إن النبي والأئمة المعصومين (عليهم السلام) من شؤون الحق المتعال ، فالتوجه إليهم بالصلوات والزيارة والتوسل وغيره ، مدعاة للقرب من الحق لما فيه من التوقير لشأن من شؤونه تعالى ..فالأمر يعود إليه تبارك وتعالى - بدء وختاماً - من دون أن يكون في ذلك أيـّة صورة من صور الشرك الذي قد يظنه الجاهل ..فالعبد كلما زاد تعظيمه ( لشؤون ) الحق ، كلما زاد تعظيمه ( للحق ) نفسه ..ولهذا لا يتأذى الأب من زيادة تعظيم الآخرين لابنه ، إذا علم أن ذلك لبنوّتـه ، وفي طول التعظيم لنفسه ..وقد ورد عن الصادق (عليه السلام): { إن لنا رباً يكلؤنا بالليل والنهار نعبده..قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين }البحار-ج25ص289..ومن الواضح أن المراد ( بقولوا ) ، هو القول الحق الذي لا يصطدم مع أي أصل من الأصول الثابتة.