نص الله تبارك وتعالى على القائم عليهالسلام وأنه الثاني عشر من الائمّة عليهمالسلام
عن عليّ ابن موسى الرضا عليه السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد ابن عليٍّ ، عن أبيه عليِّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليٍّ ، عن أبيه عليِّ بن أبي طالب عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليه وآله : ما خلق الله خلقا أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي ، قال : عليٌّ عليهالسلام : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال عليه السلام : يا عليُّ إنَّ الله تبارك وتعالى فضَّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرَّبين ، وفضّلني على جميع النبيّين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا عليُّ وللائمّة من بعدك فإنَّ الملائكة لخدّامنا وخدام محبّينا ، يا عليُّ الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا ، يا عليُّ لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حوَّا ، ولا الجنّة ولا النّار ، ولا السّماء ولا الأرض ، وكيف لا يكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربّنا عزَّ وجلَّ وتسبيحه وتقديسه وتهليله لأنّ أوَّل ما خلق الله عزَّ وجلَّ أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ، ثمّ خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا امورنا فسبّحنا لتعلم الملائكة أنّا خلق مخلوقون وأنّه منزَّه عن صفاتنا ، فسبّحت الملائكة لستبيحنا ونزَّهته عن صفاتنا ، فلمّا شاهدوا عظم شأننا هلّلنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلّا الله وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا : لا إله إلّا الله ، فلمّا شاهدوا كبر محلنا كبّرنا الله لتعلم الملائكة أنَّ الله أكبر من أن ينال وأنّه عظيم المحل ، فلمّا شاهدوا ما جعل الله لنا من العزَّة والقوَّة ، قلنا : لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العلي العظيم لتعلم الملائكة أنَّ لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، فقالت الملائكة : لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، فلمّا شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطّاعة قلنا : الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحقُّ الله تعالى ذكره وتسبيحه وتهليله وتحميده ، ثمّ أنَّ الله تعالى خلق آدم عليهالسلام وأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسّجود له تعظيماً لنا وإكراما وكان سجودهم لله عزَّ وجلَّ عبودية ولادم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون.
وإنّه لمّا عرج بي إلى السّماء أذن جبرئيل مثنى مثنى ، وأقام مثنى مثنى ، ثمّ قال : تقدَّم يا محمّد ، فقلت : يا جبرئيل أتقدَّم عليك؟ فقال : نعم لأنّ الله تبارك وتعالى اسمه فضّل أنبياءه على ملائكته أجمعين وفضّلك خاصّة ، فتقدَّمت وصلّيت بهم ولا فخر ، فلمّا انتهينا إلى حجب النور قال لي جبرئيل عليهالسلام : تقدَّم يا محمّد وتخلف عني ، فقلت : يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال : يا محمّد أنَّ هذا انتهاء حدي الّذي وضعه الله عزَّ وجلَّ لي في هذا المكان فإنَّ تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله ، فزخ بي زخة في النور حتّى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عزَّ وجلَّ من ملكوته ، فنوديت يا محمّد ، فقلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت ، فنوديت يا محمّد أنت عبدي و أنا ربّك فايّاي فاعبد ، وعليَّ فتوكَّل فانّك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجّتي في بريّتي ، لمن تبعك خلقت جنّتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ، ولاوصيائك أوجبت كرامتي ، ولشيعتك أوجبت ثوابي ، فقلت : يا ربِّ ومن أوصيائي؟ فنوديت يا محمّد [ إن ] أوصياءك المكتوبون على ساق العرش ، فنظرت ـ وأنا بين يدي ربّي ـ إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نوراً ، في كلّ نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كلّ وصي من أوصيائي ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم مهدي امتي ، فقلت : يا ربّ أهؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت يا محمّد هؤلاء أوليائي وأحبّائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريَّتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك. وعزَّتي وجلالي لاظهرنَّ بهم ديني ، ولاعلينَّ بهم كلمتي ، ولاُطهرنَّ الأرض بآخرهم من أعدائي ، ولا ملّكنّه مشارق الأرض ومغاربها ، ولاسخرن له الرياح ، ولاذّللنّ له الرِّقاب الصعاب ولا رقينه في الاسباب ، ولانصرنّه بجندي ، ولامدنه بملائكتي حتّى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ، ثمّ لاديمنّ ملكه ولاداولنّ الأيّام بين أوليائي إلى يوم القيامة. والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة على نبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين وسلّم تسليماً. كمال الدين وتمام النعمة : ص 242-244.
🙏*نسألكم الدعاء لتعجيل الفرج*🙏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
عن عليّ ابن موسى الرضا عليه السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد ابن عليٍّ ، عن أبيه عليِّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليٍّ ، عن أبيه عليِّ بن أبي طالب عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليه وآله : ما خلق الله خلقا أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي ، قال : عليٌّ عليهالسلام : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال عليه السلام : يا عليُّ إنَّ الله تبارك وتعالى فضَّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرَّبين ، وفضّلني على جميع النبيّين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا عليُّ وللائمّة من بعدك فإنَّ الملائكة لخدّامنا وخدام محبّينا ، يا عليُّ الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا ، يا عليُّ لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حوَّا ، ولا الجنّة ولا النّار ، ولا السّماء ولا الأرض ، وكيف لا يكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربّنا عزَّ وجلَّ وتسبيحه وتقديسه وتهليله لأنّ أوَّل ما خلق الله عزَّ وجلَّ أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ، ثمّ خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا امورنا فسبّحنا لتعلم الملائكة أنّا خلق مخلوقون وأنّه منزَّه عن صفاتنا ، فسبّحت الملائكة لستبيحنا ونزَّهته عن صفاتنا ، فلمّا شاهدوا عظم شأننا هلّلنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلّا الله وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا : لا إله إلّا الله ، فلمّا شاهدوا كبر محلنا كبّرنا الله لتعلم الملائكة أنَّ الله أكبر من أن ينال وأنّه عظيم المحل ، فلمّا شاهدوا ما جعل الله لنا من العزَّة والقوَّة ، قلنا : لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العلي العظيم لتعلم الملائكة أنَّ لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، فقالت الملائكة : لا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، فلمّا شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطّاعة قلنا : الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحقُّ الله تعالى ذكره وتسبيحه وتهليله وتحميده ، ثمّ أنَّ الله تعالى خلق آدم عليهالسلام وأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسّجود له تعظيماً لنا وإكراما وكان سجودهم لله عزَّ وجلَّ عبودية ولادم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون.
وإنّه لمّا عرج بي إلى السّماء أذن جبرئيل مثنى مثنى ، وأقام مثنى مثنى ، ثمّ قال : تقدَّم يا محمّد ، فقلت : يا جبرئيل أتقدَّم عليك؟ فقال : نعم لأنّ الله تبارك وتعالى اسمه فضّل أنبياءه على ملائكته أجمعين وفضّلك خاصّة ، فتقدَّمت وصلّيت بهم ولا فخر ، فلمّا انتهينا إلى حجب النور قال لي جبرئيل عليهالسلام : تقدَّم يا محمّد وتخلف عني ، فقلت : يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال : يا محمّد أنَّ هذا انتهاء حدي الّذي وضعه الله عزَّ وجلَّ لي في هذا المكان فإنَّ تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله ، فزخ بي زخة في النور حتّى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عزَّ وجلَّ من ملكوته ، فنوديت يا محمّد ، فقلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت ، فنوديت يا محمّد أنت عبدي و أنا ربّك فايّاي فاعبد ، وعليَّ فتوكَّل فانّك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجّتي في بريّتي ، لمن تبعك خلقت جنّتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ، ولاوصيائك أوجبت كرامتي ، ولشيعتك أوجبت ثوابي ، فقلت : يا ربِّ ومن أوصيائي؟ فنوديت يا محمّد [ إن ] أوصياءك المكتوبون على ساق العرش ، فنظرت ـ وأنا بين يدي ربّي ـ إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نوراً ، في كلّ نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كلّ وصي من أوصيائي ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم مهدي امتي ، فقلت : يا ربّ أهؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت يا محمّد هؤلاء أوليائي وأحبّائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريَّتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك. وعزَّتي وجلالي لاظهرنَّ بهم ديني ، ولاعلينَّ بهم كلمتي ، ولاُطهرنَّ الأرض بآخرهم من أعدائي ، ولا ملّكنّه مشارق الأرض ومغاربها ، ولاسخرن له الرياح ، ولاذّللنّ له الرِّقاب الصعاب ولا رقينه في الاسباب ، ولانصرنّه بجندي ، ولامدنه بملائكتي حتّى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ، ثمّ لاديمنّ ملكه ولاداولنّ الأيّام بين أوليائي إلى يوم القيامة. والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة على نبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين وسلّم تسليماً. كمال الدين وتمام النعمة : ص 242-244.
🙏*نسألكم الدعاء لتعجيل الفرج*🙏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ