إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البحث عن القدوه الحسنه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البحث عن القدوه الحسنه

    [MP3][/MP3]:

    ان المولى (عزّ وجلّ) قد أكد على الدعوة والمخاطبة فجعل لنا في النبي (صلّى الله عليه وآله) خير قدوة في حسن الاخلاق في تربية قومة وتعليمهم وتثقيفهم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(1). وقال (عزّ وجلّ): {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(2). ووصفه بالخلق الكريم: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(3). فان الله (سبحانه وتعالى) علم أنبيائه (عليهم السلام) اسلوب التربية لأنفسم وأهليهم , وأمرنا بالأقتداء بهم وبالائمة (عليهم السلام) وان في حياتهم دروس وعبر وعضات في التربية المثالية, فالمولى (عزّ وجلّ) يخاطبهم بما يجب ان يعملوه , ويقص علينا سلوكهم في التربية لأجل نقتدي بهم ونقتفي أثرهم , قال عز من قائل: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد * وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم. * ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الارض يأت بها الله إن الله لطيف خبير * يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الامور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا إن الله

    ____________

    1 - آل عمران 159.

    2 - النحل 125.

    3 - قلم 4.

    الصفحة 4
    لا يحب كل مختال فخور * واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير}(1).



    لماذا يقص علينا قصصهم؟

    الجواب:

    هو لان دور القدوة مهم جدا عند الله (سبحانه وتعالى) , لهذا وصف لنا سلوك من يجب ان نقتدي بهم في أسلوب التربية والوعظ والارشاد.

    والتربية لا تعني الاعتنا بالناحية المادية من غذا ولبس ونحوه , بل قد خاطبنا المولى (عزّ وجلّ) بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(2). فلم يوصي الانسان ان يحسن لبسه ومأكله فقط بل أوصاهم باتقاء النار وذلك بالعمل الصالح , وايضا لم يوصيه بنفسه فقط بل قال (وأهليكم) فلابد من ان ناخذ هذا التحذير بعين الاعتبارونقي انفسنا واهلينا تلك النار التي وصفت بانها وقودها الناس , فنجنب انفسنا واهلينا هذا الاتقاد فلا حجة لنا بعد ان أتم الله (عزّ وجلّ) الحجة علينا بارسال الرسل بالنذر وبالبينات , نسأله (سبحانه وتعالى) ان يجعل قدوتنا في القول والعمل خاتم النبيين وسيد الوصيين وسيدة نساء العالمين , وان يجعلنا نحيا على ما حيي عليه محمد وآله (صلّى الله عليه وآله) ونموت على ما لقوا الله عليه آمين يا رب العالمين.



    تمهيد

    ثبت علميا قديما وحديثا ان الصفات الخلقية والخلقية تنتقل للأبناء والأحفاد من الآباء والأمهات والاجداد بالتوارث، كما تنتقل اكتسابيا، كذلك ينقل الكثير من الأمراض التناسلية والأمراض الروحية والنفسية والاجتماعية وكثير من الطباع والأخلاق، فترى على الأغلب في العوائل الواحدة أن الصفات الحميدة والفضائل والمحاسن أو عكسها أي المساوئ تنتقل إلى الأبناء مثلما تنتقل لهم

    ____________

    1 - لقمان من 12 - 19.

    2 - تحريم 6.

    الصفحة 5
    التقاطيع والأشكال والملامح، وكثيرا ما يعرف من ملامح الأبناء نسبهم لآبائهم القريبين أو البعيدين، وكما تنتقل بعض المزايا الحسنة من حب الخير والبر وو.. تنتقل مثلها السيئة كالشراسة والتعدي والمساوئ الأخرى , لذا ترى في كثير من العائلات التي تبغي التزويج سواء لأولادهم أو لبناتهم أنهم يطلبون قرناء سالمين من الانحرافات الوراثية في آباء القرناء وأجدادهم، وعلى الغالب يبحثون عن السلامة ودرجة الأفراد من حيث المستوى الفكري وعدم وجود عاهة نفسية أو روحية أو عقلية في أفراد العائلة الخاطبة سواء كانت خاطبة أو مخطوبة، حذارمن انتقال تلك العاهة إلى ابنائها , واهم من كل ذلك هو التربية البيتية والتعاليم المدرسية من الأم والأب والأقارب الذين يعيشون معهم، والتعليم عند المعلمين ودرجة تأثير هؤلاء المربين والمعلمين على هؤلاء الناشئة في سلوكهم الأخلاقية والعادات الاجتماعية من الحسنات والسيئات المنتقلةالى الناشئ الصغير الذي بحاجة الى من ينمي فطرته نماء طيبا مباركا , فشتان مابين من نشأ في أحضان النزاهة والفضيلة وكرم الاخلاق , وبين من تربى على الخلق السيء.



    نعم ان موضوع التربية من القضايا ذات الاهمية الخاصة في السيرة الذاتية للشخصية الاسلامية بأبعادها المختلفة، بحيث يكون نتاج هذه التربية ومحصلها الانسان الصالح، الذي يسير في طريق الكمالات الإلهية ذاتيا، ويتحمل مسؤولياته تجاه المجتمع الإنساني، ويكون قادرا على الانسجام، والحركة، والتأثير، سواء في دائرة الاسرة، أو دائرة المجتمع , ويكون فردا حر التفكيروالاستقلال في الارادة، والتوكل على الله (عزّ وجلّ)، والاعتماد على النفس، وحسن الخلق في المعاشرة، والادب الرفيع في التعامل مع الاخرين، والاستعداد للتضحية والفداء في أداء الواجب، أو خدمة الناس والمسلمين. وعلى المربي ان لا يفكر ان المال هو من يخلق لاطفاله السعادة ولينظر الى ما انتهت إليه أوضاع أبناء بعض الأسر المرفهه من انحرفات، بسبب غفلة الآباء عن التربية،

    الصفحة 6
    والانشغال بالدنيا، و المظاهر الزائفة، الذي كان له انعكاسات سلبية على العلاقات الذاتية، او ان يوجهه دائما في امر دنياه وينسى ماهو اهم وما هو به يكسب الدنيا والاخرة.



    نعم أيها الوالدان انتما لا تستطيعان السيطرة الكاملة على الأطفال وانما عليكما ان تربوهم قدر المستطاع وتحاولا انتخاب اصدقائهم من حيث لا يشعرون بذلك , بل تحبباه اليه بكل وسيله وتحاولا تربطاه بزملاء متدينين ودراسات دينية , فالطفل اذا لم يقتدي بوالدية فحتما يقتدي بصديقة او معلمة, والطفل أول ما يأخذ عن والديه إلا إذا هو لا يجد حنان وحب وتقدير من الوالدين فهو حتما عندما يجد حضنا دافئا يحسسه بالحب والاحترام والإهتمام والاصغاء والاخذ والعطاء فسوف يتبع ذلك الحضن الحنون ويحبه أكثر من والديه ويقتدي به , فعلى الوالدين تحسيس الأبناء بانهم كبار ويناقشوهم مناقشة عقلية حتى يقتنعون بالأمر , أما الامر والنهي فهو يسبب الطاعة كرها وعندما يحس بفرصة كغياب الوالدين مثلا فهم سرعان ما يتركون عقيدة الابوين أي كانت ويتوجهون إلى من يحسسهم بانهم كبار ولهم مشاعر وليس فقط يسمعوا ويطيعوا طاعة عمياء.

    ودور القدوة مهم جدا لانه ياخذ عنه صفاته , فلابد من الإعتناء بابنائكما و اختيار من ترضيا ان يتصف ابنكما بصفاته , كذلك الكتب والافلام لها دور كبير أيضا فتعمدوا شراء افلام وقصص تربطهم بالجانب الروحي والمعنوي , وإلا فأنتما مسؤولين أمام الله (عزّ وجلّ) عن ضياع ابنائكما ان لم تستخدما كل الوسائل الممكنه لهدايتهم.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X