اللهم صل على محمد وآل محمد
إن أفضل ما يلتزم به المؤمن خلال هذه الأشهر، أربعينية ترك المعاصي؛ فيبدأ من أول رجب مثلاً، وحتى منتصف شعبان ليقول لإمام زمانه (عج):
"يا مولاي!.. هذه نفسي قد هذّبتها، أو خففت من سلبياتها؛ فامسح أنت على قلبي وفكري"..،
وليكن شعاره: "اللهم!.. اجعله خير شهر رجب مرّ علي منذ أن خلقتني".،
ومن المفيد في هذا المجال أن يخادع الإنسان نفسه -مثلاً- بطلب الالتزام فقط لأربعين يوماً، قائلاً: يا نفس!.. ليست لكِ الهمة أن تكوني على الطريق المُستقيم سنة كاملة،
لذا أطلبُ منكِ -يا نفسي- أن تلتزمي فقط أربعينَ يوماً..
فرب العالمين جعل موسم الحج أياماً معلومات، وشهر رمضان أياماً معدودات؛ فهذهِ سياسة إلهية؛ لأنه يعلم أن بني آدم لا طاقةَ لهُ بالاستمرارية، فيغريه ويعطيه عينة من النفحات..
وبالتالي، فإن الذي يتقن العمل في شهر رمضان، ويصير للهِ عبداً؛ ويستذوق حلاوة القرآن، وقيام الليل في شهرِ رمضان؛ فإنه سيستمر في ذلك طوال العام؛ ولكن شريطة أن يستذوق..
وكما في الروايات: (ما ضعف بدن عما قويت عليه النية)،
فإن هو نوى؛ جاءه المدد من رب العالمين.
-----------------------
الشيخ حبيب الكاظمي