إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدنيا تأكل أيمانكم واخرة تنجيكم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدنيا تأكل أيمانكم واخرة تنجيكم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.


    إنّما الأخلاق وُضعَت لإصلاح الروح، كما أن الطب إنما وضع لإصلاح الجسم، فعلينا إذاً أن نزوّد أنفسنا بالوقود الخلقي، كما نزوّد أجسامنا بالوقود البدني، وعلينا أن نعالج أرواحنا المريضة، كما علينا أن نعالج أجسامنا المريضة.
    يبتعد بعض الناس عن الدنيا فيترهّب، وينسلخ بعض الناس عن الآخرة فيلحد، وكلاهما على خطأ.

    إن البدن والروح إذا شبّها بالحصان وراكبه لم يك بعيداً، والغاية من هذا الوصول إلى دارٍ آخرة هي جناتٍ عرضها السماوات والأرض. وكما أن على الراكب أن يتعاهد أمر فرسه بالعلف والسقي حتى يوصله إلى مقصده، كذلك على الإنسان أن ينظّم أمور جسده من أكل وشرب ونوم وراحة حتى يكمل فضائله استعداداً لمقصده.

    فأولئك الذين يتكالبون علـى الحطام دون اعتناء بالروح يكون حالهم كراكب أغفل نفسه، واعتنـى بأمـر دابته، حتـى مـات جوعـاً وعطشا، وليس قوله، إلا كمـا حكى الله عنه: (..يا حسرتى على ما فرّطت في جنب الله..)(الزمر: آية 56).

    وأولئك الذين تبعد أعينهم عن البدن ويشتغلون بالآخرة المجرّدة -في زعمهم- يكون حالهم كالراكب إذا أغفل أمر دابته واشتغل بنفسه فإنه ينقطع في الطريق ولا يصل إلى المقصود وفي ذلك يقول النبي (صلى الله عليه وآله): كالراكب المنبتّ لا سفراً قطع، ولا ظهراً أبقى)(أصول الكافي: 2/86).

    وفي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ليس منّا من ترك آخرته لدنياه، وليس منّا من ترك دنياه لآخرته)(جامع السعادات: 2/22).

    وقد عرّف الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الدنيا في كلمة وجيزة، فقال: (الدنيا تغرّ وتضرّ، وتمرّ)، فيا لها من بارة ليس  وقها تعريف!

    وهكذا تكون الدنيا في الأغلب: سبباً للظلم والعدوان، والتعدي عن الموازين، والجري وراء الشهوات! أما الدنيا التي هي مزرعة العلم والعمل والفضيلة والعدل فهي ممدوحة ومن لوازم البشرية.

    والدنيا كالكهرباء إن أحسن الفرد استعمالها انتفع بضيائها ودفئها وتبريدها، وإن أساء استعمالها فقد يهلك نفسه، أو كالماء إن شربه العطشان على قدر ارتوى وانتعش جسمه، وجرت الحياة في عروقه وشرايينه، وإن أغرق نفسه فيه فنصيبه الموت وعاقبته وبال. ولذا قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): (الدنيا دنييان: دنيا بلاغ، ودنيا ملعونة)(أصول الكافي: 2/130).

    وما ورد من الأحاديث في مدح الدنيا فإنها ناظرة إلى دنيا البلاغ، وما ورد في ذمّها فهي ناظرة إلى دنيا الظلم والعدوان والخروج عن المقاييس. فمن الأخبار المادحة للدنيا وطلبها: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (العبادة سبعون جزءاً: أفضلها طلب الحلال)(جامع السعادات: 2/21). وقال (صلى الله عليه وآله) بصدد طلب الدنيا: (ملعون من ألقى كلّه على الناس)(جامع السعادات: 2/21).

    وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (من طلب الدنيا استعفافاً عن الناس وسعياً على أهله وتعطفاً على جاره لقي الله عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر)(جامع السعادات: 2/21).

    وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)( جامع السعادات: 2/22). وقال (عليه السلام): (إن الله تبارك وتعالى ليحب الاغتراب في طلب الرزق)(جامع السعادات: 2/22). وقال (عليه السلام): (ليس منا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه)( جامع السعادات: 2/22). وقال (عليه السلام): (لا تكسلوا في طلب معايشكم، فإن آباءنا كانوا يركضون فيها ويطلبونها)(جامع السعادات: 2/22). وقال رجل له (عليه السلام): (إنا لنطلب الدنيا ونحب أن نؤتاها، فقال (عليه السلام): (تحب أن تصنع بها ماذا؟). قال: أعود بها على نفسي وعيالي وأصل بها وأتصدق، وأحج واعتمر فقال أبو عبد الله (عليه السلام): (ليس هذا طلب الدنيا، هذا طلب الآخرة)(جامع السعادات: 2/22).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X