السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*************************
روى سليم بن قيس عن عبد الله بن العباس، أنه حدّثه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي، بعد خطبة طويلة:
إن قريشاً ستظاهر عليكم وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك فإن وجدت أعواناً فجاهدهم وإن لم تجد أعواناً فكف يدك واحقن دمك أما إنّ الشهادة من ورائك لعن الله قاتلك.
ثم أقبل (صلى الله عليه وآله وسلم) على ابنته (عليها السلام)، فقال: إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة، وسترين بعدي ظلماً وغيظاً حتى تضربي ويكسر ضلع من أضلاعك لعن الله قاتلك.
وروى سليم بن قيس عن ابن عباس أيضاً قال:
دخلت على علي (عليه السلام) بذي قار فأخرج لي صحيفة وقال لي:
يا ابن عباس هذه صحيفة أملاها عليَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطي بيده
فقلت : يا أمير المؤمنين اقرأها عليَّ…. إلى أن قال:
فكان مما قرأه عليَّ: كيف يصنع به وكيف تستشهد فاطمة وكيف يستشهد الحسن…إلخ
كتاب سليم بن قيس:ج2 ص907.
الظاهر أن الصواب: بيدي.
وفي كنز الفوائد:
عن أبي الحسن بن شاذان عن أبيه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسين بن الصفار عن محمد بن زياد عن مفضل بن عمر عن يونس بن يعقوب عن الصادق (عليه السلام) أنه قال في حديث طويل يا يونس قال جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها
وفي كتاب الإختصاص:
روى الشيخ المفيد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه والعباس بن معروف عن عبد الله بن المغيرة قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن بكر الأرجاني قال:
صحبت أبا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة من المدينة… ثم ذكر حديثاً طويلاً عن الإمام (عليه السلام) جاء فيه:
قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وقاتل فاطمة (عليها السلام) وقاتل المحسن وقاتل الحسن والحسين…
1- كنز الفوائد: ج1 ص149 و150 وروضات الجنات: ج6 ص182.
2- الإختصاص: ص343 و344، والبحار: ج25 ص373، وكامل الزيارات: ص 326 و327.
الصفحة 111
وفي دلائل الإمامة:
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال في حديث:
وحملت بالحسن فلما رزقته حملت بعد أربعين يوماً بالحسين ثم رزقت زينب وأم كلثوم وحملت بمحسن فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها وأخرج ابن عمها أمير المؤمنين وما لحقها من الرجل أسقطت به ولداً تماماً. وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها صلوات الله عليها
قال الفاضل الخواجوئي المازندراني:
ورد في طريقنا: أنها (عليها السلام) كانت معصومة صديقة شهيدة رضية
وذكر الشيخ المفيد في كتاب المزار زيارة لفاطمة (عليها السلام) تقول:
السلام عليك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) السلام على ابنتك الصديقة الطاهرة السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا سيدة نساء العالمين أيتها البتول الشهيدة الطاهرة
وقال الشيخ الطوسي (قدس سره) بعد نقله الزيارة المروية( يا ممتحنة امتحنك الله)
السلام عليك يا بنت رسول الله… السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة
وفي البحار نص آخر وهو:
(( اللهم صلّ على السيدة المفقودة والكريمة المحمودة والشهيدة
العالية
وذكر الكفعمي في مصباحه:
إن سبب وفاتها (عليها السلام) هو أنها ضربت وأسقطت
وقال المجلسي الثاني:
وفي رواية أخرى: ضربها عمر بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها مثل الدملج من ضربته إلى أن قال: لم تدعهم يذهبوا بعلي (عليه السلام) حتى عصروها وراء الباب فألقت ما في بطنها مَنْ سمَّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)محسناً حتى ماتت (عليها السلام) مما أصابها
عن أبي الحسن (عليه السلام): أن فاطمة (عليها السلام) صديقة شهيدة ما لفظه:
ثم إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة صلوات الله عليها كانت شهيدة وهو من المتواترات.
وكان سبب ذلك: أنهم لما غصبوا الخلافة وبايعهم أكثر الناس بعثوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ليحضر للبيعة فأبى فبعث عمر بنار ليحرق على أهل البيت بيتهم. وأرادوا الدخول عليه قهراً فمنعتهم فاطمة عند الباب فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة فكسر جنبها وأسقط لذلك جنيناُ كان سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) محسناً. فمرضت لذلك وتوفيت صلوات الله عليها في ذلك المرض
وذكر صاحب كتاب ألقاب الرسول وعترته:
1- جلاء العيون: ج1 ص193 و194.
2- مرآة العقول: ج5 ص318.
الصفحة 114
أن من ألقاب فاطمة (عليها السلام) الشهيدة
وقال الحسيني في كتاب التتمة في تواريخ الأئمة:
فجمع عمر بن الخطاب جماعة وأتى بهم إلى منزل علي (عليه السلام) فوجدوا الباب مغلقاً فلم يجبهم أحد فاستدعى عمر بحطب وقال:
والله لئن لم تفتحوا لنحرقنّه بالنار. فلما سمعت فاطمة (عليها السلام) ذلك خرجت وفتحت الباب فدفعه عمر فاختفت هي من وراء الباب فعصرها بالباب فكان ذلك سبب إسقاطها ونقل أنه سبب موتها
وقال الكفعمي:إن سبب موتها (عليها السلام): أنها ضربت وأسقطت
فألقوا في عنقه حبلاً وحالت بينهم وبينه فاطمة(عليها السّلام) عند باب البيت
فضربها قنفذ الملعون بالسوط، فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه اللّه
وعن سليم بن قيس
وقد كان قنفذ لعنه اللّه ضرب فاطمة(عليها السلام) بالسوط حين حالت بينه وبين زوجها وأرسل إليه عمر إن حالت بينك وبينه فاطمة فأضربها فألجأها قنفذ إلى عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنيناً من بطنها فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت صلّى اللّه عليها من ذلك شهيدة
وكذلك عن سليم بن قيس الهلالي
فقال العباس لعليّ (صلوات اللّه عليه): ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذاً كما أغرم جميع عماله؟ فنظر عليّ(عليه السلام) إلى من حوله ثم اغرورقت عيناه ثم قال: شكر له ضربة ضربها فاطمة بالسوط.
فماتت وفي عضدها أثر كأنه الدملج
عن الدقاق عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن ابن البطائني عن أبيه عن ابن جبير عن ابن عباس في خبر طويل قال(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فيه: كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصبت حقها ومنعت إرثها وكسر جنبها وأسقطت جنينها وهي تنادي: يامحمّداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث ...
إلى أن يقول:
فيلحقها اللّه(عزّ وجلّ) بي فتكون أوَّل من يلحقني من أهل بيتي فتقدم عليَّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة فأقول عند ذلك: اللّهمَّ العن من ظلمها وعاقب من غصبها وذلّل من أذلّها وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك: آمين
وذكر ابن طاووس في كتابه الإقبال
في زيارة الصدّيقة الزهراء(عليها السّلام) المرويّة عن أهل بيت العصمة(عليهم السلام):
اللّهمّ صلّ على محمّد وأهل بيته وصلّ على البتول الطاهرة الصدّيقة المعصومة التقيّة النقيّة الرّضيّة المرضيّة الزكيّة الرشيدة المظلومة المقهورة المغصوبة حقّها الممنوعة إرثها المكسورة ضلعها المظلوم بعلها المقتول ولدها فاطمة بنت رسولك وبضعة لحمه وصميم قلبه وفلذة كبده
عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) قال: لمّا أسري بالنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلم)إلى أن قال: وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها وتضرب وهي حامل ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن ثم يمسّها هوان وذل ثمّ لا تجد مانعاً وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب
عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: وقاتل أمير المؤمنين وقاتل فاطمة ومحسن وقاتل الحسن والحسين(عليهم السلام
وروى الشيخ المفيد في الإختصاص
عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) قال: لمّا قبض رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم)في حديث طويل إلى أن يقول: فرفسها برجله وكانت حاملة بابن اسمه المحسن فأسقطت المحسن من بطنها ثمَّ لطمها فكأنّي أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت ثمَّ أخذ الكتاب فخرقه فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة ممّا ضربها عمر ثمَّ قبضت
عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) قال: قبضت فاطمة(عليها السّلام) في جمادى الآخرة يوم الثّلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة.
وكان سبب وفاتها أنَّ قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسنّاً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً ولم تدع أحداً ممّن آذاها يدخل عليها.
وكان الرَّجلان من أصحاب النبيِّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) سألا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه أن يشفع لهما إليها فسألها أمير المؤمنين(عليه السلام) فلمّا دخلا عليها قالا لها: كيف أنت يا بنت رسول اللّه؟ قالت: بخير بحمد اللّه ثمَّ قالت لهما: ما سمعتما النبي يقول: فاطمة بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه؟ قالا: بلى قالت: فواللّه لقد آذيتماني قال: فخرجا من عندها (عليها السلام) وهي ساخطة عليهما.
وعن محمد بن همام: وروي أنّها قبضت لعشر بقين من جمادى الآخرة وقد كمل عمرها يوم قبضت ثمانية عشر سنة وخمساً وثمانين يوماً بعد وفاة أبيها، فغسّلها أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولم يحضرها غيره والحسن والحسين وزينب وأُمُّ كلثوم وفضّة جاريتها وأسماء بنت عميس.
وأخرجها إلى البقيع في اللّيل ومعه الحسن والحسين وصلّى عليها ولم يعلم بها ولا حضر وفاتها ولا صلّى عليها أحد من سائر النّاس غيرهم ودفنها بالرَّوضة وعمي موضع قبرها.
وأصبح البقيع ليلة دفنت وفيه أربعون قبراً جددا وإنَّ المسلمين لمّا علموا وفاتها جاؤوا إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبراً فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور فضجَّ الناس ولام بعضهم بعضاً وقالوا: لم يخلف نبيّكم فيكم إلاّ بنتاً واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصّلاة عليها، ولا تعرفوا قبرها.
ثمَّ قال ولاة الأمر منهم: هاتم من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور، حتّى نجدها فنصلّي عليها، ونزور قبرها.
فبلغ ذلك أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، فخرج مغضباً قد احمرَّت عيناه، ودرَّت أوداجه، وعليه قباه الأصفر الّذي كان يلبسه في كلِّ كريهة، وهو متوكّأٌ على سيفه ذي الفقار، حتّى ورد البقيع، فسار إلى النّاس النذير، وقالوا: هذا عليُّ بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه، يقسم باللّه لئن حوِّل من هذه القبور حجر ليضعنَّ السّيف على غابر الآخر.
فتلقّاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له: مالك يا أبا الحسن، واللّه لننبشنَّ قبرها ولنصلّينَّ عليها.
فضرب عليٌّ(عليه السلام) بيده إلى جوامع ثوبه فهزَّه، ثمَّ ضرب به الأرض، وقال له: يا ابن السّوداء، أمّا حقّي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس عن دينهم وأمّا قبر فاطمة فوالّذي نفس عليّ بيده، لئن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقينَّ الأرض من دمائكم فان شئت فأعرض يا عمر.
فتلقّاه أبو بكر فقال: يا أبا الحسن بحقِّ رسول اللّه وبحقِّ من فوق العرش إلاّ خلّيت عنه فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه.
قال: فخلّى عنه وتفرَّق النّاس، ولم يعودوا إلى ذلك
*************************
روى سليم بن قيس عن عبد الله بن العباس، أنه حدّثه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي، بعد خطبة طويلة:
إن قريشاً ستظاهر عليكم وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك فإن وجدت أعواناً فجاهدهم وإن لم تجد أعواناً فكف يدك واحقن دمك أما إنّ الشهادة من ورائك لعن الله قاتلك.
ثم أقبل (صلى الله عليه وآله وسلم) على ابنته (عليها السلام)، فقال: إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة، وسترين بعدي ظلماً وغيظاً حتى تضربي ويكسر ضلع من أضلاعك لعن الله قاتلك.
وروى سليم بن قيس عن ابن عباس أيضاً قال:
دخلت على علي (عليه السلام) بذي قار فأخرج لي صحيفة وقال لي:
يا ابن عباس هذه صحيفة أملاها عليَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطي بيده
فقلت : يا أمير المؤمنين اقرأها عليَّ…. إلى أن قال:
فكان مما قرأه عليَّ: كيف يصنع به وكيف تستشهد فاطمة وكيف يستشهد الحسن…إلخ
كتاب سليم بن قيس:ج2 ص907.
الظاهر أن الصواب: بيدي.
وفي كنز الفوائد:
عن أبي الحسن بن شاذان عن أبيه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسين بن الصفار عن محمد بن زياد عن مفضل بن عمر عن يونس بن يعقوب عن الصادق (عليه السلام) أنه قال في حديث طويل يا يونس قال جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها
وفي كتاب الإختصاص:
روى الشيخ المفيد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه والعباس بن معروف عن عبد الله بن المغيرة قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن بكر الأرجاني قال:
صحبت أبا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة من المدينة… ثم ذكر حديثاً طويلاً عن الإمام (عليه السلام) جاء فيه:
قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وقاتل فاطمة (عليها السلام) وقاتل المحسن وقاتل الحسن والحسين…
1- كنز الفوائد: ج1 ص149 و150 وروضات الجنات: ج6 ص182.
2- الإختصاص: ص343 و344، والبحار: ج25 ص373، وكامل الزيارات: ص 326 و327.
الصفحة 111
وفي دلائل الإمامة:
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال في حديث:
وحملت بالحسن فلما رزقته حملت بعد أربعين يوماً بالحسين ثم رزقت زينب وأم كلثوم وحملت بمحسن فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها وأخرج ابن عمها أمير المؤمنين وما لحقها من الرجل أسقطت به ولداً تماماً. وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها صلوات الله عليها
قال الفاضل الخواجوئي المازندراني:
ورد في طريقنا: أنها (عليها السلام) كانت معصومة صديقة شهيدة رضية
وذكر الشيخ المفيد في كتاب المزار زيارة لفاطمة (عليها السلام) تقول:
السلام عليك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) السلام على ابنتك الصديقة الطاهرة السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا سيدة نساء العالمين أيتها البتول الشهيدة الطاهرة
وقال الشيخ الطوسي (قدس سره) بعد نقله الزيارة المروية( يا ممتحنة امتحنك الله)
السلام عليك يا بنت رسول الله… السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة
وفي البحار نص آخر وهو:
(( اللهم صلّ على السيدة المفقودة والكريمة المحمودة والشهيدة
العالية
وذكر الكفعمي في مصباحه:
إن سبب وفاتها (عليها السلام) هو أنها ضربت وأسقطت
وقال المجلسي الثاني:
وفي رواية أخرى: ضربها عمر بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها مثل الدملج من ضربته إلى أن قال: لم تدعهم يذهبوا بعلي (عليه السلام) حتى عصروها وراء الباب فألقت ما في بطنها مَنْ سمَّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)محسناً حتى ماتت (عليها السلام) مما أصابها
عن أبي الحسن (عليه السلام): أن فاطمة (عليها السلام) صديقة شهيدة ما لفظه:
ثم إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة صلوات الله عليها كانت شهيدة وهو من المتواترات.
وكان سبب ذلك: أنهم لما غصبوا الخلافة وبايعهم أكثر الناس بعثوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ليحضر للبيعة فأبى فبعث عمر بنار ليحرق على أهل البيت بيتهم. وأرادوا الدخول عليه قهراً فمنعتهم فاطمة عند الباب فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة فكسر جنبها وأسقط لذلك جنيناُ كان سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) محسناً. فمرضت لذلك وتوفيت صلوات الله عليها في ذلك المرض
وذكر صاحب كتاب ألقاب الرسول وعترته:
1- جلاء العيون: ج1 ص193 و194.
2- مرآة العقول: ج5 ص318.
الصفحة 114
أن من ألقاب فاطمة (عليها السلام) الشهيدة
وقال الحسيني في كتاب التتمة في تواريخ الأئمة:
فجمع عمر بن الخطاب جماعة وأتى بهم إلى منزل علي (عليه السلام) فوجدوا الباب مغلقاً فلم يجبهم أحد فاستدعى عمر بحطب وقال:
والله لئن لم تفتحوا لنحرقنّه بالنار. فلما سمعت فاطمة (عليها السلام) ذلك خرجت وفتحت الباب فدفعه عمر فاختفت هي من وراء الباب فعصرها بالباب فكان ذلك سبب إسقاطها ونقل أنه سبب موتها
وقال الكفعمي:إن سبب موتها (عليها السلام): أنها ضربت وأسقطت
فألقوا في عنقه حبلاً وحالت بينهم وبينه فاطمة(عليها السّلام) عند باب البيت
فضربها قنفذ الملعون بالسوط، فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه اللّه
وعن سليم بن قيس
وقد كان قنفذ لعنه اللّه ضرب فاطمة(عليها السلام) بالسوط حين حالت بينه وبين زوجها وأرسل إليه عمر إن حالت بينك وبينه فاطمة فأضربها فألجأها قنفذ إلى عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنيناً من بطنها فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت صلّى اللّه عليها من ذلك شهيدة
وكذلك عن سليم بن قيس الهلالي
فقال العباس لعليّ (صلوات اللّه عليه): ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذاً كما أغرم جميع عماله؟ فنظر عليّ(عليه السلام) إلى من حوله ثم اغرورقت عيناه ثم قال: شكر له ضربة ضربها فاطمة بالسوط.
فماتت وفي عضدها أثر كأنه الدملج
عن الدقاق عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن ابن البطائني عن أبيه عن ابن جبير عن ابن عباس في خبر طويل قال(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فيه: كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصبت حقها ومنعت إرثها وكسر جنبها وأسقطت جنينها وهي تنادي: يامحمّداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث ...
إلى أن يقول:
فيلحقها اللّه(عزّ وجلّ) بي فتكون أوَّل من يلحقني من أهل بيتي فتقدم عليَّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة فأقول عند ذلك: اللّهمَّ العن من ظلمها وعاقب من غصبها وذلّل من أذلّها وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك: آمين
وذكر ابن طاووس في كتابه الإقبال
في زيارة الصدّيقة الزهراء(عليها السّلام) المرويّة عن أهل بيت العصمة(عليهم السلام):
اللّهمّ صلّ على محمّد وأهل بيته وصلّ على البتول الطاهرة الصدّيقة المعصومة التقيّة النقيّة الرّضيّة المرضيّة الزكيّة الرشيدة المظلومة المقهورة المغصوبة حقّها الممنوعة إرثها المكسورة ضلعها المظلوم بعلها المقتول ولدها فاطمة بنت رسولك وبضعة لحمه وصميم قلبه وفلذة كبده
عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) قال: لمّا أسري بالنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلم)إلى أن قال: وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها وتضرب وهي حامل ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن ثم يمسّها هوان وذل ثمّ لا تجد مانعاً وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب
عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: وقاتل أمير المؤمنين وقاتل فاطمة ومحسن وقاتل الحسن والحسين(عليهم السلام
وروى الشيخ المفيد في الإختصاص
عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) قال: لمّا قبض رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم)في حديث طويل إلى أن يقول: فرفسها برجله وكانت حاملة بابن اسمه المحسن فأسقطت المحسن من بطنها ثمَّ لطمها فكأنّي أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت ثمَّ أخذ الكتاب فخرقه فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة ممّا ضربها عمر ثمَّ قبضت
عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه(عليه السلام) قال: قبضت فاطمة(عليها السّلام) في جمادى الآخرة يوم الثّلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة.
وكان سبب وفاتها أنَّ قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسنّاً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً ولم تدع أحداً ممّن آذاها يدخل عليها.
وكان الرَّجلان من أصحاب النبيِّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) سألا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه أن يشفع لهما إليها فسألها أمير المؤمنين(عليه السلام) فلمّا دخلا عليها قالا لها: كيف أنت يا بنت رسول اللّه؟ قالت: بخير بحمد اللّه ثمَّ قالت لهما: ما سمعتما النبي يقول: فاطمة بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه؟ قالا: بلى قالت: فواللّه لقد آذيتماني قال: فخرجا من عندها (عليها السلام) وهي ساخطة عليهما.
وعن محمد بن همام: وروي أنّها قبضت لعشر بقين من جمادى الآخرة وقد كمل عمرها يوم قبضت ثمانية عشر سنة وخمساً وثمانين يوماً بعد وفاة أبيها، فغسّلها أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولم يحضرها غيره والحسن والحسين وزينب وأُمُّ كلثوم وفضّة جاريتها وأسماء بنت عميس.
وأخرجها إلى البقيع في اللّيل ومعه الحسن والحسين وصلّى عليها ولم يعلم بها ولا حضر وفاتها ولا صلّى عليها أحد من سائر النّاس غيرهم ودفنها بالرَّوضة وعمي موضع قبرها.
وأصبح البقيع ليلة دفنت وفيه أربعون قبراً جددا وإنَّ المسلمين لمّا علموا وفاتها جاؤوا إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبراً فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور فضجَّ الناس ولام بعضهم بعضاً وقالوا: لم يخلف نبيّكم فيكم إلاّ بنتاً واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصّلاة عليها، ولا تعرفوا قبرها.
ثمَّ قال ولاة الأمر منهم: هاتم من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور، حتّى نجدها فنصلّي عليها، ونزور قبرها.
فبلغ ذلك أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، فخرج مغضباً قد احمرَّت عيناه، ودرَّت أوداجه، وعليه قباه الأصفر الّذي كان يلبسه في كلِّ كريهة، وهو متوكّأٌ على سيفه ذي الفقار، حتّى ورد البقيع، فسار إلى النّاس النذير، وقالوا: هذا عليُّ بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه، يقسم باللّه لئن حوِّل من هذه القبور حجر ليضعنَّ السّيف على غابر الآخر.
فتلقّاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له: مالك يا أبا الحسن، واللّه لننبشنَّ قبرها ولنصلّينَّ عليها.
فضرب عليٌّ(عليه السلام) بيده إلى جوامع ثوبه فهزَّه، ثمَّ ضرب به الأرض، وقال له: يا ابن السّوداء، أمّا حقّي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس عن دينهم وأمّا قبر فاطمة فوالّذي نفس عليّ بيده، لئن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقينَّ الأرض من دمائكم فان شئت فأعرض يا عمر.
فتلقّاه أبو بكر فقال: يا أبا الحسن بحقِّ رسول اللّه وبحقِّ من فوق العرش إلاّ خلّيت عنه فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه.
قال: فخلّى عنه وتفرَّق النّاس، ولم يعودوا إلى ذلك