عباءةُ الطّف
أشرقت شمس الثالث عشر من جمادي الآخر وَجلة خَفِرة تنوء بحملٍ ثقيل
كونها تشهد أفول أمّ الأقمار المنيرة في ليلٍ مدلهم..
اختلجت حواس الشمس.. وخانها ثبات جنانها..
فبدأ الحزن يَعمُّ الأكوان لحزنها.. ودموعها الحمراء انتثرت ولونت وجه الأرض والسماء..
نعم، لقد رحلت أم البنين ولكنها تركت قبوراً لأولادها
خَطتها بأناملها التي لامست جمرات فراق عزيزها (الحسين) التي هدّت أركان بيتها رزيته..
وحبيبها العباس ارتحل قبلها؛ ليمهّد لها طريقاً يليق بزوجة ولي الله وأمّ أبطال الإسلام..
تاركاً لها الفضل يتوسد ذراعيها كأحد أسلحة السلوى..
ولكنها اتخذت من طيات صفحات الطف عباءة فاتزرتها أحزانها
وطوت أيامها في هذه العباءة المنسوجة من خيط الفراق،
وخيط اللوعة، وخيط الدموع، وخيط لهيب القلب..
لم تستطع نسيان مُهَج قلبها، فسكنت في البقيع تبكي فراقهم..
إلى أنّ قضت نحبها ملتحقةً بركبهم..
تاركةً خلفها أحفادها الذين شعروا بمرارة اليتم بفقدها..
فقد كانت لهم كهفاً وسنداً..
أشرقت شمس الثالث عشر من جمادي الآخر وَجلة خَفِرة تنوء بحملٍ ثقيل
كونها تشهد أفول أمّ الأقمار المنيرة في ليلٍ مدلهم..
اختلجت حواس الشمس.. وخانها ثبات جنانها..
فبدأ الحزن يَعمُّ الأكوان لحزنها.. ودموعها الحمراء انتثرت ولونت وجه الأرض والسماء..
نعم، لقد رحلت أم البنين ولكنها تركت قبوراً لأولادها
خَطتها بأناملها التي لامست جمرات فراق عزيزها (الحسين) التي هدّت أركان بيتها رزيته..
وحبيبها العباس ارتحل قبلها؛ ليمهّد لها طريقاً يليق بزوجة ولي الله وأمّ أبطال الإسلام..
تاركاً لها الفضل يتوسد ذراعيها كأحد أسلحة السلوى..
ولكنها اتخذت من طيات صفحات الطف عباءة فاتزرتها أحزانها
وطوت أيامها في هذه العباءة المنسوجة من خيط الفراق،
وخيط اللوعة، وخيط الدموع، وخيط لهيب القلب..
لم تستطع نسيان مُهَج قلبها، فسكنت في البقيع تبكي فراقهم..
إلى أنّ قضت نحبها ملتحقةً بركبهم..
تاركةً خلفها أحفادها الذين شعروا بمرارة اليتم بفقدها..
فقد كانت لهم كهفاً وسنداً..