نكتة البطيخة الموالية
السؤال:
ما مدى صحة الرواية التي ذكر فيها أن الولاية عرضت علىالبطيخة؟
كثير من المخالفين يحتج علينا بهذه الرواية وينقلون مقطعا صوتيا لاحدالخطباء.
الجواب:
ورد في خصوص هذاالموضوع ثلاث روايات:
الأولى: ما رواه الصدوق في علل الشرائع 2/464: حدثنا حمزة بن محمد العلوي قال أخبرنا أحمدبن محمد الهمداني قال :حدثنا المنذر بن محمد قال حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثناسليمان بن جعفر عن الرضا ( ع ) قال : اخبرني أبي عن أبيه عن جده، ان أمير المؤمنينصلوات الله عليه أخذ بطيخة ليأكلها، فوجدها مرة فرمى بها، فقال: بعدا وسحقا ، فقيلله :يا أمير المؤمنين وما هذه البطيخة؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله انالله تبارك وتعالى أخذ عقد مودتنا على كل حيوان ونبت فما قبل الميثاق كان عذبا طيبا، وما لم يقبل الميثاق كان ملحا زعاقا.
==>هذه الرواية ضعيفةسندا لجهالة المنذر بن محمد و الحسين بن محمد
الثانية: ما رواه الطبري في كتابه بشارة المصطفى 164: محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن جده عن أبي أحمد بن جعفر البيهقي عن عليبن المديني عن الفضل بن حباب عن مسدد عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبيهريرة قال : كنت أنا وأبو ذر وبلال نسير ذات يوم مع علي بن أبي طالب، فنظر علي إلىبطيخ فحل درهما ودفعه إلى بلال فقال : إيتني بهذا الدرهم من هذا البطيخ، ومضى عليإلى منزله ، فما شعرنا إلا وبلال قد وافى بالبطيخ فأخذ علي بطيخة فقطعها فإذا هيمرة، فقال: يا بلال أبعد بهذا البطيخ عني، واقبل علي حتى أحدثك بحديث حدثني به رسولالله صلى الله عليه وآله ويده على منكبي، إن الله تبارك وتعالى طرح حبي على الحجروالمدر والبحار والجبال والشجر، فما أجاب إلى حبي عذب، وما لم يجب إلى حبي خبث ومر،وإني لأظن أن هذا البطيخ مما لم يجب إلى حبي.
==>وهذا السند واضح الضعف اذ أن جل رواته من أئمة العامة كعلي بنالمديني والبيهقي ومسدد وأبو معاوية اضافة الى أبيهريرة
الثالثة: مارواه المفيد في الاختصاص 250: عن عمران بن يسار اليشكري، عن أبي حفص المدلجي، عنشريف بن ربيعة، عن قنبر مولى أمير المؤمنين عليه السلام قال: كنت عند أمير المؤمنينعليه السلام إذ دخل رجل فقال: يا أمير المؤمنين أنا أشتهي بطيخا، قال: فأمرني أميرالمؤمنين عليه السلام بشراء بطيخ، فوجهت بدرهم فجاؤونا بثلاث بطيخات، فقطعت واحدةفإذا هو مر فقلت: مر يا أمير المؤمنين، فقال : إرم به من النار وإلى النار، قال: وقطعت الثاني فإذا هو حامض فقلت: حامض يا أمير المؤمنين، فقال: ارم به من الناروإلى النار، قال: فقطعت الثالث فإذا هو مدودة فقلت: مدودة يا أمير المؤمنين ، فقال : ارم به من النار وإلى النار، قال ثم وجهت بدرهم آخر فجاؤونا بثلاث بطيخات فوثبتعلى قدمي فقلت: أعفني يا أمير المؤمنين عن قطعه - كأنه تأشم بقطعه - فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : اجلس يا قنبر فإنها مأمورة ، فجلست فقطعت واحدة فإذا هو حلوفقلت : حلو يا أمير المؤمنين ، فقال: كل وأطعمنا , فأكلت ضلعا وأطعمته ضلعا, وأطعمتالجليس ضلعا، فالتفت إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا قنبر إن الله تباركوتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الأرض من الجن والإنس والثمر وغير ذلكفما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب وما لم يقبل منه خبث وردىونتن.
==>كل رواة هذا الحديث منالمجاهيل عدا قنبر بل لم يرو عنهم في الكتب الا هذه الرواية أضف الى هذا أن نسبةكتاب الاختصاص الى الشيخ المفيد مناقش فيها وقد نفاها بعض الاعلام أمثال السيدالخوئي.
كل الروايات الواردة فيقضية البطيخة ضعيفة سندا كما ذكرنا, وساقطة عنالاعتبار.
أما من ناحية المتنفيكفينا نقل ما قاله غواصة البحار المجلسي 27/283: هذه الأخبار وأمثالها منالمتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم، ولابد في مثلها منالتسليم ورد تأويلها إليهم عليهم السلام.
ثم وجه قدس سره الروايات بهذا التوجيه 27/284: ويخطر بالبال أنه يحتمل أن تكون استعارة تمثيلية لبيان حسن بعض الأشياءوشرافتها وقبح بعض الأشياء وردائتها، فان للأشياء الحسنة والشريفة من جميع الأجناسوالأنواع مناسبة من جهة حسنها ، وللأشياء القبيحة والرذيلة مناسبة من جهة قبحها ،فكل ماله جهة شرافة وفضيلة وحسن فهي منسوبة إلى أشرف الأشارف : محمد وأهل بيتهصلوات الله عليهم ، فكأنه أخذ ميثاق ولايتهم عنها وقبلتها؛ أو المراد أنها لو كانتلها مدركة لكانت تقبلها ، وكذا كل ماله جهة رذالة وخباثة وقبح فهي بأجمعها منسوبةإلى أخبث الأخابث أعداء أهل البيت عليهم السلام ومبائنة لهم عليهم السلام، فكأنهأخذ ميثاقهم عنها فأبت وأخذ ميثاق أعدائهم عنها فقبلت، أو المعنى أنها لو كانت ذواتشعور وأخذ ميثاقهم عنها لكانت تأبى وأخذ ميثاق أعدائهم عنها لكانت تقبل.
==> فالمجلسي رحمه الله أوّل الروايات وحملها على غير ظاهرها واعتبرهاضربا من الاستعارة التمثيلية ولا يراد منه حقيقته وبهذا يندفع اشكالالمستشكل.
علما أن هذهالروايات ليست من مختصات الشيعة كي يشنع عليهم بهذه الطريقة ويصبح الموضوع أشبهبالنكتة بل نفس هذا المضمون قد نقل في كتب العامة:
فقد روى البخاري فيصحيحه 2/133: بسنده عن عباس عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قالأحد جبل يحبنا ونحبه.
وقال ابن حجر تعليقا على هذا الحديث في فتح الباري 6/64: قيل هو على الحقيقةولا مانع من وقوع مثل ذلك بان يخلق الله المحبةفي بعض الجمادات وقيل هو على المجاز والمراد أهل أحد.
وقال النووي في شرحمسلم 9/140: الصحيح المختار أن معناه أن أحدا يحبنا حقيقة جعل الله تعالى فيهتمييزا يحب به كما قال سبحانه وتعالى وإن منها لما يهبط من خشية الله وكما حن الجذعاليابس وكما سبح الحصى وكما فر الحجر بثوب موسى صلى الله عليه وسلم وكما قال نبيناصلى الله عليه وسلم انى لأعرف حجرا بمكة كان يسلم على وكما دعا الشجرتين المفترقتينفاجتمعا وكما رجف حراء فقال أسكن حراء فليس عليك الا نبي أو صديق الحديث وكما كلمهذراع الشاة.
==> اذن شراح الحديث حملوا الحديث على حقيقتهوأقروا حصول المحبة والبغض في الجمادات فلماذا التشنيع علىالشيعة؟
بل المفاجأة التي لايعرفها الكثير: هي وجود رواية البطيخة في كتب السنة!
روى الصفوري الشافعي في نزهة المجالس 255: عن أنس رضي الله عنه قال خرجتمع بلال وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما إلى السوق فاشترى بطيخا وانطلقا إلى منزلهفكسر واحدة فوجدها مرة فأمر بلالا برد البطيخ إلى صاحبه ثم قال ألا أحدثكم حديثاحدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا الحسن إن الله تعالى أخذ حبك علىالبشر والشجر فما أجاب على حبك عذب وطاب ومن لم يجب إلى حبك خبث ومر وأظن أن هذاالبطيخ ممن لا يحبني.
فمن كان بيته من زجاج لا يرمي غيرهبالحجارة!
السؤال:
ما مدى صحة الرواية التي ذكر فيها أن الولاية عرضت علىالبطيخة؟
كثير من المخالفين يحتج علينا بهذه الرواية وينقلون مقطعا صوتيا لاحدالخطباء.
الجواب:
ورد في خصوص هذاالموضوع ثلاث روايات:
الأولى: ما رواه الصدوق في علل الشرائع 2/464: حدثنا حمزة بن محمد العلوي قال أخبرنا أحمدبن محمد الهمداني قال :حدثنا المنذر بن محمد قال حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثناسليمان بن جعفر عن الرضا ( ع ) قال : اخبرني أبي عن أبيه عن جده، ان أمير المؤمنينصلوات الله عليه أخذ بطيخة ليأكلها، فوجدها مرة فرمى بها، فقال: بعدا وسحقا ، فقيلله :يا أمير المؤمنين وما هذه البطيخة؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله انالله تبارك وتعالى أخذ عقد مودتنا على كل حيوان ونبت فما قبل الميثاق كان عذبا طيبا، وما لم يقبل الميثاق كان ملحا زعاقا.
==>هذه الرواية ضعيفةسندا لجهالة المنذر بن محمد و الحسين بن محمد
الثانية: ما رواه الطبري في كتابه بشارة المصطفى 164: محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن جده عن أبي أحمد بن جعفر البيهقي عن عليبن المديني عن الفضل بن حباب عن مسدد عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبيهريرة قال : كنت أنا وأبو ذر وبلال نسير ذات يوم مع علي بن أبي طالب، فنظر علي إلىبطيخ فحل درهما ودفعه إلى بلال فقال : إيتني بهذا الدرهم من هذا البطيخ، ومضى عليإلى منزله ، فما شعرنا إلا وبلال قد وافى بالبطيخ فأخذ علي بطيخة فقطعها فإذا هيمرة، فقال: يا بلال أبعد بهذا البطيخ عني، واقبل علي حتى أحدثك بحديث حدثني به رسولالله صلى الله عليه وآله ويده على منكبي، إن الله تبارك وتعالى طرح حبي على الحجروالمدر والبحار والجبال والشجر، فما أجاب إلى حبي عذب، وما لم يجب إلى حبي خبث ومر،وإني لأظن أن هذا البطيخ مما لم يجب إلى حبي.
==>وهذا السند واضح الضعف اذ أن جل رواته من أئمة العامة كعلي بنالمديني والبيهقي ومسدد وأبو معاوية اضافة الى أبيهريرة
الثالثة: مارواه المفيد في الاختصاص 250: عن عمران بن يسار اليشكري، عن أبي حفص المدلجي، عنشريف بن ربيعة، عن قنبر مولى أمير المؤمنين عليه السلام قال: كنت عند أمير المؤمنينعليه السلام إذ دخل رجل فقال: يا أمير المؤمنين أنا أشتهي بطيخا، قال: فأمرني أميرالمؤمنين عليه السلام بشراء بطيخ، فوجهت بدرهم فجاؤونا بثلاث بطيخات، فقطعت واحدةفإذا هو مر فقلت: مر يا أمير المؤمنين، فقال : إرم به من النار وإلى النار، قال: وقطعت الثاني فإذا هو حامض فقلت: حامض يا أمير المؤمنين، فقال: ارم به من الناروإلى النار، قال: فقطعت الثالث فإذا هو مدودة فقلت: مدودة يا أمير المؤمنين ، فقال : ارم به من النار وإلى النار، قال ثم وجهت بدرهم آخر فجاؤونا بثلاث بطيخات فوثبتعلى قدمي فقلت: أعفني يا أمير المؤمنين عن قطعه - كأنه تأشم بقطعه - فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : اجلس يا قنبر فإنها مأمورة ، فجلست فقطعت واحدة فإذا هو حلوفقلت : حلو يا أمير المؤمنين ، فقال: كل وأطعمنا , فأكلت ضلعا وأطعمته ضلعا, وأطعمتالجليس ضلعا، فالتفت إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا قنبر إن الله تباركوتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الأرض من الجن والإنس والثمر وغير ذلكفما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب وما لم يقبل منه خبث وردىونتن.
==>كل رواة هذا الحديث منالمجاهيل عدا قنبر بل لم يرو عنهم في الكتب الا هذه الرواية أضف الى هذا أن نسبةكتاب الاختصاص الى الشيخ المفيد مناقش فيها وقد نفاها بعض الاعلام أمثال السيدالخوئي.
كل الروايات الواردة فيقضية البطيخة ضعيفة سندا كما ذكرنا, وساقطة عنالاعتبار.
أما من ناحية المتنفيكفينا نقل ما قاله غواصة البحار المجلسي 27/283: هذه الأخبار وأمثالها منالمتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم، ولابد في مثلها منالتسليم ورد تأويلها إليهم عليهم السلام.
ثم وجه قدس سره الروايات بهذا التوجيه 27/284: ويخطر بالبال أنه يحتمل أن تكون استعارة تمثيلية لبيان حسن بعض الأشياءوشرافتها وقبح بعض الأشياء وردائتها، فان للأشياء الحسنة والشريفة من جميع الأجناسوالأنواع مناسبة من جهة حسنها ، وللأشياء القبيحة والرذيلة مناسبة من جهة قبحها ،فكل ماله جهة شرافة وفضيلة وحسن فهي منسوبة إلى أشرف الأشارف : محمد وأهل بيتهصلوات الله عليهم ، فكأنه أخذ ميثاق ولايتهم عنها وقبلتها؛ أو المراد أنها لو كانتلها مدركة لكانت تقبلها ، وكذا كل ماله جهة رذالة وخباثة وقبح فهي بأجمعها منسوبةإلى أخبث الأخابث أعداء أهل البيت عليهم السلام ومبائنة لهم عليهم السلام، فكأنهأخذ ميثاقهم عنها فأبت وأخذ ميثاق أعدائهم عنها فقبلت، أو المعنى أنها لو كانت ذواتشعور وأخذ ميثاقهم عنها لكانت تأبى وأخذ ميثاق أعدائهم عنها لكانت تقبل.
==> فالمجلسي رحمه الله أوّل الروايات وحملها على غير ظاهرها واعتبرهاضربا من الاستعارة التمثيلية ولا يراد منه حقيقته وبهذا يندفع اشكالالمستشكل.
علما أن هذهالروايات ليست من مختصات الشيعة كي يشنع عليهم بهذه الطريقة ويصبح الموضوع أشبهبالنكتة بل نفس هذا المضمون قد نقل في كتب العامة:
فقد روى البخاري فيصحيحه 2/133: بسنده عن عباس عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قالأحد جبل يحبنا ونحبه.
وقال ابن حجر تعليقا على هذا الحديث في فتح الباري 6/64: قيل هو على الحقيقةولا مانع من وقوع مثل ذلك بان يخلق الله المحبةفي بعض الجمادات وقيل هو على المجاز والمراد أهل أحد.
وقال النووي في شرحمسلم 9/140: الصحيح المختار أن معناه أن أحدا يحبنا حقيقة جعل الله تعالى فيهتمييزا يحب به كما قال سبحانه وتعالى وإن منها لما يهبط من خشية الله وكما حن الجذعاليابس وكما سبح الحصى وكما فر الحجر بثوب موسى صلى الله عليه وسلم وكما قال نبيناصلى الله عليه وسلم انى لأعرف حجرا بمكة كان يسلم على وكما دعا الشجرتين المفترقتينفاجتمعا وكما رجف حراء فقال أسكن حراء فليس عليك الا نبي أو صديق الحديث وكما كلمهذراع الشاة.
==> اذن شراح الحديث حملوا الحديث على حقيقتهوأقروا حصول المحبة والبغض في الجمادات فلماذا التشنيع علىالشيعة؟
بل المفاجأة التي لايعرفها الكثير: هي وجود رواية البطيخة في كتب السنة!
روى الصفوري الشافعي في نزهة المجالس 255: عن أنس رضي الله عنه قال خرجتمع بلال وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما إلى السوق فاشترى بطيخا وانطلقا إلى منزلهفكسر واحدة فوجدها مرة فأمر بلالا برد البطيخ إلى صاحبه ثم قال ألا أحدثكم حديثاحدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا الحسن إن الله تعالى أخذ حبك علىالبشر والشجر فما أجاب على حبك عذب وطاب ومن لم يجب إلى حبك خبث ومر وأظن أن هذاالبطيخ ممن لا يحبني.
فمن كان بيته من زجاج لا يرمي غيرهبالحجارة!