعلام وقد تقدم القسم الاول منه وهو التشكيك بامامة ودين اهل البيت عليهم السلام وكلامنا الاني في القسم الثاني وهو: أسلوب التخويف
حيث بلغ هذا الأسلوب أقسى أشكاله، عندما انهالت السهام على الإمام وصحبه وهم منهمكون في أداء شعيرة الصلاة، علما بأن الحسين ومن معه قد ألقوا السلاح، وأظهروا السلام واستسلموا للصلاة، واستأمنوهم لذكر اللّه.
يتساءل الشهرستاني ، فيقول: «فهل ترى مظهرا للدين والحق أصدق من هذا؟ أفلا تُحترم الصلاة وهي حرم اللّه؟! أو لم يسمعوا كلام اللّه: ( وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُوءْمِنًا )[1]»[2].
ويُستنتج من كل ذلك بأن أعداء الحسين قد قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة، فلم تعد تؤثر فيهم مظاهر إسلامية أو عواطف بشرية. لكن مع ذلك استمر الإمام بصلاته تحت مطر السهام ولم يستسلم للتهديدات المبطّنة أو المكشوفة التي حاولوا من خلالها قطع صلاته بربّه، والحيلولة دون تأجيجه لمعنويات جنده وجذب الآخرين إلى صفه. وكما تمكنوا من قبل من اغتيال أبيه وهو في محراب الصلاة، حاولوا اغتياله ضمن خطة ماكرة وغادرة وهو في أثناء الصلاة خصوصا بعد أن غدا هدفا مكشوفا ومجرّدا من وسائل الدفاع ، ولكن روح الفداء التي تحلّى بها أصحابه في كربلاء عملت على إفشال تلك الخطة واحباطها ، فقد جعلوا من أجسادهم دروعا تحول دون وصول سهام الغدر إلى قائدهم الحسين.
وهنا لابد من الاشادة بموقف الصحابي سعيد بن عبداللّه الحنفي الذي صدَّ السهام التي انطلقت باتجاه الحسين وهو في أثناء الصلاة، وبعد أن قضى نحبه وجدوا في جسده ثلاثة عشر سهما!
وهذا صحابي آخر هو عمرو بن قرظة الأنصاري قد بالغ في نصرة الحسين وكان لا يأتي إلى قائده سهم إلاّ اتقاه بيده، ولا سيف إلاّ تلقّاه بمهجته، فلم يصل إلى الحسين سوء حتى اُثخن بالجراح فالتفت إلى الحسين وقال : يا ابن رسول اللّه أوفيت؟ فقال عليه السلام : «نعم أنت أمامي في الجنة ، فاقرأ رسول اللّه عني السلام ، وأعلمه أني في الأثر»[3].
بهؤلاء الأبطال تمكن الحسين عليه السلام من إفشال خطة الاغتيال التي كانت تستهدف تصفيته وهو منكب على الصلاة.
[1] سورة النساء : ٤ / ٩٤.
[2] نهضة الحسين / الشهرستاني : ١٢٥.
[3] اللهوف : ٦٤.