في رثاء الشهيد ابي مهدي المهندس

[حميدة العسكري]

(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
انا لله وانا اليه راجعون

ضحكوا وهم يدرون انك ميتُ
فعلمت انك في التبسّم تنبتُ

وعلمت انك حين تكبر دمعةٌ
يحتجّ نهرك والنوارس تصمت

وعلمت انك حين يخضرُّ الضحى
شمساً ستنقشك السماء وتنحت

ملأ الفراغ حروف صوتك يا لصبـ
ـرك حين يملؤك الكلام وتسكت

عمُرٌ كحبات الجمان نظمته
من غير جعجعةٍ كأنك تقنت

حتى اذا اختمر الرحيل وشعب سكـ
ـكان الجنان على اختيارك صوتوا

أودعت ثغر الجمر اخر قبلةٍ
لينام مقتنعاً بأنك تهفتُ

وصحبت كف اخيك عن تعبٍ كأن
الغمد عاد اليه سيفٌ مُصلت

لا فرق بينك حاضرا او غائبا
قلِقٌ رحيلك مثل عيشك مُلفت

كان اقتراحا ان تموت موسّداً
جثث الذين على السواتر اثبتوا

فقبلته وخلعت رأسك لابساً
جسداً لألسنة البنادق ينصت

ضحكوا وما ضحكوا لأنك ميتٌ
بل ان تموت كما اشتهوا او بيتوا

الموردون فم الربيع سرابهم
احفاد من عصوا الكليم فأسبتوا

كأساً سقوك سيشربون حميمها
ان يشمتوا بالموت او لم يشمتوا

حسنين قفطان
٢٠١٩/١/٤