قصيدة للإمام علي فيها العبرة والعجائب
ذهب الشباب فما له من عودة
و أتى المشيب فأين منه المهرب
دع عنك ما قد فات في زمن الصبا
و ذكر ذنوبك و ابكها يا مذنب
و اخش مناقشة الحساب فإنه
لا بد يحصى ما جنيت و يكتب
و غرور دنياك التي تسعى لها
دار حقيقتها متاع يذهب
و جميع ما حصلته و جمعته
حقا يقينا بعد موتك ينهب
و الروح فيك وديعة أودعتها
ستردها بالرغم منك و تسلب
و الليل فاعلم و النهار كلاهما
أنفاسنا فيها تعد و تحسب
تبا لدار لا يدوم نعيمها
و مشيدها عما قليل يخرب
لا تحرصن فالحرص ليس بزائد
في الرزق بل يشقى الحريص و يتعب
و اختر قرينك و اصطفيه تفاخرا
إن القرين إلى المقارن ينسب
و احرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القلوب إذا تنافر ودها
شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
و أحفظ لسانك و احترسمن لفظه
فالمرء يسلم باللسان و يعطب
و كذاك سر المرء إن لم يطوه
نشرته ألسنة تزيد وتكذب
واجه عدوك بالتحية لا تكن
منه زمانك خائفا تترقب
و احذر من المظلوم سهما صائبا
و اعلم بأن دعاءه لايحجب
و إذا أصابك في زمانك شدة
و أصابك الخطب الكريه الأصعب
فالجأ لربك إنه أدنى لمن
يدعوه من حبل الوريد وأقرب
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
فالنصح أغلى ما يباع و يوهب
🕊🦋🕊🦋🕊🦋🕊🦋🕊🦋🕊