السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
يجب ابتداء ان نلاحظ سلوكنا قبل ملاحظة سلوك أبنائنا، وان نحاول التعرف على مشاعرنا قبل التعرف على مشاعرهم، كذلك نحاول ضبط انفعالاتنا قبل ان نلقي اللوم على عصبيتهم وانفعالاتهم، وقبل ان نطلب منهم فعل سلوك ما يجب ان يرونا نفعل هذا السلوك، وقبل ان ننهاهم عن سلوك ما يجب ان ننتهي (نحن) عنه باختصار نود ان نكون نماذج سوية يقتدي بها ابناؤنا.
وقد علمتني الحياة... لا سيما المشاهدات الاكلينيكية في العيادة النفسية ان الابناء الاسوياء يقف وراءهم اباء وامهات اسوياء... يجيدون فنون التربية السليمة وان الابناء غير الاسوياء يقف وراءهم اباء وامهات غير اسوياء... بشكل او باخر ، ولا يجيدون فنون التربية.
بمعنى اخر لاحظت ان صلاح الاباء ينفع الابناء وان فساد الاباء يضر الابناء ، حيث وجدت ان اكثر فساد الابناء من الاباء.
فمثلا ينشأ الاطفال وهم لا يعرفون الا الصدق، ببساطة لانهم لا يستطيعون الكذب لان الكذب عملية عقلية عليا تأتي مع نمو قدرة الطفل على قلب الحقائق وذلك لا يكون الا من خلال النمو العقلي له ، ولو لم نكذب امامه لما كذب، فأول درس في الكذب نحن من يغرسه في نفوس الاطفال ،بكذبنا (نحن) عليه، وتدريبه على الكذب حينما يدق جرس التليفون او يطرق الباب طارق يريدنا فيقول البعض لطفله (قل له بابا مش موجود).
كما يغرس البعض في اطفاله اول درس في النفاق حينما يقول لابنه (خليك كويس علشان الناس) والأصح ان نعود الطفل على ان يكون طفلا خلوقا من أجل الله، فيكون كذلك حتى وهو بعيد عن اعين الناس وحتى وهو يخلو بنفسه.
كذلك ينشأ الطفل مسالما ولكن البع#1590; يغرس اول درس في العنف لدى ابنه وذلك بعنفه امامه ومعه، فينشأ الطفل متعلما ذلك السلوك من ابيه وامه ويظن ان هذه هي الطريقة المثلى للتعامل مع الاخرين.
وهلم عزيزي المربي نضرب مثالا اخر بالآباء المدخنين وتأثير ذلك على أبنائهم.
فالآباء المدخنون يدخن ابناؤهم ـ الا من رحم ربي ـ واكثر الابناء المدمنين لآباء مدخنين ومدمنين، حيث يستدخل الطفل معايير والده كلها بداخله ومعها سيجارته ، ومن ثم يقلد اباه في التدخين لاسيما في فترة المراهقة لأنه يحتاج لإثبات الذات والشعور بالرجولة، وحينما نرشد الاباء لذلك ينزعجون بشده ويقولون سوف ننصح ابنائنا بعدم التدخين ونوضح لهم اضراره ولو فعلوا ذلك سوف نعاقبهم بكل الوان العقاب.
واود عزيزي المربي ان تتصور معي هذا المشهد الكوميدي....
أب يمسك بسيجارته ويدخن وينفخ الدخان في وجه ابنه ـ اقصد ينفث سمومه في وجه ابنه ـ ويقول لابنه اياك والتدخين فانه مهلك ومدمر للصحة ويسبب الوفاة.. وحرام.. ويستمر الاب في التدخين مواصلا كلامه... واياك ان اراك في يوم من الايام تمسك بهذه السيجارة لاحظ (هذه) ويكمل كلامه (هات لي الطفاية) ومن حين لأخر يطلب بهذه من ابنه الصغير ان يشتري له علبة السجائر ...كما يلاحظ الابن ان اباه وقت الانفعال يشعل سيجارة كي يعالج بها همه.. فيظن الابن ان التدخين هو الطريقة المثلى للتخلص من ضغوط الحياة.. وبالطبع فان معايشة الابن لسلوك التدخين تجعله يقلد والده ــ الذي يحبه بالفطرة ويرى انه مثالي ولا يخطئ ابداً ـ وبالتالي لا بد وان يواصل الابن مسيرة أبيه في التدخين حاملاً الراية ـ البيضاء ـ من بعده
اللهم صل على محمد وال محمد
يجب ابتداء ان نلاحظ سلوكنا قبل ملاحظة سلوك أبنائنا، وان نحاول التعرف على مشاعرنا قبل التعرف على مشاعرهم، كذلك نحاول ضبط انفعالاتنا قبل ان نلقي اللوم على عصبيتهم وانفعالاتهم، وقبل ان نطلب منهم فعل سلوك ما يجب ان يرونا نفعل هذا السلوك، وقبل ان ننهاهم عن سلوك ما يجب ان ننتهي (نحن) عنه باختصار نود ان نكون نماذج سوية يقتدي بها ابناؤنا.
وقد علمتني الحياة... لا سيما المشاهدات الاكلينيكية في العيادة النفسية ان الابناء الاسوياء يقف وراءهم اباء وامهات اسوياء... يجيدون فنون التربية السليمة وان الابناء غير الاسوياء يقف وراءهم اباء وامهات غير اسوياء... بشكل او باخر ، ولا يجيدون فنون التربية.
بمعنى اخر لاحظت ان صلاح الاباء ينفع الابناء وان فساد الاباء يضر الابناء ، حيث وجدت ان اكثر فساد الابناء من الاباء.
فمثلا ينشأ الاطفال وهم لا يعرفون الا الصدق، ببساطة لانهم لا يستطيعون الكذب لان الكذب عملية عقلية عليا تأتي مع نمو قدرة الطفل على قلب الحقائق وذلك لا يكون الا من خلال النمو العقلي له ، ولو لم نكذب امامه لما كذب، فأول درس في الكذب نحن من يغرسه في نفوس الاطفال ،بكذبنا (نحن) عليه، وتدريبه على الكذب حينما يدق جرس التليفون او يطرق الباب طارق يريدنا فيقول البعض لطفله (قل له بابا مش موجود).
كما يغرس البعض في اطفاله اول درس في النفاق حينما يقول لابنه (خليك كويس علشان الناس) والأصح ان نعود الطفل على ان يكون طفلا خلوقا من أجل الله، فيكون كذلك حتى وهو بعيد عن اعين الناس وحتى وهو يخلو بنفسه.
كذلك ينشأ الطفل مسالما ولكن البع#1590; يغرس اول درس في العنف لدى ابنه وذلك بعنفه امامه ومعه، فينشأ الطفل متعلما ذلك السلوك من ابيه وامه ويظن ان هذه هي الطريقة المثلى للتعامل مع الاخرين.
وهلم عزيزي المربي نضرب مثالا اخر بالآباء المدخنين وتأثير ذلك على أبنائهم.
فالآباء المدخنون يدخن ابناؤهم ـ الا من رحم ربي ـ واكثر الابناء المدمنين لآباء مدخنين ومدمنين، حيث يستدخل الطفل معايير والده كلها بداخله ومعها سيجارته ، ومن ثم يقلد اباه في التدخين لاسيما في فترة المراهقة لأنه يحتاج لإثبات الذات والشعور بالرجولة، وحينما نرشد الاباء لذلك ينزعجون بشده ويقولون سوف ننصح ابنائنا بعدم التدخين ونوضح لهم اضراره ولو فعلوا ذلك سوف نعاقبهم بكل الوان العقاب.
واود عزيزي المربي ان تتصور معي هذا المشهد الكوميدي....
أب يمسك بسيجارته ويدخن وينفخ الدخان في وجه ابنه ـ اقصد ينفث سمومه في وجه ابنه ـ ويقول لابنه اياك والتدخين فانه مهلك ومدمر للصحة ويسبب الوفاة.. وحرام.. ويستمر الاب في التدخين مواصلا كلامه... واياك ان اراك في يوم من الايام تمسك بهذه السيجارة لاحظ (هذه) ويكمل كلامه (هات لي الطفاية) ومن حين لأخر يطلب بهذه من ابنه الصغير ان يشتري له علبة السجائر ...كما يلاحظ الابن ان اباه وقت الانفعال يشعل سيجارة كي يعالج بها همه.. فيظن الابن ان التدخين هو الطريقة المثلى للتخلص من ضغوط الحياة.. وبالطبع فان معايشة الابن لسلوك التدخين تجعله يقلد والده ــ الذي يحبه بالفطرة ويرى انه مثالي ولا يخطئ ابداً ـ وبالتالي لا بد وان يواصل الابن مسيرة أبيه في التدخين حاملاً الراية ـ البيضاء ـ من بعده