مياه معدنية تتدفق من إحدى عيون حمام العليل (الجزيرة)
ينابيع حمام العليل المعدنية والكبريتية من أهم المواقع التي يقصدها العراقيون لغرض السباحة والعلاج. وتقع عيون المياه المعدنية على ضفاف نهر دجلة الذي يمر بناحية حمام العليل جنوبي الموصل شمال العراق.
يبلغ عدد سكان الناحية 120 ألف نسمة، ويصل عدد قراها إلى 87 قرية رسمية، بحسب مدير الناحية خلف خضر الجبوري.
لا يعلم تاريخ محدد لينابيع المياه المعدنية في حمام العليل، إلا أن الجبوري يؤكد للجزيرة نت أن تاريخها يعود لأكثر من 800 عام على الأقل، وتعد من أكبر ينابيع المياه المعدنية في العراق وأكثرها غزارة، وسميت الناحية تيمنا بمياه الينابيع التي تشفي المرضى، حسب الجبوري. وشيدت الحكومة العراقية حماما للمياه المعدنية في الناحية عام 1983 على مقربة من الينابيع الطبيعية، ومنذ ذلك الحين تستقبل الحمام الزائرين الذي يرومون الاستمتاع بمياهها الحارة العلاجية. أحد المرضى وهو يستحم بمياه حمام العليل (الجزيرة)
علاج فعال
الطبيبة الممارسة في الأمراض الجلدية تصف ينابيع المياه المعدنية في حمام العليل بأنها خير وسيلة علاجية لكثير من الأمراض الجلدية.
تقول الطبيبة إن مياه الينابيع المعدنية في المنطقة تضم الكثير من المعادن المذابة إضافة إلى مادة الكبريت، وهذه المعادن تسهم في معالجة الأمراض الجلدية والتقرحات، إضافة إلى فائدتها الطبيعية في معالجة الأمراض الباطنية.
وأن مياه حمام العليل تعد علاجا ناجعا لكثير من الأمراض المزمنة كالروماتزم وبعض الأمراض والطفوحات الجلدية كالجرب والأكزيما والحساسية، لاحتوائها على الكبريت ومجموعة من المعادن التي تدخل في صلب صناعة الأدوية الكيميائية المعالجة لهذه الأمراض. السواد غيب ملامح جدران الحمام وسقوفه (الجزيرة)
واقع مؤلم
وما إن يقترب الشخص من ضفاف نهر دجلة في حمام العليل، حتى تبدأ رائحة الكبريت والمياه المعدنية تفوح في أرجاء المكان، ويستطيع الزائر رؤية المياه الحارة وهي تنبع من عيون من باطن الأرض.
الصورة التي قد يتخيلها القارئ عن منتجع سياحي طبي بهذه الأهمية مغايرة للواقع، فأحواض المياه المعدنية والينابيع مهترئة ومتآكلة ويحدوها الإهمال الحكومي، والأنابيب التي تغذيها أتلفها الصدأ منذ زمن.
أما الينابيع الطبيعية للمياه فلم تُجر عليها أي أعمال صيانة حكومية، ما أحال وضعها إلى غير تلك الصورة البهية التي كانت عليها قبل عقود.
فإن مياه الينابيع تتميز بسخونتها إلى درجة الغليان صيفا وشتاء، إذ تسحب المياه من العيون قرب نهر دجلة إلى حمام مائي كبير على شكل حوض، وهي مقسمة إلى حمام للرجال وآخر للنساء.
إذ يصف للجزيرة نت واقع حمام العليل المزري، بأن جدران الحمام وسقوفه التي غيب ملامحها السواد، يحيلها إلى وضع أشبه بالحداد على منتجع سياحي مهم كان يمكن أن يدر آلاف الدولارات على خزينة الدويتهم الجبوري الحكومة بعرقلة إحالة الحمام إلى الاستثمار، رغم أنه قد تقدم بطلب لاستثمارها منذ قرابة العامين، وكان يمكن لها أن تنافس وتتفوق على حمامات المياه المعدنية التركية الشهيرة.
أحمد علي، أحد سكان ناحية حمام العليل، يقول للجزيرة نت إن حمام العليل كانت في الماضي قبلة للزائرين من العراق ومن دول الجوار للاستطباب فيها والعلاج من كثير من الأمراض الجلدية الوبائية والمزمنة.
غير أن واقعها السيئ وافتقارها للخدمات الأساسية والصيانة، جعلها مغيبة عن الخريطة السياحية للعراق، إذ نادرا ما تشهد زيارة سائحين أجانب.
ووفق علي فإن ينابيع مياه الحمام أثبتت نجاعتها مؤخرا من خلال علاج نحو 70% ممن أصيبوا بمرض الجرب في مخيمات النازحين في ناحية حمام العليل قبل نحو عام.
المصدر :