السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
✍📚✍📚✍📚✍📚✍
قال قطب الدين الراوندي في كتاب الخرائج والجرائحالباب الثاني عشر في معجزات صاحب الزمان (عليه السلام) عن حكيمة قالت دخلت يوما على أبي محمد قال بيتي عندنا الليلة فإن الله سيظهر الخلف فيها قلت وممن فلست أرى بنرجس حملا قال يا عمة إن مثلها كمثل أم موسى لم يظهر حملها به إلا وقت ولادتها فبت أنا وهي فلما انتصف الليل صليت أنا وهي صلاة الليل فقلت في نفسي قد قرب الفجر ولم يظهر ما قال أبومحمد فناداني أبومحمد لا تعجلي فرجعت إلى البيت خجلة فاستقبلتني نرجس ترتعد فضممتها إلى صدري وقرأت عليها قل هوالله أحد وإنا أنزلناه في ليلة القدر وآية الكرسي فأجابني الخلف من بطنها يقرأ كقراءتي قالت وأشرق نور في البيت فنظرت وإذا الخلف تحتها ساجدا إلى القبلة فأخذته فناداني أبومحمد من الحجرة هلمي بابني إلي يا عمة قالت فأتيته به فوضع لسانه في فيه وأجلسه على فخذه فقال له انطق يا بني بإذن الله فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 5-6] صلى الله على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي أبي قالت وغمرتنا طيور خضر فنظر أبومحمد إلى طائر منها فدعاه فقال خذه فاحفظه حتى يأذن الله فيه فإن الله بالغ أمره قالت حكيمة قلت لأبي محمد ما هذا الطائر وما هذه الطيور قال هذا جبرئيل وهذا ملائكة الرحمة ثم قال يا عمة رديه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون فرددته إلى أمه قالت ولما ولد كان نظيفا مفروغا منه وعلى ذراعه الأيمن مكتوب {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]
ومنها ما روى السياري قال حدثتني نسيم ومارية قالتا لما خرج صاحب الزمان من بطن أمه سقط جاثيا على ركبتيه رافعا بسبابتيه نحو السماء فعطس فقال الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله عبدا داخرا غير مستنكف ولا مستكبر ثم قال زعمت الظلمة إن حجة الله داحضة ولو أذن الله لنا في الكلام لزال الشك .
ومنها ما روي عن طريف أبي نصر الخادم قال دخلت على صاحب الزمان وهو في المهد فقال لي علي بالصندل الأحمر فأتيته به فقال أ تعرفني قلت نعم أنت سيدي وابن سيدي فقال ليس عن هذا سألتك فقلت فسر لي فقال أنا خاتم الأوصياء وبي يرفع الله البلاء من أهلي وشيعتي .
ومنها ما روي عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري قال وجه قوم من المفوضة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد قال فقلت في نفسي لما دخلت عليه أسأله عن الحديث المروي عنه (عليه السلام) لا يدخل الجنة إلا من عرف الله معرفتي وكنت جلست إلى باب عليه ستر مسبل فجاءت الريح فكشفت طرفه وإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها فقال لي يا كامل بن إبراهيم فاقشعررت من ذلك وألهمت أن قلت لبيك يا سيدي قال جئت إلى ولي الله تسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك وقال بمقالتك قلت إي والله قال إذا والله يقل داخلها والله إنه ليدخلنها قوم يقال لهم الحقية قلت ومن هم قال هم قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله أي قوم يعرفون ما تجب عليهم معرفته جملة لا تفصيلا من معرفة الله ورسوله والأئمة ونحوها ثم قال وجئت تسأل عن مقالة المفوضة كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله فإذا شاء الله تعالى شئنا والله يقول {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [التكوير: 29] فقال لي أبومحمد ما جلوسك فقد أنبأك بحاجتك ؛ ومنها ما روي عن رشيق حاجب المادراني قال بعث إلينا المعتضد وأمرنا أن نركب ونحن ثلاثة نفر ونخرج محفين على السروج ونجنب أخرى وقال ألحقوا بسامراء واكبسوا دار الحسن بن علي فإنه توفي ومن رأيتم في داره فأتوني برأسه فكبسنا الدار كما أمرنا فوجدناها دارا سرية كأن الأيدي رفعت عنها في ذلك الوقت فرفعنا الستر وإذا سرداب في الدار الأخرى فدخلناها وكأن بحرا فيها وفي أقصاه حصير وقد علمنا أنه على الماء وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطى فغرق في الماء وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته فغشي عليه وبقي ساعة وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك فناله مثل ذلك فبقيت مبهوتا فقلت لصاحب البيت المعذرة إلى الله وإليك فوالله ما علمت كيف الخبر وإلى من نجيء وأنا تائب إلى الله فما التفت إلي بشيء مما قلت فانصرفنا إلى المعتضد فقال اكتموه وإلا ضربت رقابكم.
ومنها أن علي بن زياد الصيمري كتب يلتمس كفنا فكتب إليه أنك تحتاج إليه في سنة ثمانين فمات في سنة ثمانين وبعث إليه بالكفن قبل موته .
ومنها ما روى عن نسيم خادم أبي محمد (عليه السلام) قال دخلت على صاحب الزمان (عليه السلام) بعد مولده بعشرة أيام فعطست عنده فقال يرحمك الله قال ففرحت بذلك فقال لي ألا أبشرك في العطاس هو أمان من الموت ثلاثة أيام .
ومنها ما روي عن حكيمة قالت دخلت على أبي محمد بعد أربعين يوما من ولادة نرجس فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار فلم أر لغة أفصح من لغته فتبسم أبومحمد وقال إنا معاشر الأئمة ننشأ في كل يوم كما ينشأ غيرنا في الشهر وننشأ في الشهر كما ينشأ غيرنا في السنة قالت ثم كنت بعد ذلك أسأل أبا محمد عنه فقال استودعناه الذي استودعت أم موسى ولدها .
ومنها ما روي عن أبي الحسن المسترق الضرير قال كنت يوما في مجلس الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة فتذاكرنا أمر الناحية قال كنت أزري عليها إلى أن حضرت مجلس عمي الحسين يوما فأخذت أتكلم في ذلك فقال يا بني قد كنت أقول بمقالتك هذه إلى أن ندبت إلى ولاية قم حين استصعبت على السلطان وكان كل من ورد إليها من جهة السلطان يحاربه أهلها فسلم إلي جيش وخرجت نحوها فلما خرجت إلى ناحية طر وخرجت إلى الصيد ففاتني طريدة فاتبعتها وأوغلت في أثرها حتى بلغت إلى نهر فسرت فيه فكلما سرت يتسع النهر فبينا أنا كذلك إذ طلع علي فارس تحته شهباء وهو متعمم بعمامة خز خضراء لا أرى منه سواد عينيه وفي رجليه خفان أحمران فقال لي يا حسين وما أمرني ولا كناني فقلت ما ذا تريد فقال لم تزري على الناحية ولم تمنع أصحابي خمس مالك وكنت رجلا وقودا لا أخاف شيئا فأرعدت و تهيبته وقلت له أفعل يا سيدي ما تأمر به فقال إذا أتيت إلى الموضع الذي أنت متوجه إليه فدخلته عفوا وكسبت ما كسبته فيه تحمل خمسه إلى مستحقه فقلت السمع والطاعة فقال امض راشدا ولوى عنان دابته وانصرف فلم أدر أي طريق سلك فطلبته يمينا وشمالا فخفي علي أمره فازددت رعبا وانكفأت راجعا إلى عسكري وتناسيت الحديث فلما بلغت قم وعندي أنني أريد محاربة القوم خرج إلي أهلها وقالوا كنا نحارب من يجيئنا لخلافهم لنا وأما إذا وافيت أنت فلا خلاف بيننا وبينك ادخل البلدة فدبرها كما ترى فأقمت فيها زمانا وكسبت أموالا زائدة على ما كنت أقدر ثم وشي القواد بي إلى السلطان وحسدت على طول مقامي وكثرة ما اكتسبت فعزلت ورجعت إلى بغداد فابتدأت بدار السلطان فسلمت وأقبلت إلى منزلي وجاءني فيمن جاءني محمد بن عثمان العمري فتخطى رقاب الناس حتى اتكأ على تكأتي فاغتظت من ذلك ولم يزل قاعدا لا يبرح والناس يدخلون ويخرجون وأنا أزداد غيظا فلما تصرم المجلس دنا إلي وقال بيني وبينك سر فاسمعه فقلت قل فقال صاحب الشهباء والنهر يقول قد وفينا بما وعدنا فذكرت الحديث وارتعدت من ذلك وقلت السمع والطاعة فقمت وأخذت بيده وفتحت الخزائن فلم يزل يخمسها إلى أن خمس شيئا كنت قد أنسيته مما كنت قد جمعته وانصرف ولم أشك بعد ذلك وتحققت الأمر فأنا منذ سمعت هذا من عمي أبي عبد الله زال ما كان اعترضني من شك .
ومنها ما روي عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال لما وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين للحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت كان أكبر همي بمن ينصب الحجر لأنه مضى في أثناء الكتب قصة أخذه وأنه ينصبه في مكانه الحجة في الزمان كما في زمن الحجاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) في مكانه فاستقر فاعتللت علة صعبة خفت فيها على نفسي ولم يتهيأ لي ما قصدت له فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري وهل تكون المنية في هذه العلة أم لا وقلت همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه وأخذ جوابه وإنما أندبك لهذا فقال المعروف بابن هشام لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه أقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الأصوات فانصرف خارجا من الباب فنهضت من مكاني أتبعه وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتى ظن بي اختلاط في العقل والناس يفرجون لي وعيني لا تفارقه حتى انقطع عني الناس وكنت أسرع الشدة خلفه وهو يمشي على تؤدة ولا أدركه فلما حصل بحيث لا يراه أحد غيري وقف والتفت إلي فقال هات ما معك فناولته الرقعة فقال من غير أن ينظر فيها قل له لا خوف عليك في هذه العلة ويكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة قال فوقع علي الزمع حتى لم أطق حراكا وتركني وانصرف قال أبو القاسم فأعلمني بهذه الجملة فلما كانت سنة سبع وستين اعتل أبو القاسم فأخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره وكتب وصيته واستعمل الجد في ذلك فقيل له ما هذا الخوف وترجو أن يتفضل الله بالسلامة فما عليك مخوفة فقال هذه السنة التي وعدت وخوفت منها فمات في علته.
ومنها ما روي عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عيسى بن شج قال دخل الحسن بن علي العسكري علينا الحبس وكنت به عارفا فقال لي لك خمس وستون سنة وشهر ويومان وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وأني نظرت فيه فكان كما قال وقال هل رزقت ولدا فقلت لا قال اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد ثم تمثل (عليه السلام) :
من كان ذا عضد يدرك ظلامته إن الذليل الذي ليست له عضد
قلت يا مولاي ألك ولد قال إي والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا فأما الآن فلا ثم تمثل
لعلك يوما أن تراني كأنما بني حوالي الأسود اللوابد
فإن تميما قبل أن تلد الحصا أقام زمانا وهو في الناس واحد
آخر ما نقلته من كتاب الخرائج للراوندي (رحمه الله) وقال الطبرسي في كتابه الركن الرابع من الكتاب في ذكر الأئمة الاثني عشر والإمام الثاني عشر (عليه السلام) المطلب الأهم والغرض الأتم من هذا الكتاب في تصحيح إمامة صاحب الزمان بن الحسن القائم الحجة مهدي الأمة وكاشف الغمة على الجملة والتفصيل بثابت البرهان وواضح الدليل .
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج4,ص237-246
اللهم صل على محمد وآل محمد
✍📚✍📚✍📚✍📚✍
قال قطب الدين الراوندي في كتاب الخرائج والجرائحالباب الثاني عشر في معجزات صاحب الزمان (عليه السلام) عن حكيمة قالت دخلت يوما على أبي محمد قال بيتي عندنا الليلة فإن الله سيظهر الخلف فيها قلت وممن فلست أرى بنرجس حملا قال يا عمة إن مثلها كمثل أم موسى لم يظهر حملها به إلا وقت ولادتها فبت أنا وهي فلما انتصف الليل صليت أنا وهي صلاة الليل فقلت في نفسي قد قرب الفجر ولم يظهر ما قال أبومحمد فناداني أبومحمد لا تعجلي فرجعت إلى البيت خجلة فاستقبلتني نرجس ترتعد فضممتها إلى صدري وقرأت عليها قل هوالله أحد وإنا أنزلناه في ليلة القدر وآية الكرسي فأجابني الخلف من بطنها يقرأ كقراءتي قالت وأشرق نور في البيت فنظرت وإذا الخلف تحتها ساجدا إلى القبلة فأخذته فناداني أبومحمد من الحجرة هلمي بابني إلي يا عمة قالت فأتيته به فوضع لسانه في فيه وأجلسه على فخذه فقال له انطق يا بني بإذن الله فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 5-6] صلى الله على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي أبي قالت وغمرتنا طيور خضر فنظر أبومحمد إلى طائر منها فدعاه فقال خذه فاحفظه حتى يأذن الله فيه فإن الله بالغ أمره قالت حكيمة قلت لأبي محمد ما هذا الطائر وما هذه الطيور قال هذا جبرئيل وهذا ملائكة الرحمة ثم قال يا عمة رديه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون فرددته إلى أمه قالت ولما ولد كان نظيفا مفروغا منه وعلى ذراعه الأيمن مكتوب {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]
ومنها ما روى السياري قال حدثتني نسيم ومارية قالتا لما خرج صاحب الزمان من بطن أمه سقط جاثيا على ركبتيه رافعا بسبابتيه نحو السماء فعطس فقال الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله عبدا داخرا غير مستنكف ولا مستكبر ثم قال زعمت الظلمة إن حجة الله داحضة ولو أذن الله لنا في الكلام لزال الشك .
ومنها ما روي عن طريف أبي نصر الخادم قال دخلت على صاحب الزمان وهو في المهد فقال لي علي بالصندل الأحمر فأتيته به فقال أ تعرفني قلت نعم أنت سيدي وابن سيدي فقال ليس عن هذا سألتك فقلت فسر لي فقال أنا خاتم الأوصياء وبي يرفع الله البلاء من أهلي وشيعتي .
ومنها ما روي عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري قال وجه قوم من المفوضة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد قال فقلت في نفسي لما دخلت عليه أسأله عن الحديث المروي عنه (عليه السلام) لا يدخل الجنة إلا من عرف الله معرفتي وكنت جلست إلى باب عليه ستر مسبل فجاءت الريح فكشفت طرفه وإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها فقال لي يا كامل بن إبراهيم فاقشعررت من ذلك وألهمت أن قلت لبيك يا سيدي قال جئت إلى ولي الله تسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك وقال بمقالتك قلت إي والله قال إذا والله يقل داخلها والله إنه ليدخلنها قوم يقال لهم الحقية قلت ومن هم قال هم قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله أي قوم يعرفون ما تجب عليهم معرفته جملة لا تفصيلا من معرفة الله ورسوله والأئمة ونحوها ثم قال وجئت تسأل عن مقالة المفوضة كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله فإذا شاء الله تعالى شئنا والله يقول {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [التكوير: 29] فقال لي أبومحمد ما جلوسك فقد أنبأك بحاجتك ؛ ومنها ما روي عن رشيق حاجب المادراني قال بعث إلينا المعتضد وأمرنا أن نركب ونحن ثلاثة نفر ونخرج محفين على السروج ونجنب أخرى وقال ألحقوا بسامراء واكبسوا دار الحسن بن علي فإنه توفي ومن رأيتم في داره فأتوني برأسه فكبسنا الدار كما أمرنا فوجدناها دارا سرية كأن الأيدي رفعت عنها في ذلك الوقت فرفعنا الستر وإذا سرداب في الدار الأخرى فدخلناها وكأن بحرا فيها وفي أقصاه حصير وقد علمنا أنه على الماء وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطى فغرق في الماء وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته فغشي عليه وبقي ساعة وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك فناله مثل ذلك فبقيت مبهوتا فقلت لصاحب البيت المعذرة إلى الله وإليك فوالله ما علمت كيف الخبر وإلى من نجيء وأنا تائب إلى الله فما التفت إلي بشيء مما قلت فانصرفنا إلى المعتضد فقال اكتموه وإلا ضربت رقابكم.
ومنها أن علي بن زياد الصيمري كتب يلتمس كفنا فكتب إليه أنك تحتاج إليه في سنة ثمانين فمات في سنة ثمانين وبعث إليه بالكفن قبل موته .
ومنها ما روى عن نسيم خادم أبي محمد (عليه السلام) قال دخلت على صاحب الزمان (عليه السلام) بعد مولده بعشرة أيام فعطست عنده فقال يرحمك الله قال ففرحت بذلك فقال لي ألا أبشرك في العطاس هو أمان من الموت ثلاثة أيام .
ومنها ما روي عن حكيمة قالت دخلت على أبي محمد بعد أربعين يوما من ولادة نرجس فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار فلم أر لغة أفصح من لغته فتبسم أبومحمد وقال إنا معاشر الأئمة ننشأ في كل يوم كما ينشأ غيرنا في الشهر وننشأ في الشهر كما ينشأ غيرنا في السنة قالت ثم كنت بعد ذلك أسأل أبا محمد عنه فقال استودعناه الذي استودعت أم موسى ولدها .
ومنها ما روي عن أبي الحسن المسترق الضرير قال كنت يوما في مجلس الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة فتذاكرنا أمر الناحية قال كنت أزري عليها إلى أن حضرت مجلس عمي الحسين يوما فأخذت أتكلم في ذلك فقال يا بني قد كنت أقول بمقالتك هذه إلى أن ندبت إلى ولاية قم حين استصعبت على السلطان وكان كل من ورد إليها من جهة السلطان يحاربه أهلها فسلم إلي جيش وخرجت نحوها فلما خرجت إلى ناحية طر وخرجت إلى الصيد ففاتني طريدة فاتبعتها وأوغلت في أثرها حتى بلغت إلى نهر فسرت فيه فكلما سرت يتسع النهر فبينا أنا كذلك إذ طلع علي فارس تحته شهباء وهو متعمم بعمامة خز خضراء لا أرى منه سواد عينيه وفي رجليه خفان أحمران فقال لي يا حسين وما أمرني ولا كناني فقلت ما ذا تريد فقال لم تزري على الناحية ولم تمنع أصحابي خمس مالك وكنت رجلا وقودا لا أخاف شيئا فأرعدت و تهيبته وقلت له أفعل يا سيدي ما تأمر به فقال إذا أتيت إلى الموضع الذي أنت متوجه إليه فدخلته عفوا وكسبت ما كسبته فيه تحمل خمسه إلى مستحقه فقلت السمع والطاعة فقال امض راشدا ولوى عنان دابته وانصرف فلم أدر أي طريق سلك فطلبته يمينا وشمالا فخفي علي أمره فازددت رعبا وانكفأت راجعا إلى عسكري وتناسيت الحديث فلما بلغت قم وعندي أنني أريد محاربة القوم خرج إلي أهلها وقالوا كنا نحارب من يجيئنا لخلافهم لنا وأما إذا وافيت أنت فلا خلاف بيننا وبينك ادخل البلدة فدبرها كما ترى فأقمت فيها زمانا وكسبت أموالا زائدة على ما كنت أقدر ثم وشي القواد بي إلى السلطان وحسدت على طول مقامي وكثرة ما اكتسبت فعزلت ورجعت إلى بغداد فابتدأت بدار السلطان فسلمت وأقبلت إلى منزلي وجاءني فيمن جاءني محمد بن عثمان العمري فتخطى رقاب الناس حتى اتكأ على تكأتي فاغتظت من ذلك ولم يزل قاعدا لا يبرح والناس يدخلون ويخرجون وأنا أزداد غيظا فلما تصرم المجلس دنا إلي وقال بيني وبينك سر فاسمعه فقلت قل فقال صاحب الشهباء والنهر يقول قد وفينا بما وعدنا فذكرت الحديث وارتعدت من ذلك وقلت السمع والطاعة فقمت وأخذت بيده وفتحت الخزائن فلم يزل يخمسها إلى أن خمس شيئا كنت قد أنسيته مما كنت قد جمعته وانصرف ولم أشك بعد ذلك وتحققت الأمر فأنا منذ سمعت هذا من عمي أبي عبد الله زال ما كان اعترضني من شك .
ومنها ما روي عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال لما وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين للحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت كان أكبر همي بمن ينصب الحجر لأنه مضى في أثناء الكتب قصة أخذه وأنه ينصبه في مكانه الحجة في الزمان كما في زمن الحجاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) في مكانه فاستقر فاعتللت علة صعبة خفت فيها على نفسي ولم يتهيأ لي ما قصدت له فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري وهل تكون المنية في هذه العلة أم لا وقلت همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه وأخذ جوابه وإنما أندبك لهذا فقال المعروف بابن هشام لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه أقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الأصوات فانصرف خارجا من الباب فنهضت من مكاني أتبعه وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتى ظن بي اختلاط في العقل والناس يفرجون لي وعيني لا تفارقه حتى انقطع عني الناس وكنت أسرع الشدة خلفه وهو يمشي على تؤدة ولا أدركه فلما حصل بحيث لا يراه أحد غيري وقف والتفت إلي فقال هات ما معك فناولته الرقعة فقال من غير أن ينظر فيها قل له لا خوف عليك في هذه العلة ويكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة قال فوقع علي الزمع حتى لم أطق حراكا وتركني وانصرف قال أبو القاسم فأعلمني بهذه الجملة فلما كانت سنة سبع وستين اعتل أبو القاسم فأخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره وكتب وصيته واستعمل الجد في ذلك فقيل له ما هذا الخوف وترجو أن يتفضل الله بالسلامة فما عليك مخوفة فقال هذه السنة التي وعدت وخوفت منها فمات في علته.
ومنها ما روي عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عيسى بن شج قال دخل الحسن بن علي العسكري علينا الحبس وكنت به عارفا فقال لي لك خمس وستون سنة وشهر ويومان وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وأني نظرت فيه فكان كما قال وقال هل رزقت ولدا فقلت لا قال اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد ثم تمثل (عليه السلام) :
من كان ذا عضد يدرك ظلامته إن الذليل الذي ليست له عضد
قلت يا مولاي ألك ولد قال إي والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا فأما الآن فلا ثم تمثل
لعلك يوما أن تراني كأنما بني حوالي الأسود اللوابد
فإن تميما قبل أن تلد الحصا أقام زمانا وهو في الناس واحد
آخر ما نقلته من كتاب الخرائج للراوندي (رحمه الله) وقال الطبرسي في كتابه الركن الرابع من الكتاب في ذكر الأئمة الاثني عشر والإمام الثاني عشر (عليه السلام) المطلب الأهم والغرض الأتم من هذا الكتاب في تصحيح إمامة صاحب الزمان بن الحسن القائم الحجة مهدي الأمة وكاشف الغمة على الجملة والتفصيل بثابت البرهان وواضح الدليل .
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج4,ص237-246