( الخيانة ) لفظ ذا وقع قوي على النفس قبل الأذن ، ففي حياتنا الشخصية يؤدي وقوع الخيانة إلى ( تدمير الثقة ) بين الأفراد والعلاقات بينهم ، حتى لو اقتصرت الخيانة على عدم الإيفاء بوعد أو عهد ، ناهيك عن أن تؤدي الخيانة إلى تدمير حياة إنسان أو أهانته وجرح مشاعره .
لا تقتصر الخيانة فقط علي الحب الخيانه لها انواع و اشكال كثيرة مثل:
خيانة العهد و خيانة الفكر و خيانة الحياة المشتركة و خيانة الحب و خيانة الوطن و خيانة النفس و خيانة الحبيب و هنا خيانة الحبيب ليست نفس معني خيانة الحب و خيانة الصداقه و خيانة العمل و خيانة الدين و خيانة العقيده و خيانة الاسرة .
وكما ان الخيانة لها صور متعددة, فمن الظلم التكلم عنها وحصرها في خيانة في خيانة الحب فقط ولو ان كل كاسبق ذكره يندرج تحت مظلة الحب ,و اريد ان اقول من يطاوعه قلبه ان يكذب و يخون حبيبه مهما كان الفعل كبير او صغير. لا اعتقد ان هذا يكون حبا اصلا.
نجد أن الخيانة نتيجة لعلاقات إنسانية مريضة بسبب دوافع التملك والسيطرة وحب الذات المرضي زيادة على البلاهة والأوهام الفكرية، مايجعل هذه العلاقات كسجون ومعتقلات يسعى كل من يهرب منها بحثا عن الحرية، مغضوبا عليه يجب معاقبته. الأمر الذي يكشف عن طفولة نفسية وحضارية لازالت تتخبط فيها هذه العلاقات بأطرافها، لذلك فمن جهتنا لا نقدم حلولا بقدر ما نقدم افتراضات. ف"لنفترض حياةً نخلقها بحرية من الألف للياء، لنفترضِ المرأةَ والرجل وقد شُفِيا من الخوفِ والخضوع متحرّرَيْن من التملك ليسَ لهما شيءٌ للبيعِ ولا للشراء عاشقَيْنِ على الدّوام وفانيين على الدوام" ولنكرر العبارة مستبدلين المرأة والرجل بالناس كذلك، ف"لنفترضِ الناس وقد شُفوا من الخوفِ والخضوع وتحرروا من التملك ليس لهم شيء للبيع ولا للشراء عشاق على الدوام وفانين على الدوام، لأنه "عندها سنُلغي الكمَّ الكافيَ من العذاباتِ غيرِ المعقولة، لنُبقِيَ فقط على تلك التي تغذي اليقظةَ، السؤالَ، والسعيَ وراء أنوارٍ محتملةٍ وغيرِ محتملة، سوف نشملُ بالعناية كفَلذَةِ الكبد كلَّ قطرةِ ماء كلَّ حبةِ رمل وكلّ جُزَيْءٍ في الهواء، وأقربَ إلينا كلَّ ما هو هشّ مُتلعثم زائل وما تَرسّبَ في باطنِ الرّوح من شعورٍ بالوحدة أو الخوف" ولزيادة في التوضيح لايسعنَى سوى القول أن "الناس يساندون ذلك الذي يحترم استقلاليتهم" لذلك :
يذهب كل شيء و ( يبقى الوطن ) ما بقيت السماوات والأرض ، ومهما كان عذرك للخيانة ، فــ ( لا عاذر لك ) ، والوطن لا ينسى من غدر به وخان ( سراً أو علناً ) فالخيانة تبقى خيانة ، وجه قبيح لا يُجمله شيء ، وأن صَفَحَتْ السُلطات عن خائن ـ لحاجة في نفسها ـ فالوطن و التاريخ لا يصفح أبدا ، و يظلان يذكران الخائن حتى بعد موته . فهما ( لا يغفران لخائن ) أبدا .
ِ