تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
(قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)*
تعالیم من الآیة:
إنه الموقف الذي يوازن فيه الإنسان بين حرية جسده في التحرك في خط الشيطان، وبين حرية روحه في التحرك في خط الله.
وهكذا تتمثل، في هذا الموقف النفسي الإيماني المتمرد على أشد أنواع الإغراء، أروع مواقف الرفض للانحراف، من أجل أن يستقيم للمؤمن خطه، ويتعمق إيمانه، ويستمر في حركته الصاعدة إلى الأعلى.
فیقول السجن أحب إليّ، من ارتكاب الفاحشة، والخضوع لتأثير الإغراء، لأن السجن مع رضاك، أفضل عندي، وأحب إليّ، من الحرية والمتعة مع معصيتك، لأن في رضاك سعادة الروح في الدنيا والآخرة، وفي غضبك، شقاء الروح في الدنيا والآخرة. فأعني يا رب على بلوغ رضاك، وقوّ إرادتي لتقف في ساحة محبتك، وامنعني من أن أقارف معصيتك.
كيف نستوحي الموقف؟
هكذا نريد استيحاء هذا الموقف، في كثير من المواقف التي يواجه فيها المؤمنون الضغوط القاسية: الخيار بين السجن والانحراف، أو بين الاضطهاد والخيانة، حيث يضطرون للمفاضلة ـ في كثير من الحالات ـ بين قضية الرسالة، وقضية الذات. ولعله من الضروري، لبناء هذه الشخصية، التأكيد على تشكيل خطة تربوية متكاملة، تشمل جانب الفكر والروح والشعور، من خلال الكلمة الموحية، والجو الروحي، والقدوة الحسنة. وهذا ما يحفظ لنا المسيرة الإسلامية التي يواجه فيها الإسلام كل تحديات الكفر والضلال التي تضغط على الفكر والشعور والحركة.
-----------------------------
*سورة يوسف 33
-----------------------
من وحي القرآن 199:12