اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول آية الله المعظم الشيخ حسين الوحيد الخراساني [دامت بركات وجوده] :
أخبرني أحد الأشخاص الكبار الذين أثق بهم ، أنه سمع أنه توجد رياضة خاصة من يفعلها يستطيع أن يرى واقعة كربلاء كما هي في يومها ! وهذا أمر يتفق مع الكشوف العلمية التي تؤكد أن الأحداث والوقائع في الأرض محفوظة في عالم أثيري خاص ، وأنه يمكن للروح أن تتصل بها وتراها !
قال : لكنه لم يمكنه مشاهدة جميع وقائع عاشوراء ، فهناك مقطع نحو ثلاث ساعات غير قابل للمشاهدة لأحد ، من حين هوى الإمام الحسين عليه السلام من على ظهر جواده إلى أن جمع النبي صلى الله عليه وآله دمه فصعد به وجعله على أسطوانة العرش ، فهو يهتز إلى يوم القيامة ! هذا المقطع غير قابل للرؤية !
هذا هو الصبر الذي نتجت عنه الإمامة الكبرى ، وهو نفسه صبر صاحب الزمان أرواحنا فداه ، الذي يرى هذا المشهد كل يوم صباحاً ومساء !
إن حياته عليه السلام كلها امتحان ، وقد ورد أنه يوجد عنده في البيت الذي يسكن
فيه قميص جده الحسين عليه السلام معلقٌ فوق رأسه وهو يراه ، فإذا حان وقت ظهوره يراه قد صار دماً عبيطاً !
إن صبره لا يشبه صبر أحد من الناس ، بسبب سعة علمه ورقة قلبه وشفافية مشاعره عليه السلام ! فهو يرى كل مظالم العالم وجناياته ، وهو يرى مظالم جده النبي صلى الله عليه وآله وأجداده الطاهرين عليهم السلام أمام عينيه ، ولاشك أنه يتجول في زيارة مشاهدهم المشرفة ، من بيت الله في مكة ، إلى قبر جده المصطفى وأجداده المعصومين في المدينة المنورة ، إلى قبر جده أمير المؤمنين عليه السلام في النجف ، إلى قبر جده الحسين في كربلاء ، إلى بقية مشاهد المعصومين عليهم السلام ، وتتجسد أمام عينيه مظالمهم ومصائبهم !
وهو في ذلك يعيش حياته بقلب حي وإحساس نابض ، يعيش بقداسة روح جده أمير المؤمنين عليه السلام الذي لا يتحمل أن يسلب نملة جلب شعيرة ، حتى لو أعطي مقابلها الأقانيم السبعة بما تحت أفلاكها ! والذي عنده الموت أهون من أن يرى امرأة مسلمة أو ذمية تسلب حليها ، ولا يستطيع أن يدافع عنها !
فأي صبر هو صبر الإمام المهدي أرواحنا فداه ؟ !