بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
س / ما هو الدليل على أنّ القرآن معجزة إلهية وليست بشرية ؟
ج / قد علم كان عاقل بلغة الدعوة الاسلامية ، أن محمداً صلى الله عليه وآله بشر جميع الأمم بدعوتهم إلى الاسلام ، وأقام الحجة عليهمبالقرآن ، وتحداهم بإعجازه ، وطلب منهم أن يأتوا بمثله وإن كان بعضهم لبعض ظهيراً ، ثم تنزل عن ذلك فطلب منهم أن يأتوا بعشر سورمثله مفتريات ، ثم تحداهم إلى الاتيان بسورة واحدة .
وكان من الجدير بالعرب - وفيهم الفصحاء النابغون في الفصاحة - أن يجيبوه إلى ما يريد ، ويسقطوا حجته بالمعارضة ، لو كان ذلك ممكناًغير مستحيل لهم .
نعم كان من الجدير بهم أن يعارضوا سورة واحدة من سور القرآن ، ويأتوا بنظيرها في البلاغة ، فيسقطوا حجة هذا المدعي الذي تحداهمفي أحسن كمالاتهم ، وأظهر ميزاتهم ، ويسجلوا لأنفسهم ظهور الغلبة وخلود الذكر ، وسمو الشرف والمكانة ، ويستريحوا بهذه المعارضةالبسيطة من حروب طاحنة ، وبذل أموال ، ومفارقة أوطان ، وتحمل شدائد ومكاره .
ولكن العرب فكرت في بلاغة القرآن فأذعنت لاعجازه ، وعلمت أنها مهزومة إذا أرادت المعارضة ، فأنقسموا إلى قسمين :
قسم صدقوا داعي الحق ، وخضعوا لدعوة القرآن ، وفازوا بشرف الاسلام .
وقسم ركب آخرون جادة العناد ، فاختاروا المقابلة بالسيوف على المقاومة بالحروف ، وآثروا المبارزة بالسنان على المعارضة في البيان ، فكانهذا العجز والمقاومة أعظم حجة على أن القرآن وحي إلهي خارج عن طوق البشر .
س / قد يقال : أن العرب قد أتت بمثل القرآن وعارضته بالحجة ، وقد اختفت علينا هذه المعارضة لطول الزمان ؟
ج / ١ـ أن هذه المعارضة لو كانت حاصلة لأعلنتها العرب في أنديتها ، وشهرتها في مواسمها وأسواقها . ولاخذ منه أعداء الاسلام نشيداًيوقعونه في كل مجلس ، وذكرا يرددونه في كل مناسبة ، وللقنه السلف للخلف ، وتحفظوا عليه تحفظ المدعي على حجته ، وكان ذلك أقرلعيونهم من الاحتفاظ بتاريخ السلف ، وأشعار الجاهلية التي ملأت كتب التاريخ ، وجوامع الأدب ، مع أنا لا نرى أثرا لهذه المعارضة ، ولانسمع لها بذكر .
٢ـ أن القرآن الكريم قد تحدى جميع البشر بذلك ، بل جميع الإنس والجن ، ولم يحصر ذلك بجماعة خاصة . فقال عز من قائل :
{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨) } الإسراء
ونحن نرى النصارى وأعداء الاسلام ، يبذلون الأموال الطائلة في الحط من كرامة هذا الدين ، والنيل من نبيه الأعظم ، وكتابه المقدس ،ويتكرر هذا العمل منهم في كل عام بل في كل شهر . فلو كان من الميسور لهم أن يعارضوا القرآن ، ولو بمقدار سورة منه ، لكان هذا أعظملهم في الحجة ، وأقرب لحصول الأمنية ، ولما احتاجوا إلى صرف هذه الأموال ، وإتعاب النفوس .
قال عز من قائل : {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨) } الصف .
٣ـ أن من مارس كلاماً بليغاً ، وبالغ في ممارسته زماناً ، أمكنه أن يأتي بمثله أو بما يقاربه في الأسلوب ، وهذا مشاهد في العادة ، ولايجري مثل هذا في القرآن ، فإن كثرة ممارسته ودراسته ، لا تمكن الانسان من مشابهته في قليل ولا كثير ، وهذا يكشف لنا أن للقرآن أسلوباًخارجاً عن حدود التعليم والتعلم ، ولو كان القرآن من كلام الرسول وإنشائه ، لوجدنا في بعض خطبه وكلماته ما يشبه القرآن في أسلوبه ،ويماثله في بلاغته . وكلمات الرسول صلى الله عليه وآله وخطبه محفوظة مدونة تختص بأسلوب آخر .
ولو كان في كلماته ما يشبه القران لشاع نقله وتدوينه ، وخصوصاً من أعدائه الذين يريدون كيد الاسلام بكل وسيلة وذريعة .
٤ـ ومن المعلوم أن للبلاغة المألوفة حدوداً لا تتعداها في الأغلب ، فإنا نرى البليغ العربي الشاعر أو الناثر تختص بلاغته في جهة واحدة ، أوجهتين أو ثلاث جهات ، فيجيد في الحماسة مثلا دون المديح ، أو في الرثاء دون النسيب ، والقرآن قد استطرد مواضيع عديدة ، وتعرضلفنون من الكلام كثيرة ، وأتى في جميع ذلك بما يعجز عنه غيره ، وهذا ممتنع على البشر في العادة .
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
س / ما هو الدليل على أنّ القرآن معجزة إلهية وليست بشرية ؟
ج / قد علم كان عاقل بلغة الدعوة الاسلامية ، أن محمداً صلى الله عليه وآله بشر جميع الأمم بدعوتهم إلى الاسلام ، وأقام الحجة عليهمبالقرآن ، وتحداهم بإعجازه ، وطلب منهم أن يأتوا بمثله وإن كان بعضهم لبعض ظهيراً ، ثم تنزل عن ذلك فطلب منهم أن يأتوا بعشر سورمثله مفتريات ، ثم تحداهم إلى الاتيان بسورة واحدة .
وكان من الجدير بالعرب - وفيهم الفصحاء النابغون في الفصاحة - أن يجيبوه إلى ما يريد ، ويسقطوا حجته بالمعارضة ، لو كان ذلك ممكناًغير مستحيل لهم .
نعم كان من الجدير بهم أن يعارضوا سورة واحدة من سور القرآن ، ويأتوا بنظيرها في البلاغة ، فيسقطوا حجة هذا المدعي الذي تحداهمفي أحسن كمالاتهم ، وأظهر ميزاتهم ، ويسجلوا لأنفسهم ظهور الغلبة وخلود الذكر ، وسمو الشرف والمكانة ، ويستريحوا بهذه المعارضةالبسيطة من حروب طاحنة ، وبذل أموال ، ومفارقة أوطان ، وتحمل شدائد ومكاره .
ولكن العرب فكرت في بلاغة القرآن فأذعنت لاعجازه ، وعلمت أنها مهزومة إذا أرادت المعارضة ، فأنقسموا إلى قسمين :
قسم صدقوا داعي الحق ، وخضعوا لدعوة القرآن ، وفازوا بشرف الاسلام .
وقسم ركب آخرون جادة العناد ، فاختاروا المقابلة بالسيوف على المقاومة بالحروف ، وآثروا المبارزة بالسنان على المعارضة في البيان ، فكانهذا العجز والمقاومة أعظم حجة على أن القرآن وحي إلهي خارج عن طوق البشر .
س / قد يقال : أن العرب قد أتت بمثل القرآن وعارضته بالحجة ، وقد اختفت علينا هذه المعارضة لطول الزمان ؟
ج / ١ـ أن هذه المعارضة لو كانت حاصلة لأعلنتها العرب في أنديتها ، وشهرتها في مواسمها وأسواقها . ولاخذ منه أعداء الاسلام نشيداًيوقعونه في كل مجلس ، وذكرا يرددونه في كل مناسبة ، وللقنه السلف للخلف ، وتحفظوا عليه تحفظ المدعي على حجته ، وكان ذلك أقرلعيونهم من الاحتفاظ بتاريخ السلف ، وأشعار الجاهلية التي ملأت كتب التاريخ ، وجوامع الأدب ، مع أنا لا نرى أثرا لهذه المعارضة ، ولانسمع لها بذكر .
٢ـ أن القرآن الكريم قد تحدى جميع البشر بذلك ، بل جميع الإنس والجن ، ولم يحصر ذلك بجماعة خاصة . فقال عز من قائل :
{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨) } الإسراء
ونحن نرى النصارى وأعداء الاسلام ، يبذلون الأموال الطائلة في الحط من كرامة هذا الدين ، والنيل من نبيه الأعظم ، وكتابه المقدس ،ويتكرر هذا العمل منهم في كل عام بل في كل شهر . فلو كان من الميسور لهم أن يعارضوا القرآن ، ولو بمقدار سورة منه ، لكان هذا أعظملهم في الحجة ، وأقرب لحصول الأمنية ، ولما احتاجوا إلى صرف هذه الأموال ، وإتعاب النفوس .
قال عز من قائل : {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨) } الصف .
٣ـ أن من مارس كلاماً بليغاً ، وبالغ في ممارسته زماناً ، أمكنه أن يأتي بمثله أو بما يقاربه في الأسلوب ، وهذا مشاهد في العادة ، ولايجري مثل هذا في القرآن ، فإن كثرة ممارسته ودراسته ، لا تمكن الانسان من مشابهته في قليل ولا كثير ، وهذا يكشف لنا أن للقرآن أسلوباًخارجاً عن حدود التعليم والتعلم ، ولو كان القرآن من كلام الرسول وإنشائه ، لوجدنا في بعض خطبه وكلماته ما يشبه القرآن في أسلوبه ،ويماثله في بلاغته . وكلمات الرسول صلى الله عليه وآله وخطبه محفوظة مدونة تختص بأسلوب آخر .
ولو كان في كلماته ما يشبه القران لشاع نقله وتدوينه ، وخصوصاً من أعدائه الذين يريدون كيد الاسلام بكل وسيلة وذريعة .
٤ـ ومن المعلوم أن للبلاغة المألوفة حدوداً لا تتعداها في الأغلب ، فإنا نرى البليغ العربي الشاعر أو الناثر تختص بلاغته في جهة واحدة ، أوجهتين أو ثلاث جهات ، فيجيد في الحماسة مثلا دون المديح ، أو في الرثاء دون النسيب ، والقرآن قد استطرد مواضيع عديدة ، وتعرضلفنون من الكلام كثيرة ، وأتى في جميع ذلك بما يعجز عنه غيره ، وهذا ممتنع على البشر في العادة .