هل في فضاءاتِ النفوسِ جوابُ *** أم سُـدَّ في ريحِ الســؤالِ البـابُ
موسى ارتـدى نـاراً تُـبلُّ طريقَهُ *** هي للعـراةِ المتخميــنَ سَــرابُ
يعقـوبُ قدَّمَ يـوسُـفاً بـسـؤالِـهِ *** كيفَ اطمأَنَّ وفي الجــوابِ ذِئــابُ
فتفطرتْ شَفَةُ السؤالِ تعطشاً *** من أينَ يؤتى في الجفــافِ شـرابُ
وصرختُ في وجه الدروبِ كأنّني في قلبِ صمتِ الموجعينَ عــذابُ
وقفتْ رؤايَ على الرصيف تحيّراً *** بيني وبين الهـاديـاتِ سَحـابُ
فرأيتُ أَنَّ التّـائـهـيـنَ تـواجـدوا *** ورأيـتُ أَنَّ العـارفـيــنَ غـيـــابُ
ثمَّ ارتوت نفسي بكيـفَ تساءَلَت *** أهـدى لمـريمَ رزقَـها المحـرابُ
وكهولةُ الأيّامِ حين تراجعت ** صَعدَ الصِّحابُ إلى الطّفوفِ وَذابــوا
في عِشقِ ميتَتِـهِـم بِنَصرِ إمـامِهِم *** إذ كــانَ سـوطُ الظالمينَ يُهـابُ
إن أُخرسَتْ أفـواهُـهُـم فـي ظلمةٍ *** نطقت بأكتافِ الشموسِ رقـابُ
عطفَ الحسيـنُ على الجيـوشِ بشـربةٍ *** للحرِّ منها صحوةٌ وإيـابُ
سبعون مـاءً في الطفـوفِ تفجّـروا *** للحـقِّ منهـم ثـورةٌ وخـطـابُ
أقمارُ لومِكَ في ظـلامِيَ طـعـنةٌ *** يقضـي علـيَّ إذا سطعتَ عتابُ
لَكَ دونَ غيـرِكَ أحـرفٌ و كتـابُ *** لك يا عـراقُ بكـربـلاءَ جوابُ
علي نجم
العتبة الحسينية المقدسة