إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المباهلة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المباهلة


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    لما قدم وفد نجران على رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخلوا عليه مسجده بعد صلاة العصر
    وعليهم ثياب الحبرات وأردية الحرير، لابسين الحلل، متختمين بخواتم الذهب، يقول من رآهم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله):
    ما رأينا مثلهم وفدا قبلهم وفيهم ثلاثة من أشرافهم يؤول أمرهم إليهم، وهم:
    العاقب واسمه عبد المسيح، كان أمير القوم وصاحب رأيهم وصاحب مشورتهم، لا يصدرون إلا عن رأيه.
    والسيد وهو الأيهم، وكان عالمهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم.
    وأبو حاتم ابن علقمة، وكان أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم، وكان رجلا من العرب من بني بكر بن وائل، ولكنه تنصر فعظمته الروم وملوكها وشرفوه، وبنوا له الكنايس ومولوه وولوه وأخدموه لما علموه من صلابته في دينهم، وقد كان يعرف أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشأنه وصفته مما علمه من الكتب المتقدمة، ولكنه حمله جهله على الاستمرار في النصرانية لما رأى من تعظيمه ووجاهته عند أهلها.

    فتكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أبي حاتم ابن علقمة والعاقب عبد المسيح، وسألهما وسألاه.
    ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن تكلم مع هذين الحبرين - اللذين هما العاقب
    عبد المسيح وأبو حاتم - دعاهما إلى الإسلام، فقالوا:
    أسلمنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
    *كذبتم، إنه يمنعكم من الإسلام ثلاثة أشياء*:
    *عبادتكم الصليب*،
    *وأكلكم الخنزير*،
    *وقولكم: لله ولد*،
    فقالوا: هل رأيت ولدا بغير أب؟
    فمن أبو عيسى؟ فأنزل الله تعالى:
    ( *إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} [آل عمران :* ).
    فلما نزلت هذه الآية مصرحة بالمباهلة دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفد نجران إلى المباهلة، وتلا عليهم الآية، فقالوا:
    حتى ننظر في أمرنا ونأتيك غدا فلما خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب صاحب مشورتهم:
    ما ترى من الرأي؟ فقال:
    والله لقد عرفتم - معشر النصارى - أن محمدا نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من عند صاحبكم، فوالله ما ألعن قوم قط نبيهم إلا هلكوا عن آخرهم، فاحذروا كل الحذر أن يكون آفة الاستئصال منكم، وإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة عليه فوادعوا الرجل وأعطوه الجزية، ثم انصرفوا إلى مقركم.

    فلما أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج وهو محتضن الحسين، آخذ بيد الحسن وفاطمة خلفه وعلي خلفهم وهو يقول:
    *اللهم هؤلاء أهلي، إذا أنا دعوت أمنوا*.

    فلما رأى وفد نجران ذلك وسمعوا قوله قال كبيرهم:
    يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألت الله تعالى أن يزيل جبلا لأزاله، لا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني منكم إلى يوم القيامة، فاقبلوا الجزية.
    فقبلوا الجزية وانصرفوا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
    *والذي نفس محمد بيده، إن العذاب قد نزل على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخهم الله قردة وخنازير، ولاضطرم الوادي عليهم نارا، ولاستأصل الله تعالى نجران وأهله حتى الطير على الشجر ولم يحل الحول على النصارى حتى هلكوا*.


    ----------------------------------------

    الفصول المهمة في معرفة الأئمة.
    المؤلف : ابن الصباغ.
    الجزء : ١.
    تاريخ الوفاة : ٨٥٥.
    ص : ١٢٣-+١٢٩.






    أين استقرت بك النوى
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X