بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
تعريف علم الكلام:
مفردات التعريف
العلم لغة:
عَلِمَ الرجلُ عِلْماً وعَلُم وهو ضد الجهل[1] العين واللام والميم أصل صحيح واحد يدل على أثر بالشيء يتميز به عن غيره من ذلك العلامة وهي معروفة يقال علمت على الشيء علامة ويقال أعلم الفارس إذا كانت له علامة في الحرب وخرج فلان معلما بكذا والعلم الراية والجمع أعلام والعلم الجبل وكل شيء يكون معلما خلاف المجهل وجمع العلم أعلام أيضا قالت الخنساء :
وإن صخرا لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار
والعلم الشق في الشفة العليا والرجل أعلم
والقياس واحد لأنه كالعلامة بالإنسان والعلام فيما يقال الحناء وذلك أنه إذا خضب به فذلك كالعلامة[2]
العلم اصطلاحاً:
هو معرفة الشيء على ما هو به[3]
اطلاقات العلم:
لهذه المفردة اطلاقات متعددة فتجدها في حقول متعددة فتارة تطليق على العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والفلك والخ ، و ( العلوم الإنسانية ) كالتربية وعلم الإجتماع وعلم النفس وعلم الإقتصاد وعلم الإدارة والخ ، ولأن مجالها الطبيعة والإنسان بدراسة ما فيهما من ظواهر ، وهي مما يدخل في إطار الملاحظة أو التجربة يأتي استخدام المنهج التجريبي فيها أمرا طبيعيا[4] وقد يطلق تارة أخرى ويراد العلوم الاستقلالية كالمنطق والفلسفة والاصول والصرف.
العلم واقسامه:
أنّ العلم على قسمين : حضورىّ وحصولىّ :
أمّا الحضورىّ : فحضور المدرك وهو النفس أو الذات وإحاطته على ذات المدرك أو صورته الواقعيّة المطابقة ، كما في شهود النفس المجرّد نفسه ومعارفه الشهوديّة ، وشهود النفس صور المحسوسات الواقعيّة ، وشهود الأجسام الطبيعيّة ماله من الأجزاء والقوى في محدودتها . وهذا أقوى مراتب العلم ، وهو علم اليقين .
وأمّا الحصولىّ : وهو ما يكتسب من الحضورىّ بالنظر والفكر ، والعلوم الرسميّة المتداولة الَّتى يشتغل بتحصيلها الطالبون من هذا القبيل[5]
وهنالك تقسيم آخر ذكره الفلاسفة والمناطقة في مصنفاتهم ، فقالوا ان العلم ينقسم الى تصور وتصديق وكذلك التصديق ينقسم الى ظن ويقين[6]
تعريف علم الكلام اصطلاحاً:
عرف علم الكلام او علم الجدل او الاخذ والرد او الحجج والايرادت بعدة تعريفات اهمها تاريخياً:
1ـ الكلام علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبهة[7]
2ـ الكلام : هو العلم الذي يبحث فيه عن إثبات أصول الدين الاسلامي بالأدلة المفيدة لليقين به[8]
3ـ و علم يتضمن الحجاج عن العقائد الايمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة
المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة[9]
تاريخ علم الكلام:
الظاهر أن لا اختلاف كبير بين العلماء في تعريف علم الكلام ، وفائدته ، والغرض من وضعه وتأسيسه[10] فنشا علم الكلام لرد عادية الفلسفة المهاجمة خوفاً من أن تؤثر على العقيدة الاسلامية[11] لكنه قوبل بموجة من الاستنكار الشديد من قبل أهل الحديث والفقهاء والصوفية ، واطلقوا على علم الكلام واهله أصحاب البدع ومن أهم ما استندوا اليه في هذا الوصف ان الرسول (ص) والصحابة لم يشتغلوا به ، فهو من البدع فراحوا يطنبون في علم الكلام واهله[12]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
[1] ـ المخصص: علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده (ت458هـ) ، ج4،ص68.
[2] ـ معجم مقاييس اللغة: احمد بن فارس بن زكريا (ت395هـ) ، تحقيق عبد السلام هارون ، ط1 ، 1404هـ ، ج4، ص109.
[3] ـ معجم المصطلحات والالفاظ الفقهية: محمود عبد الرحمن عبد المنعم، دار الفضيلة للنشر والتوزيع والتصدير ، ج2،ص423.
[4] ـ أصول البحث العلمي: الشيخ عبد الهادي الفضلي ، الناشر : مؤسسة دار الكتاب الإسلامي - قم – ايران ، ص44.
[5] ـ التحقيق في كلمات القران الكريم: الشيخ حسن المصطفوي ، مؤسسة الطباعة والنشر ايران ، ط1 ، 1417هـ ، ج8،ص208
[6] ـ المنطق: الشيخ محمد رضا المظفر (ت1383هـ) ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة ، ج1،ص13.
[7] ـ المواقف: عضد الدين الايجي (ت756هـ) ، ط1، 1417هـ ، مطبعة لبنان بيروت ـ دار الجيل ، ج1،ص31.
[8] ـ خلاصة علم الكلام: الدكتور عبد الهادي الفضلي ، دار المؤرخ العربي ، ط2 ، 1414هـ ، ص10.
[9] ـ تاريخ ابن خلدون: عبد الرحمن ابن خلدون المغربي (ت 808هـ) ، ط4، الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت – لبنان، ج1،ص435.
[10] ـ دلائل الصدق: الشيخ محمد حسن المظفر(ت1375هـ) ، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، ط1 ، 1422هـ ، ج1،ص16.
[11] ـ الفلسفة الاسلامية: الشيخ محمد رضا المظفر ، مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر ، بيروت ـ لبنان ، ص77.
[12] ـ اصالة علم الكلام: الدكتور محمد صالح السيد، دار الثقافة والنشر والتوزيع القاهرة ـ مصر ، ط1 ، 1987م ، ص17.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
تعريف علم الكلام:
مفردات التعريف
العلم لغة:
عَلِمَ الرجلُ عِلْماً وعَلُم وهو ضد الجهل[1] العين واللام والميم أصل صحيح واحد يدل على أثر بالشيء يتميز به عن غيره من ذلك العلامة وهي معروفة يقال علمت على الشيء علامة ويقال أعلم الفارس إذا كانت له علامة في الحرب وخرج فلان معلما بكذا والعلم الراية والجمع أعلام والعلم الجبل وكل شيء يكون معلما خلاف المجهل وجمع العلم أعلام أيضا قالت الخنساء :
وإن صخرا لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار
والعلم الشق في الشفة العليا والرجل أعلم
والقياس واحد لأنه كالعلامة بالإنسان والعلام فيما يقال الحناء وذلك أنه إذا خضب به فذلك كالعلامة[2]
العلم اصطلاحاً:
هو معرفة الشيء على ما هو به[3]
اطلاقات العلم:
لهذه المفردة اطلاقات متعددة فتجدها في حقول متعددة فتارة تطليق على العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والفلك والخ ، و ( العلوم الإنسانية ) كالتربية وعلم الإجتماع وعلم النفس وعلم الإقتصاد وعلم الإدارة والخ ، ولأن مجالها الطبيعة والإنسان بدراسة ما فيهما من ظواهر ، وهي مما يدخل في إطار الملاحظة أو التجربة يأتي استخدام المنهج التجريبي فيها أمرا طبيعيا[4] وقد يطلق تارة أخرى ويراد العلوم الاستقلالية كالمنطق والفلسفة والاصول والصرف.
العلم واقسامه:
أنّ العلم على قسمين : حضورىّ وحصولىّ :
أمّا الحضورىّ : فحضور المدرك وهو النفس أو الذات وإحاطته على ذات المدرك أو صورته الواقعيّة المطابقة ، كما في شهود النفس المجرّد نفسه ومعارفه الشهوديّة ، وشهود النفس صور المحسوسات الواقعيّة ، وشهود الأجسام الطبيعيّة ماله من الأجزاء والقوى في محدودتها . وهذا أقوى مراتب العلم ، وهو علم اليقين .
وأمّا الحصولىّ : وهو ما يكتسب من الحضورىّ بالنظر والفكر ، والعلوم الرسميّة المتداولة الَّتى يشتغل بتحصيلها الطالبون من هذا القبيل[5]
وهنالك تقسيم آخر ذكره الفلاسفة والمناطقة في مصنفاتهم ، فقالوا ان العلم ينقسم الى تصور وتصديق وكذلك التصديق ينقسم الى ظن ويقين[6]
تعريف علم الكلام اصطلاحاً:
عرف علم الكلام او علم الجدل او الاخذ والرد او الحجج والايرادت بعدة تعريفات اهمها تاريخياً:
1ـ الكلام علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبهة[7]
2ـ الكلام : هو العلم الذي يبحث فيه عن إثبات أصول الدين الاسلامي بالأدلة المفيدة لليقين به[8]
3ـ و علم يتضمن الحجاج عن العقائد الايمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة
المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة[9]
تاريخ علم الكلام:
الظاهر أن لا اختلاف كبير بين العلماء في تعريف علم الكلام ، وفائدته ، والغرض من وضعه وتأسيسه[10] فنشا علم الكلام لرد عادية الفلسفة المهاجمة خوفاً من أن تؤثر على العقيدة الاسلامية[11] لكنه قوبل بموجة من الاستنكار الشديد من قبل أهل الحديث والفقهاء والصوفية ، واطلقوا على علم الكلام واهله أصحاب البدع ومن أهم ما استندوا اليه في هذا الوصف ان الرسول (ص) والصحابة لم يشتغلوا به ، فهو من البدع فراحوا يطنبون في علم الكلام واهله[12]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
[1] ـ المخصص: علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده (ت458هـ) ، ج4،ص68.
[2] ـ معجم مقاييس اللغة: احمد بن فارس بن زكريا (ت395هـ) ، تحقيق عبد السلام هارون ، ط1 ، 1404هـ ، ج4، ص109.
[3] ـ معجم المصطلحات والالفاظ الفقهية: محمود عبد الرحمن عبد المنعم، دار الفضيلة للنشر والتوزيع والتصدير ، ج2،ص423.
[4] ـ أصول البحث العلمي: الشيخ عبد الهادي الفضلي ، الناشر : مؤسسة دار الكتاب الإسلامي - قم – ايران ، ص44.
[5] ـ التحقيق في كلمات القران الكريم: الشيخ حسن المصطفوي ، مؤسسة الطباعة والنشر ايران ، ط1 ، 1417هـ ، ج8،ص208
[6] ـ المنطق: الشيخ محمد رضا المظفر (ت1383هـ) ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة ، ج1،ص13.
[7] ـ المواقف: عضد الدين الايجي (ت756هـ) ، ط1، 1417هـ ، مطبعة لبنان بيروت ـ دار الجيل ، ج1،ص31.
[8] ـ خلاصة علم الكلام: الدكتور عبد الهادي الفضلي ، دار المؤرخ العربي ، ط2 ، 1414هـ ، ص10.
[9] ـ تاريخ ابن خلدون: عبد الرحمن ابن خلدون المغربي (ت 808هـ) ، ط4، الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت – لبنان، ج1،ص435.
[10] ـ دلائل الصدق: الشيخ محمد حسن المظفر(ت1375هـ) ، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، ط1 ، 1422هـ ، ج1،ص16.
[11] ـ الفلسفة الاسلامية: الشيخ محمد رضا المظفر ، مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر ، بيروت ـ لبنان ، ص77.
[12] ـ اصالة علم الكلام: الدكتور محمد صالح السيد، دار الثقافة والنشر والتوزيع القاهرة ـ مصر ، ط1 ، 1987م ، ص17.