اللهم صل على محمد وآل محمد
حكي أن تاجرا كان لديه ابن يشكو من التعاسة ولكي يعلمه معنى السعادة , أرسله لأكبر حكيم موجود بذلك الزمان, ولكي يصل الابن للحكيم , مشى في الصحراء وحين وصل لقصر الحكيم وجده فخما وعظيما وكبيرا من الخارج ..
وحين دخله سأل الحكيم: هل لك أن تخبرني بسر السعادة ؟
فرد الحكيم: أنا ليس لدي وقت لأعلمك هذا السر ولكن اخرج وتمشّى بين جنبات هذا القصر ثم ارجع لي بعد ساعتين .
‼️ووضع بين يديه ملعقة بها قليل من الزيت وقال له: ارجع لي بهذه الملعقة واحرص على ألا يسقط منها الزيت ,
فخرج الشاب وطاف بكل نواحي القصر ثم رجع إلى الحكيم فسأله: هل رأيت حديقة القصر الجميلة المليئة بالورود؟
قال الشاب: لا !!
فسأله مرة أخرى: هل شاهدت مكتبة القصر وما فيها من كتب قيمة ؟
فرد الشاب: لا !!
فكرر الحكيم سؤاله: هل رأيت التحف الرائعة بنواحي القصر ؟؟
فأجاب الشاب: لا !!
فسأله الحكيم: لماذا ؟
فرد الشاب: لأنني لم أرفع عيوني عن ملعقة الزيت خشية أن يسقط مني فلم أرَ شيئا مما حولي بالقصر !!
فقال له الحكيم: ارجع وشاهد كل ما أخبرتك عنه وعد إلي , ففعل الشاب مثل ما قال الحكيم وشاهد كل هذا الجمال ورجع إليه ,
فسأله الحكيم: قل لي ماذا رأيت ؟
فانطلق الشاب يروي ما رأه من جمال وهو منبهر وسعيد !
فنظر الحكيم لملعقة الزيت بيد الشاب فوجد أن الزيت سقط منها فقال له: أنظر يا بني , هذا هو سر السعادة !!
فنحن نعيش في هذه الدنيا وحولنا الكثير من نعم الخالق عز وجل ولكننا نغفل عنها ولا نراها ولا نقدرها لانشغالنا عنها بهمومنا وصغائر ما في نفوسنا ..
السعادة يا بني أن تقدر النعم وتسعد بها وتنسى ما ألمّ بك من هموم وكروب مثل ملعقة الزيت نسيتها حين التفت للنعم من حولك فسقط الزيت !!
قدروا النعم واشكروا الخالق عز وجل على نعمه الكثيرة ...
اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا وارزقنا من حيث لا نحتسب...