السؤال: هل يحتاج القرآن إلى سند؟
جرى حوار بيني وبين احد العوام من الاخوة السنه فطلب مني ان اتي له بسند (واحدا) لكتاب الله من طرق الشيعة الإمامية الإثني عشرية وهذه هى الشروطه
أولا: السند من طريق آل البيت و أن يكون الرواة إماميون اثني عشرية
ثانيا: من كتب الشيعة الامامية الاثناعشرية
ثالثا: ان يكون السند متصلا الى رسول صلى الله عليه وسلم
فأرجوا منكم التوضيح
الجواب:
نحن عندما نقول بصحة ما جاء بين الدفتين من كتاب الله وان جميع ذلك قرآن منزل من الله تعالى لم نعتمد في ذلك على سند معين بخصوصه وأن القرآن جاءنا من ذلك الطريق فقط , بل نعتمد كما يعتمد جميع المسلمين على تواتر النص القرآني، فالمسلمون على اختلاف نزعاتهم وتباين آرائهم ومذاهبهم اتفقوا على كلمةً واحدة منذ الصدر الاول ـ عهد الصحابة الاولين ـ وهكذا عبر الأجيال أمّة بعد أمّة حتى العصر الحاضر وسيبقى مع الدهر, على نص القرآن الأصيل في جميع حروفه وكلماته تلقوه من الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) وتوارثوه يداً بيد في حيطه كاملة وحذر فائق.
وما نجده اليوم من النص المثبت بين الدفتين هو الذي أثبته السلف الصالح كما أخذوه من فيّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله) بلا تحوير ولا تحريف قط.
وإذا لاحظنا المصاحف الأثرية القديمة وقارناها مع المصاحف الحاضرة نجدها جميعاً متحدة في الاسلوب والخط.
ثم إنه هناك قطع قرآنية جاءت في كلمات السلف لغرض الاستشهاد أو التفسير او نحو ذلك لا تختلف عن النص الموجود, الأمر الذي يدل على ذلك التعاهد العام عن نص واحد للقرآن, وان اختلاف القراء طول التاريخ لم يستطع تغييراً لا في لفظه ولا في خطه.
ولابد من التفريق بين القرآن وبين القرآءات.
يقول الامام الزركشي: ((إنهما حقيقتان متغايرتان فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وآله ,والقرآءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها)).
ولم يشك احد من المسلمين في تواتر القرآن انما وقع الشك في تواتر القرآءات.
يقول السيد الخوئي: (( ان تواتر القران لا يستلزم تواتر القرآءات, لان الاختلاف في كيفية تعبير الكلمة لا ينافي الاتفاق على أصلها... على أن الواصل إلينا بتوسط القرآء إنما هو خصوصيات قرآءاتهم, وأما أصل القرآن فهو واصل إلينا بالتواتر بين المسلمين, وبنقل الخلف عن السلف وتحفظهم عليه في الصدور وفي الكتابات ولا دخل للقرآء ـ بخصوصهم ـ في ذلك أصلاً, ولذلك فان القرآن ثابت التواتر حتى لو فرضنا أن هؤلاء القرآء السبعة او العشرة لم يكونوا في عالم الوجود أصلاً)).
والحصيلة إننا لا نقول بصحة القرآن من جهة وجود سند نعتمد عليه! بل نقول بصحة القرآن لتواتر نصه الشريف
ومن هذا يظهر خطأ بعض العلماء من أهل السنة الذين يثبتون القرآن بسند القرآءات!! لأن القرآن لا يثبت بالسند الواحد, فاليتأمل. ومع ذلك فان كنت تريدين سنداً للقرآن فان أفضل القرآءات التي راجت بين المسلمين هي رواية حفص عن عاصم عن عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي (عليه السلام)، وعلي (عليه السلام) لم يأخذ إلا من رسول الله (صلى الله عليه وآله). وقد ذكر عاصم لحفص ((أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته، وإن عبد الرحمن لم يخالف علياً رضي الله عنه في شيء من قراءته))، وقال عاصم أيضا لحفص: ((ما كان من القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن فهي التي أقرأتك بها)) (أنظر سير أعلام النبلاء ج5 ص259).
فهذه القرآءة وهي قراءة حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قراءة شيعية خالصة !! فحفص من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)(راجع رجال الطوسي), وعاصم من أعيان شيعة الكوفة الأعلام (ذكر ذلك أبو الفتوح الرازي), وأبي عبد الرحمن السلمي من خواص علي (عليه السلام)(ذكره ابن قتيبه في المعارف والبرقي في رجاله).
وقد درس الشيعة أصول القرآءات وأحكموا قواعدها وكان أربعة من القرآء السبعة شيعة.
ولابد أن تعرفي أننا نقبل الرواية أو القراءة إذا جاءتنا من الثقات الصدوقين وان لم يكن شيعياً ، فلماذا يريد صاحبك أن يلزمنا بمثل هكذا شرط وهو كون الراوي شيعياً؟!!
موقع مركز الابحاث العقائدية
جرى حوار بيني وبين احد العوام من الاخوة السنه فطلب مني ان اتي له بسند (واحدا) لكتاب الله من طرق الشيعة الإمامية الإثني عشرية وهذه هى الشروطه
أولا: السند من طريق آل البيت و أن يكون الرواة إماميون اثني عشرية
ثانيا: من كتب الشيعة الامامية الاثناعشرية
ثالثا: ان يكون السند متصلا الى رسول صلى الله عليه وسلم
فأرجوا منكم التوضيح
الجواب:
نحن عندما نقول بصحة ما جاء بين الدفتين من كتاب الله وان جميع ذلك قرآن منزل من الله تعالى لم نعتمد في ذلك على سند معين بخصوصه وأن القرآن جاءنا من ذلك الطريق فقط , بل نعتمد كما يعتمد جميع المسلمين على تواتر النص القرآني، فالمسلمون على اختلاف نزعاتهم وتباين آرائهم ومذاهبهم اتفقوا على كلمةً واحدة منذ الصدر الاول ـ عهد الصحابة الاولين ـ وهكذا عبر الأجيال أمّة بعد أمّة حتى العصر الحاضر وسيبقى مع الدهر, على نص القرآن الأصيل في جميع حروفه وكلماته تلقوه من الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) وتوارثوه يداً بيد في حيطه كاملة وحذر فائق.
وما نجده اليوم من النص المثبت بين الدفتين هو الذي أثبته السلف الصالح كما أخذوه من فيّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله) بلا تحوير ولا تحريف قط.
وإذا لاحظنا المصاحف الأثرية القديمة وقارناها مع المصاحف الحاضرة نجدها جميعاً متحدة في الاسلوب والخط.
ثم إنه هناك قطع قرآنية جاءت في كلمات السلف لغرض الاستشهاد أو التفسير او نحو ذلك لا تختلف عن النص الموجود, الأمر الذي يدل على ذلك التعاهد العام عن نص واحد للقرآن, وان اختلاف القراء طول التاريخ لم يستطع تغييراً لا في لفظه ولا في خطه.
ولابد من التفريق بين القرآن وبين القرآءات.
يقول الامام الزركشي: ((إنهما حقيقتان متغايرتان فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وآله ,والقرآءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها)).
ولم يشك احد من المسلمين في تواتر القرآن انما وقع الشك في تواتر القرآءات.
يقول السيد الخوئي: (( ان تواتر القران لا يستلزم تواتر القرآءات, لان الاختلاف في كيفية تعبير الكلمة لا ينافي الاتفاق على أصلها... على أن الواصل إلينا بتوسط القرآء إنما هو خصوصيات قرآءاتهم, وأما أصل القرآن فهو واصل إلينا بالتواتر بين المسلمين, وبنقل الخلف عن السلف وتحفظهم عليه في الصدور وفي الكتابات ولا دخل للقرآء ـ بخصوصهم ـ في ذلك أصلاً, ولذلك فان القرآن ثابت التواتر حتى لو فرضنا أن هؤلاء القرآء السبعة او العشرة لم يكونوا في عالم الوجود أصلاً)).
والحصيلة إننا لا نقول بصحة القرآن من جهة وجود سند نعتمد عليه! بل نقول بصحة القرآن لتواتر نصه الشريف
ومن هذا يظهر خطأ بعض العلماء من أهل السنة الذين يثبتون القرآن بسند القرآءات!! لأن القرآن لا يثبت بالسند الواحد, فاليتأمل. ومع ذلك فان كنت تريدين سنداً للقرآن فان أفضل القرآءات التي راجت بين المسلمين هي رواية حفص عن عاصم عن عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي (عليه السلام)، وعلي (عليه السلام) لم يأخذ إلا من رسول الله (صلى الله عليه وآله). وقد ذكر عاصم لحفص ((أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته، وإن عبد الرحمن لم يخالف علياً رضي الله عنه في شيء من قراءته))، وقال عاصم أيضا لحفص: ((ما كان من القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن فهي التي أقرأتك بها)) (أنظر سير أعلام النبلاء ج5 ص259).
فهذه القرآءة وهي قراءة حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قراءة شيعية خالصة !! فحفص من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)(راجع رجال الطوسي), وعاصم من أعيان شيعة الكوفة الأعلام (ذكر ذلك أبو الفتوح الرازي), وأبي عبد الرحمن السلمي من خواص علي (عليه السلام)(ذكره ابن قتيبه في المعارف والبرقي في رجاله).
وقد درس الشيعة أصول القرآءات وأحكموا قواعدها وكان أربعة من القرآء السبعة شيعة.
ولابد أن تعرفي أننا نقبل الرواية أو القراءة إذا جاءتنا من الثقات الصدوقين وان لم يكن شيعياً ، فلماذا يريد صاحبك أن يلزمنا بمثل هكذا شرط وهو كون الراوي شيعياً؟!!
موقع مركز الابحاث العقائدية