بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



أيها الأخوة الكرام، ألم يقل الله عز وجل:
ï´؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ï´¾
[ سورة الحجرات: 1]
أي لا تتقدم بين يدي الكتاب و عقيدة اهل البيت عليهم السلام ، أو قول، أو عمل على خلاف ما جاء بهما، أي لا تقولوا حتى يقول، ولا تفعلوا حتى يأمر، زرت زيداً، دعوت عبيداً إلى طعام، سافرت إلى مكان، ألفت كتاباً، اشتركت في دورة، ما من فعلة مهما صغُرِت إلا ولها سؤالان يوم القيامة: لِمَ؟ وكيف؟ لِمَ فعلت هذا؟ وكيف فعلت هذا؟ السؤال الأول سؤال عن علة الفعل وباعثه ، هل هو حظ عاجل من حظوظ الإنسان؟ هل هو غرض من أغراض الدنيا؟ هل هو يهدف إلى محبة المديح من الناس أو خوف ذمهم؟ أو استجلاب محبوب عاجل؟ أو دفع مكروه عاجل؟ أم الباعث على الفعل هو القيام بحق العبودية لله، وطلب التودد والتقرب إلى الله جل جلاله، ما من فعل تفعله شئت أم أبيت، أحببت أم رضيت إلا وراءه باعث، ما هو هذا الباعث؟ إرضاء الناس! خوف ذمهم! تحصيل المدح! تحقيق غرض عاجل! تحقيق مصلحة معينة! إغواء لذة معينة! ما الباعث على هذا العمل؟

أيها الأخوة الكرام، السؤال الأول سؤال متعلق بالإخلاص، والسؤال الثاني سؤال متعلق بالمتابعة.


لِمَ لم تفعل هذا لمولاك الذي أوجدك من العدم؟ لِمَ لم تفعل هذا تقرباً إلى الله بل فعلته تحقيقاً لحظ دنيوي عاجل؟
والسؤال الثاني: هل كان هذا العمل مما شرعته لك على لسان رسولي أم كان عملاً لم أُشرعه ولم أرضهُ منك؟ السؤال الأول عن الإخلاص والسؤال الثاني عن المتابعة، والله عز وجل لا يقبل عملاً صالحاً إلا إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتُغِيَ به وجه الله، وصواباً .
هذه بعض ملامح القلب السليم الذي ينَجي صاحبه يوم القيامة من أهوال النار:
ï´؟ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ï´¾