اللهم صل على محمد وآل محمد
فتعليق غضب الله على غضبها ، والله هو الحق يقتضي ان يكون غضبها حقّاً ، دائماً وكذلك نقول في الرضا فيقتضي ذلك عصمتها.
وقد يرد في الاَذهان السؤال : إنّ الله يرضى لرضا المؤمن ويغضب لغضبه فهذه خصوصية ليست متعلقة بالزهراء عليها السلام فقط ، فإذن لا تكون دليلاً على العصمة.
ولكن هذا الاشكال يرتفع من أساسه بالتمعن في الحديثين ، لان الغضب الالهي والرضا الالهي متعلّقان بنفس الزهراء بما هي ، أي بذاتها ، لو رضيت على أي حال سيرضى الله ، ولو غضبت غضب ، فبذا يكون غضبها ورضاها مطلقاً صرف الحق.
أما في حديث المؤمن فرضا الباري عزّ وجل متعلِّق برضاه ما دام مؤمناً ، وغضبه متعلّق بغضبه كذلك ، لاَنّ المؤمن بما هو مؤمن لا يرضى ولا يغضب إلاّ لله وما هو حق ، فلذا تعلّق غضب الباري ورضاه بغضبه ورضاه ، وأمّا هو ذاتاً فليس كذلك. أي لا يقتضي الاطلاق بالنسبة إلى الذات ، بل إلى المشتق. بينما في الاَول هو متعلّق بالذات لا بالمشتق.
وهذا فرقٌ جوهري ، فما كان ذاتاً لا يرتفع إلاّ بانعدام الذات ، وأمّا ماكان متعلّقاً بشيء عارض فيمكن ان يرتفع المتعلق لارتفاع العارض.
وهذا واضحٌ بحمد الله تعالى.