إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في انتظار الإمام (عج)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • م.القريشي
    رد
    ترانيم السماء
    كل الشكر لكم والتقدير
    موضوع قيم
    بارك الله فيكم

    اترك تعليق:


  • في انتظار الإمام (عج)


    نحن نعيش اليوم في مرحلة الانتظار للإمام المهدي ، فما هو الانتظار؟


    في ضوء ما تعطيه اللغة العربية لمعنى الانتظار حيث تحدده بالترقب والتوقع والرصد.. قد يتصور بعض الناس خطأ أن علينا أن نحن نعيش في مرحلة الغيبة الكبرى للإمام المهدي مترقبين للظهور وعلاماته ولليوم الموعود الذي يبدؤه الإمام المنتظر (عج) بالقضاء على الكفر والانحراف والفساد وبالقيام بتطبيق الإسلام، من دون أن يكون لنا دور في الإعداد والتمهيد والقيام بمسؤولية تحكيم الإسلام في حياتنا وفي كل مجالاتها وخاصة في مجالها السياسي بحجة أن مسؤولية تحيكم الإسلام وتطبيق تشريعاته في كل مجالات الحياة هي وظيفة الإمام المهدي (عج) في مرحلة زمنية مقبلة وليس من وظيفتنا الآن. إلاّ أن هذا الفهم السلبي للانتظار يتنافى تمام المنافاة مع مفاهيم الإسلام وأحكامه وتشريعاته العامة التي يجب على المسلمين تطبيقها في كل عصر وزمان.

    يقول الشيخ محمد رضا المظفر في كتابه القيم عقائد الإمامية:"ومما يجدر أن نعرفه في هذا الصدد:ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ المهدي ، أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم، وما يجب عليهم من نصرته، والجهاد في سبيله، والأخذ بأحكامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..

    بل المسلم أبداً مكلف بالعمل بما أُنزل من الأحكام الشرعية وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح بالطرق الموصلة إليها حقيقة، وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما تمكن من ذلك وبلغت إليه قدرته "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته". ولا يجوز له التأخر عن واجباته بمجرد الانتظار للمصلح المهدي والمبشر الهادي، فإن هذا لا يسقط تكليفاً ولا يؤجل عملاً، ولا يجعل الناس هملاً كالسوائم.

    ويقول الشيخ الصافي الكلبايكاني في كتابه منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر (عج) :"وليعلم أن معنى الانتظار ليس تخلية سبيل الكفار والأشرار، وتسليم الأمور إليهم، والمراهنة معهم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاقدامات الإصلاحية. فإنه كيف يجوز إيكال الأمور إلى الأشرار مع التمكن من دفعهم عن ذلك، والمراهنة معهم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من المعاصي التي دلّ‏َ عليها العقل والنقل وإجماع المسلمين.

    ولم يقل أحد من العلماء وغيرهم بإسقاط التكاليف قبل ظهوره (يعني الإمام المنتظر)، ولا يرى منه عين ولا أثر في الأخبار.. نعم.. تدل الآيات والأحاديث الكثيرة على خلاف ذلك، بل تدل على تأكد الواجبات والتكاليف والترغيب إلى مزيد الاهتمام في العمل بالوظائف الدينية كلها في عصر الغيبة.
    والذي يستفاد من الروايات والأحاديث الواردة عن النبي (ص) وأئمة أهل البيت (ع) في هذا المجال، هو أن المراد من الانتظار هو:وجوب التمهيد والتوطئة والإعداد لظهور الإمام المنتظر (عج) .


    فقد روي عن النبي (ص) أنه قال:"يخرج رجل يوطى‏ء (أو قال:يمكن) لإل محمد، كما مكنت قريش لرسول الله ، وجب على كل مؤمن نصره أو قال:إجابته)..". وروي عنه (ص) أيض:"يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي".

    وعنه أيض:"يأتي قوم من قبل المشرق، ومعهم رايات سود، فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوه، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملأها قسطاً، كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم؛ ولو حبواً على الثلج".

    ويستفاد من الروايات وكلمات الإمام الخميني (قد):إن التوطئة والتمهيد لظهور الإمام المنتظر (عج) والتأسيس لمشروعه الإلهي العالمي، يكون عبر خطوات كثيرة منه:

    1- الالتزامبتعاليم الإسلام وأحكامه وقيمه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله ضد الأعداء ومواجهة الظالمين والمستكبرين.

    2- العمل على نشر الإسلام وتعريف الناس به وتقديمه لشعوب العالم كطرح بديل ومنقبذ وكخيار وحيد لاخراج الناس من الظلمات إلى النور وتقديم صورة مشرقة نقية وصافية وأصيلة عن الإسلام للعالم من خلال سلوكنا ومواقفنا وجهادنا.

    3- السعي لإقامة الحكومة الإسلامية التي تمثل القاعدة التي تحكم بالإسلام.

    4- إعداد جيل مؤمن واعٍ مخلص ومضحٍ وبحجم المسؤولية يتولى نصرة الإمام والإعداد لظهوره وعياً وإيماناً وتنظيماً وقوةً.

    5- تربية الأمة وخصوصاً شيعة الإمام على طاعته والالتزام بأوامره والتقيد التام بتوجيهاته، وقد ورد في صفات أنصار الإمام أنهم أطوع للإمام من بنانه.

    والحقيقة أن من أراد أن يكتشف مدى طاعته للإمام (عج) عندما يخرج فليكتشف الآن مدى طاعته لنائب الإمام الذي أمرنا بطاعته فإن المقياس في مرحلة الغيبة هو الطاعة لولي الأمر، ومن لا تساعده نفسه ولا دينه ولا عقله ولا شهواته ولا أهوائه ولا طموحاته ولا ميوله على طاعة نائب الإمام المهدي في زمن الغيبة فلن يكون مطيعاً للإمام حين الظهور.

    وعلى أساس ما تقدم ننتهي إلى النتيجة التالية وهي:أن الانتظار ليس هو الرصد السلبي للظهور وللأحداث المتوقعة من دون أن يكون لنا دور فيه سلباً أو إيجاباً.. كما نرصد خسوف القمر وكسوف الشمس.. وإنما هو حركة وفعل وجهد وجهاد وعطاء وتضحية وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وهذا المفهوم الايجابي للانتظار هو الذي يستحق هذه القيمة الكبيرة التي تعطيها النصوص الإسلامية له كقول الرسول(ص):"أفضل أعمال أمتي الانتظار"، وقوله:"انتظار الفرج عبادة"، أو "المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه".


    الملفات المرفقة
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X