, فقالوا: (خلف كل عظيم امرأة), ثم يتساءل: (هل يعني ذلك أن حظ المرأة من العظمة يكمن في حدود دورها اللوجستي (الخلفي)؟ وأنها غير مؤهلة للعظمة ذاتاً؟)، ويضيف: (إن العظمة تعني وجود مواصفات نفسية عالية, وامتلاك كفاءات ذهنية وعملية متقدمة، وإحداث تأثير فعلي هام على ساحة الحياة، وبهذا المعنى لا شيء يقصر المرأة عن بلوغ درجتها).
ويرى المؤلف أن واقع المرأة في مجتمعنا يحكي عمق التخلف والانحطاط الذي انحدرنا إليه، وأن أسوء ما في الأمر أن يتم تجاهل المرأة واحتقارها وتهميشها باسم الإسلام، حيث يرى بعض المتدينين كراهة تعليم المرأة، واستحباب الأمية والجهل لها! ويرون أفضلية انزوائها في بيتها, فلا تخرج حتى للمشاركة في البرامج الدينية كصلاة الجماعة، وأن صوتها عورة فلا يبلغ مسامع الرجال، وأن لا دخل لها في الشأن السياسي، فجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها فقط، وهم في ذلك يستندون في نسبة هذه الآراء الرجعية للدين على نصوص وروايات وفتاوى إما أن تكون مختلفة مصطنعة لا أساس لها وإما أنهم أساؤوا فهم تلك النصوص، وحرّفوا تفسيرها بما يتناسب وأفكارهم المتحجرة.
ويؤكد المؤلف في مقدمته على أن أفضل رد يكشف زيف هذه الآراء وبراءة الإسلام منها هو قراءة واعية لحياة السيدة زينب، ويعلل هذا بكون السيدة زينب عقيلة بني هاشم، وخريجة بيت الوحي والرسالة... فحينما نقرأ شخصيتها العظيمة، نراها المعلمة المحدثة التي تعلم النساء، ويروي عنها الرجال، ونراها الثائرة المجاهدة حيث غادرت بيتها العائلي الهادئ والتحقت بقافلة الثورة، لتنتقل من المدينة إلى مكة، ومنها إلى كربلاء، ثم إلى الكوفة والشام.
ونراها الخطيبة المفوهة ترتجل الخطب أمام جماهير الكوفة، وفي مجلس ابن زياد، ومجلس يزيد حيث رجالات الحكم، والجمع الحاشد من الجند والأعيان.
هذه الصور التي نراها في حياة السيدة زينب تناقض ما نراه من واقع المرأة في مجتمعاتنا، ثم يتساءل المؤلف: (أين يقف الدين في هذا الموضوع؟).
وأحسب أن المؤلف يعني بهذا أن هناك اتجاهين:
الاتجاه الأول: النظرة الدينية والتقليدية المغلقة، التي تكتسب مفهومها حول المرأة من عادات وتقاليد وآراء فقهية متشددة.
الاتجاه الآخر: سيرة السيدة زينب التي تمثل المرأة التي تربت في أحضان الإسلام الصحيح، ذلك الدين الذي مكنها من الخروج من بيتها للمعارضة السياسية التي كانت واجبة -كما ترى- في ظل الفساد الاقتصادي والاجتماعي والانحلال الخلقي الذي ساد بعد انتهاء الخلافة الراشدية.
إن هذا الاتجاه يعني أن الإسلام أحدث تقلبات وتغيرات سوسيولوجية في التكوين الثقافي لدى المجتمع العربي فمن وضع المرأة المتردي آنذاك [وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشِّر به ...الآية]، إلى الوضع الذي أتاح للمرأة الدخول في المعترك السياسي وأعطاها الحرية في تقرير مصيرها، بعد ما كانت ذليلة كأي قطعة من قطع المنزل.
إن من أهداف المؤلف الرئيسية لتأليف هذا الكتاب -كما أرى- مخاطبة العقول الكلاسيكية المتطرفة في موقفها تجاه المرأة بشخصية مُسَلَّم بإيمانها، واتخاذ مواقف تلك الشخصية ذريعة وحجة للرد على الآراء الجامدة التي تعتبر صوت المرأة عورة توجب اختباءها في المنزل.
ويرى المؤلف أن واقع المرأة في مجتمعنا يحكي عمق التخلف والانحطاط الذي انحدرنا إليه، وأن أسوء ما في الأمر أن يتم تجاهل المرأة واحتقارها وتهميشها باسم الإسلام، حيث يرى بعض المتدينين كراهة تعليم المرأة، واستحباب الأمية والجهل لها! ويرون أفضلية انزوائها في بيتها, فلا تخرج حتى للمشاركة في البرامج الدينية كصلاة الجماعة، وأن صوتها عورة فلا يبلغ مسامع الرجال، وأن لا دخل لها في الشأن السياسي، فجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها فقط، وهم في ذلك يستندون في نسبة هذه الآراء الرجعية للدين على نصوص وروايات وفتاوى إما أن تكون مختلفة مصطنعة لا أساس لها وإما أنهم أساؤوا فهم تلك النصوص، وحرّفوا تفسيرها بما يتناسب وأفكارهم المتحجرة.
ويؤكد المؤلف في مقدمته على أن أفضل رد يكشف زيف هذه الآراء وبراءة الإسلام منها هو قراءة واعية لحياة السيدة زينب، ويعلل هذا بكون السيدة زينب عقيلة بني هاشم، وخريجة بيت الوحي والرسالة... فحينما نقرأ شخصيتها العظيمة، نراها المعلمة المحدثة التي تعلم النساء، ويروي عنها الرجال، ونراها الثائرة المجاهدة حيث غادرت بيتها العائلي الهادئ والتحقت بقافلة الثورة، لتنتقل من المدينة إلى مكة، ومنها إلى كربلاء، ثم إلى الكوفة والشام.
ونراها الخطيبة المفوهة ترتجل الخطب أمام جماهير الكوفة، وفي مجلس ابن زياد، ومجلس يزيد حيث رجالات الحكم، والجمع الحاشد من الجند والأعيان.
هذه الصور التي نراها في حياة السيدة زينب تناقض ما نراه من واقع المرأة في مجتمعاتنا، ثم يتساءل المؤلف: (أين يقف الدين في هذا الموضوع؟).
وأحسب أن المؤلف يعني بهذا أن هناك اتجاهين:
الاتجاه الأول: النظرة الدينية والتقليدية المغلقة، التي تكتسب مفهومها حول المرأة من عادات وتقاليد وآراء فقهية متشددة.
الاتجاه الآخر: سيرة السيدة زينب التي تمثل المرأة التي تربت في أحضان الإسلام الصحيح، ذلك الدين الذي مكنها من الخروج من بيتها للمعارضة السياسية التي كانت واجبة -كما ترى- في ظل الفساد الاقتصادي والاجتماعي والانحلال الخلقي الذي ساد بعد انتهاء الخلافة الراشدية.
إن هذا الاتجاه يعني أن الإسلام أحدث تقلبات وتغيرات سوسيولوجية في التكوين الثقافي لدى المجتمع العربي فمن وضع المرأة المتردي آنذاك [وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشِّر به ...الآية]، إلى الوضع الذي أتاح للمرأة الدخول في المعترك السياسي وأعطاها الحرية في تقرير مصيرها، بعد ما كانت ذليلة كأي قطعة من قطع المنزل.
إن من أهداف المؤلف الرئيسية لتأليف هذا الكتاب -كما أرى- مخاطبة العقول الكلاسيكية المتطرفة في موقفها تجاه المرأة بشخصية مُسَلَّم بإيمانها، واتخاذ مواقف تلك الشخصية ذريعة وحجة للرد على الآراء الجامدة التي تعتبر صوت المرأة عورة توجب اختباءها في المنزل.