بسم الله الرحمن الرحيم
وهو:
ضبط النفس عن مسولات البطر والطغيان، وذلك من سمات عظمة النفس، ورجاحة العقل، وبعد النظر.
فليس الصبر على مآسي الحياة وأرزائها بأولى من الصبر على مسراتها وأشواقها، ومفاتنها، كالجاه العريض، والثراء الضخم، والسلطة النافذة، ونحو ذلك.
حيث أن إغفال الصبر في الضراء يفضي إلى الجزع المدمر، كما يؤدي إهماله في السراء إلى البطر والطغيان:
{كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7)} [العلق : 6-7]
وكلاهما ذميم مقيت.
والمراد بالصبر على النعم هو:
رعاية حقوقها، واستغلالها في مجالات العطف والاحسان المادية، أو المعنوية:
كرعاية البؤساء، وإغاثة المضطهدين، والاهتمام بحوائج المؤمنين، والتوقي من مزالق البطر والتجبر.
*وللصبر أنواع عديدة أخرى*:
فالصبر في الحرب:
شجاعة، وضده الجبن.
والصبر عن الانتقام:
حلم، وضده الغضب.
والصبر عن زخارف الحياة:
زهد، وضده الحرص.
والصبر على كتمان الأسرار:
كتمان، وضده الإذاعة والنشر.
والصبر على شهوتي البطن والفرج:
عفة، وضده الشره.
فاتضح بهذا أن الصبر نظام الفضائل، وقطبها الثابت، وأساسها المكين.
----------------------
أخلاق أهل البيت (عليه السلام).
المؤلف : السيد محمد مهدي الصدر.
تاريخ الوفاة : ١٤١٨. - ص : ١٥٧-١٥٨.