بسم الله الرحمن الرحيم
والأثر السلبي... للنظرة العاميّة (إلى المخلّص، ويذكر الشيخ بناهيان قبل ذلك أثران سلبيان آخران) هو "الخمول" الذي تجده بين المنتظرين.
إنّ النظرة العاميّة تكون سبباً لترك المنتظرين وظائفهم وعدم معرفتها.
كم هي حالةٌ سيئةٌ بأنّنا بصفتنا منتظرين كلّما نتذكّرُ الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف، نتنفّسُ الصعداء ونقول: "سيظهر الإمام إنْ شاء الله"، ومن بعدها نعود إلى حياتنا المليئة بالأخطاء!!
وهذه آفة وضرر بأنّ انتظارنا لا يُوجِد في حياتنا أيّما تغيير.
فمن الطبيعي أنّنا إذا ما نظرنا إلى موضوع الإنتظار بنظرة سطحية: لا يُمكننا أن نستخرج التكاليف المتشعّبة منه لأنفسنا، وأن نجد حركة في وجودنا، وأن نشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا.
وبالتالي، فإنّ الأثر السلبي الأكبر للنظرة العامية، هو التأثير الذي قد تتركه في نفوس المنتظرين، وتسوقهم إلى سوء العاقبة، وبعبارة أخرى، قد تكون عاقبة المنتظرين الذي ينظرون إلى موضوع المخلّص والمهدويّة بنظرة عاميّة، هي أن يدخلوا في عداد أعداء الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف بعد الظهور.
كما صرّحت بذلك الروايات أنّ البعض يقفُ أمام الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف ويقول: "ليس هذا من آل محمّد"، والحال أنّه كان منتظراً للإمام بشكل أو بآخر.
لماذا يُعادي الإمام بعد ظهوره من كان منتظراً له؟
لأنّه كان يحمل تصوّراً خيالياً وهميّاً عن الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وعندما يرى وجوده الحقيقي المقدّس ويجده لا ينسجم مع صورته الخيالية، ينهض لمعاداته ومخالفته.
فإنّ الذي يحمل نظرة عاميّة وتشتدّ عقيدته بها بحيث تظهر فيه بصمات من الانحراف، لا ينفع الإمام، بل سيتسبّب له بالأذى والألم بعد ظهوره.
------------------------------------
من كتاب "ثقافة الانتظار" للشيخ علي رضا بناهيان حفظه الله تعالى صفحة 41 و42