اللهم صل على محمد وآل محمد
هل هناك وقت معين تستحب فيه زيارة القبور، وهل #الميت يعلم بمن يزوره؟..
أما عن علم الميت بما يدور حوله: فالبعض يعتقد بذلك؛ استناداً لما روي عن النبي الأكرم (ص) يوم بدر، حينما أخذ يكلم قتلى المشركين، إذ أنه لما رأى استغراب بعض الصحابة، فقال : ما أنتم بأسمع منهم!.. أي وإن مات الإنسان، وغيب تحت الثرى، فهنالك روح_باقية -ولو كانت كافرة، وفي حال عذاب- لا يسلب منها الإدراك بعد الموت.
وأما عن زيارة القبور: فكلما أحس الإنسان في نفسه ميلاً إلى الدنيا، وقساوة في القلب، من المناسب أن يذكر نفسه بالذهاب إلى المقابر؛ ليرى النهاية الحتمية القهرية التي سيؤول إليها.. ولقد كان بعض علمائنا السلف، يجعل قبراً في بيته، وينام فيه كهيئة الميت، ثم يخرج وكأنه بعث من جديد.. ولعله من أنسب الأوقات في ليلة_الجمعة ويوم الجمعة؛ لكون الأعمال لها خصوصية في ذلك الوقت.
غير أنه من المؤسف أن تتحول زيارة القبور -في بعض البلاد- إلى حالة من الاختلاط، أو ممارسة بعض السلوكيات التي لا تناسب مثل هذا المقام، مثل توزيع المأكولات والمشروبات بشكل مبالغ فيه.. ولو أن هذا المال صرف صدقة عن روح الميت؛ لكان خيراً من هذه الأمور، بل إن الميت سيفرح أكثر من ذلك بكثير!..
------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي