اللهم صل على محمد وآل محمد
إنَّ الهدف هو بلوغ الانسان التكامل من جميع الوجوه.
لاشك أنَّ الوصول الى هذا التكامل يتطلب برامج تعليمة وتربوية عميقة تستغرق كل كيان الانسان. لذلك فإنَّ الله سبحانه وتعالى، فضلاً عن كونه قد وهب الانسان فطرته التوحيدية الطاهرة، ارسل الانبياء العظام والكتب السماوية للإضطلاع بمهمة قيادة الانسان في مسيرته التكاملية.
وفي غضون ذلك، يريه الله أحياناً انعكاسات ذنوبه ويواجهه ببعض المشكلات و الآلام في حياته، للوصول به الى التكامل عن طريق انكشاف عواقب أعماله القبيحة المشؤومة، فيندم ويعود بتوجهه الى الله. في هذه الحالة يكون بعض المشكلات والحوادث المؤلمة رحمة منالله ونعمة. وفي هذا يقول القرآن الكريم: (ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أيْدِي النَّاسِ لِيُذِيْقَهُم بَعْضَ الّذَي عَمِلُوا لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ). وبهذا تكون نظرتنا الى الحوادث المؤلمة على اساس أنَّها «شرّ وبلاء» وأنَّها تخالف العدالة الالهية، نظرة بعيدة كل البعد عن المنطق والدّليل العقلي، إذ إنَّنا كلما إزددنا تعمقاً في هذا الموضوع إزداد أمامنا وضوح مافيه من حكمة وما وراءه من فلسفة.
________________________
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الدروس في العقائد الإسلامية