السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
بعض النساء تقول أني أحب الصلاة، وأحب طلاء الأظافر، ولا نستطيع أن نترك الصلاة. ومسألة طلاء الأظافر بالنسبة لنا قضية جداً مهمة، ولا نستطيع التخلي عنها؛ لأنها أصبحت ضمن هوية الفتاة، والعجيب هذا التردد يطرح
من قبل نساء محجبات ملتزمات، ولكنّ تأثرن بالفكر الغربي، ونبهرنّ بثقافته، ويسعين إلى وصول لحل يرضيهنّ!
وأول شيء يتمسكن به أن الإسلام دين سمح وسهل، ولا توجد فيه صعوبات، وهذا المدعى عين الصواب، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ (1) أي إذا دقّقتم جيدا لم تجدوا صعوبة في التكاليف الربّانية لانسجامها مع فطرتكم التي فطركم اللّه عليها، و هذا هو الطريق إلى تكاملكم، وهي ألذّ من الشهد؛ لأنّ كلّ واحدة منها له غاية ومنافع تعود عليكم، فهذا هو التفسير الصحيح لا كل ما استحسنه أنا.
وأن فكرة وضع الصلاة في إحدى كفتي الميزان، ووضع قضية طلاء الأظافر في كفة أخرى، ليست من الصواب؛ لأن أهمية الصلاة وعظمتها وفهم روح هذه العبادة جداً عالية، ومن غير اللائق أن تقاس بمسألة طلاء الأظافر؛ لأن الصلاة هي شرط في قبول الأعمال، وفيها روحانية عظمية؛ لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وذلك بشرط أن كانت جامعة لشروطها، ومن شروطها الطهارة من الحدث والخبث، ولا تتحقق هذه الطهارة مع وجود المانع على الأظافر من طلاء أو أظافر مصنوعية لزقت على الأظافر الأصلية.
وإذا دققنا النظر حول الصلاة واستطعنا أن نفهم روح هذه العبادة العظيمة، لما جعلنها تقاس بقضية بسيطة لا قيمة لها، وكان من الأفضل أن نجع#1604; طاعة الخالق نصب العين، ونلتزم بما طلبه منا، ومن ثم نقيس بينها وبين طلاء الأظافر.
وما يطرح اليوم بأن الأحكام الشرعية قد وصلت إلينا بواسطة الرجال فهم لا يراعون حقوق المرأة وتمايلاتها الشخصية، هذا المدعى أيضا من أساسه باطل؛ فهذا القرآن الكريم بين أيدينا يجيب عليهم: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ (2)، فكل الأحكام صادرة عن السماء، وهي شاملة وجامعة لجميع حقوق كل من الذكر والأنثى.
ومسألة التطهير بالماء ثابتة أيضاً من القرآن الكريم ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴾(3)، ولهذا فمفهوم الطهارة والتطهير يعني أن الماء طاهر بذاته، ويطهر الأشياء الملوثة، وهناك أشياء كثيرة غير الماء طاهرة، ولكنها لا تستطيع أن تكون مطهرة لغيرها! وعلى أي حال، فمضافا إلى صفة الإحياء، فإن للماء صفة أخرى يتصف بها وهي مهمة وكبيرة جداً، وهي التطهير، فلولا الماء فإن أجسامنا ونفوسنا وحياتنا تتسخ وتتلوث في يوم واحد، والماء وإن لم يكن قاتلا للجراثيم عادة، ولكنه يستطيع إزالتها وطردها بسبب خاصيته الفذة (الإذابة). ومن هذه الناحية فإنه يقدم مساعدة مؤثرة جدا في مسألة سلامة الإنسان ومكافحة أنواع الأمراض، الأمر الذي كان بمنظر الشرعية المقدسة ولم يختف عنها، وقالت من لم يستطيع أن يستخدم الماء فتتحول وظيفته الى التيمم، ولكن تبديل الحكم من الوضوء إلى التيمم ليس من السهل، بل يجب أن يكون الماء مفقوداً أو يصعب الحصول عليه بمشقة بالغة لا تتحمل، أو يكون استخدام الماء يضر بجسم الإنسان، وعلى سبيل المثال: الشخص لو كان مجروحاً أو قد احترق جزء من أجزاء الوضوء يمكنه أن يتمم بدلاً عن الوضوء.
مضافا إلى أن تنقية الروح من التلوث بواسطة الغسل والوضوء تكون بالماء، إذن فالماء مطهر للروح والجسم معا.
ومن ثم الإسلام لا يحرم مسألة طلاء الأظافر بعد الوضوء والغسل، وهناك أي حرمة مع الستر عن الأجنبي.
وإذا وضعت المرأة الطلاء الدائم أو وضعت ذلك على الأظافر، ولم تتمكن من رفعهما للوضوء أو الغسل وكان ذلك سببا للحرج ومشقة بالغة فعليها أن تتوضأ بوضوء الجبيرة.
ولم تسقط الصلاة بأي شكل من الأشكال، بل يجب الرجوع الى مرجع التقليد وطلب الاستفتاء منه.
ـــــ
1ـ سورة الحج: الآية 78.
2ـ سورة النجم: الآية 3، 4.
3ـ سورة الفرقان: الآية 48
اللهم صل على محمد وال محمد
بعض النساء تقول أني أحب الصلاة، وأحب طلاء الأظافر، ولا نستطيع أن نترك الصلاة. ومسألة طلاء الأظافر بالنسبة لنا قضية جداً مهمة، ولا نستطيع التخلي عنها؛ لأنها أصبحت ضمن هوية الفتاة، والعجيب هذا التردد يطرح
من قبل نساء محجبات ملتزمات، ولكنّ تأثرن بالفكر الغربي، ونبهرنّ بثقافته، ويسعين إلى وصول لحل يرضيهنّ!
وأول شيء يتمسكن به أن الإسلام دين سمح وسهل، ولا توجد فيه صعوبات، وهذا المدعى عين الصواب، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ (1) أي إذا دقّقتم جيدا لم تجدوا صعوبة في التكاليف الربّانية لانسجامها مع فطرتكم التي فطركم اللّه عليها، و هذا هو الطريق إلى تكاملكم، وهي ألذّ من الشهد؛ لأنّ كلّ واحدة منها له غاية ومنافع تعود عليكم، فهذا هو التفسير الصحيح لا كل ما استحسنه أنا.
وأن فكرة وضع الصلاة في إحدى كفتي الميزان، ووضع قضية طلاء الأظافر في كفة أخرى، ليست من الصواب؛ لأن أهمية الصلاة وعظمتها وفهم روح هذه العبادة جداً عالية، ومن غير اللائق أن تقاس بمسألة طلاء الأظافر؛ لأن الصلاة هي شرط في قبول الأعمال، وفيها روحانية عظمية؛ لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وذلك بشرط أن كانت جامعة لشروطها، ومن شروطها الطهارة من الحدث والخبث، ولا تتحقق هذه الطهارة مع وجود المانع على الأظافر من طلاء أو أظافر مصنوعية لزقت على الأظافر الأصلية.
وإذا دققنا النظر حول الصلاة واستطعنا أن نفهم روح هذه العبادة العظيمة، لما جعلنها تقاس بقضية بسيطة لا قيمة لها، وكان من الأفضل أن نجع#1604; طاعة الخالق نصب العين، ونلتزم بما طلبه منا، ومن ثم نقيس بينها وبين طلاء الأظافر.
وما يطرح اليوم بأن الأحكام الشرعية قد وصلت إلينا بواسطة الرجال فهم لا يراعون حقوق المرأة وتمايلاتها الشخصية، هذا المدعى أيضا من أساسه باطل؛ فهذا القرآن الكريم بين أيدينا يجيب عليهم: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ (2)، فكل الأحكام صادرة عن السماء، وهي شاملة وجامعة لجميع حقوق كل من الذكر والأنثى.
ومسألة التطهير بالماء ثابتة أيضاً من القرآن الكريم ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴾(3)، ولهذا فمفهوم الطهارة والتطهير يعني أن الماء طاهر بذاته، ويطهر الأشياء الملوثة، وهناك أشياء كثيرة غير الماء طاهرة، ولكنها لا تستطيع أن تكون مطهرة لغيرها! وعلى أي حال، فمضافا إلى صفة الإحياء، فإن للماء صفة أخرى يتصف بها وهي مهمة وكبيرة جداً، وهي التطهير، فلولا الماء فإن أجسامنا ونفوسنا وحياتنا تتسخ وتتلوث في يوم واحد، والماء وإن لم يكن قاتلا للجراثيم عادة، ولكنه يستطيع إزالتها وطردها بسبب خاصيته الفذة (الإذابة). ومن هذه الناحية فإنه يقدم مساعدة مؤثرة جدا في مسألة سلامة الإنسان ومكافحة أنواع الأمراض، الأمر الذي كان بمنظر الشرعية المقدسة ولم يختف عنها، وقالت من لم يستطيع أن يستخدم الماء فتتحول وظيفته الى التيمم، ولكن تبديل الحكم من الوضوء إلى التيمم ليس من السهل، بل يجب أن يكون الماء مفقوداً أو يصعب الحصول عليه بمشقة بالغة لا تتحمل، أو يكون استخدام الماء يضر بجسم الإنسان، وعلى سبيل المثال: الشخص لو كان مجروحاً أو قد احترق جزء من أجزاء الوضوء يمكنه أن يتمم بدلاً عن الوضوء.
مضافا إلى أن تنقية الروح من التلوث بواسطة الغسل والوضوء تكون بالماء، إذن فالماء مطهر للروح والجسم معا.
ومن ثم الإسلام لا يحرم مسألة طلاء الأظافر بعد الوضوء والغسل، وهناك أي حرمة مع الستر عن الأجنبي.
وإذا وضعت المرأة الطلاء الدائم أو وضعت ذلك على الأظافر، ولم تتمكن من رفعهما للوضوء أو الغسل وكان ذلك سببا للحرج ومشقة بالغة فعليها أن تتوضأ بوضوء الجبيرة.
ولم تسقط الصلاة بأي شكل من الأشكال، بل يجب الرجوع الى مرجع التقليد وطلب الاستفتاء منه.
ـــــ
1ـ سورة الحج: الآية 78.
2ـ سورة النجم: الآية 3، 4.
3ـ سورة الفرقان: الآية 48