الصوت في مسرحية ثغرة نحر للكاتب المسرحي وهران الغزي،وهي احدى مسرحيات مسابقة النص المسرحي في العتبة العباسية المقدسة، نحا منحى ادار استحضار الرموز منها الايجابية التي هي مصدر الاشعاع الموحي من خلال حضور الصوت الذي يمتلك الايحاء بوجود الخصب.
صوت الحسين:ــ هكذا ألقى الله مخضباً بدمي مغصوباً عليّ حقي .
وليترسخ مفهوم الشخص السلبي وما يعانيه من جراء جريمتهفي واقعة الطف التي لم تقبل أن تزول، هي جزء من رمزية التماثل مع ما يعاني يزيد من تعاسة.
يزيد:ـ خوفي كالجمر يفوح كحمامة مقطعة الجناحين، يضيع فيها صوتي وصراخي .
عملية توظيف الرمز أو صوت الرمزالذي يعرف بنفسه وببعض الأصوات المهمة في المسرحية.
صوت الحسين (عليه السلام):ـ هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله، هذا الصوت مستحضر بعد الواقعة يدور في رأس يزيد.
يصيح يزيد:ـ من هذاأهو انتالكائن الحق الذي لاحقني ويعذب روحي، هذه التعابير الرمزية تسير الى المغزى الدلالي لقوة وجود الرمز الحسيني وانتصارها لمعنوي في النص التاريخي، جواذب وصراع ورموز ايجابية واسماء سلبية،ويعطي كل أنموذج تأثيراته ومحتواه.
صوت الحسين (عليه السلام):ـ "رضاء الله من رضا اهل البيت عليهم السلام"، يكون النقل من المصدر التاريخي دون اي اشتغال يغيّر لفظه وحواره، ويبدأ الاشتغال بالمؤثرات الاخراجيةصوت موسيقى صاخبة، حرق الخيام، وبكاء اطفال، وعويل نساء، وصهيل خيل)،يصحو يزيد من كوابيسه:ــ آه من الصوت ورياح الفجرتحمل الحمّى والاوجاع.
صوت الحسين (عليه السلام):ـ "عند الله احتسب نفسي وحماة اصحابي".
يتحرك النص في عالم واقعي ويعني التعبير الصريح الكامل عن الصفات التفردية التي يحملها النص، وعالم الخيال الذي يتحرك بحريه داخل النص، الأطباع النفسية تبدع من الخيال، فهناك مزج رمز من الواقع والحوار يعكس هذي الانفعالات،الصوت يكشف عن الجانب الذهني؛ لكونه يشير الى الصورة الذهنية يتخيل المتلقي الموقف ويستقبل الرسالة، زمن النص ما بعد الواقعة انعكاسات الصوت، واذا هي هواجس يزيد ليتحول الهاجس الذهني مترجما الى واقع، اي محاولة مزج المتخيل بالواقعي والغائب بالحاضر والحاضر الغائب يقول يزيد بعدما سمع صوت الحسين وهو ينادي:ـ هيهات منا الذلة.
يزيد:ـ هو الذي يملي عليّ القول،ويختار لي المأوى في منامي، انا لا ارى الطريق الذي تتبعه خطاي،ولا اشعر بالفراش الذي تطأه قدماي،انا لااعي غير صرخة تهيب بي وما انا الا جواب تلك الاصوات،فهذه الرموز تؤثر في مشاعرنا وتتلاعب في توجيه تلك المؤثرات بين السلب والايجاب، بين الغائب جسدا والحاضر صوتا، جميع رموز الايجاب كانت عبارة عن صوت، وهذه الموجهات انتجت حوارات نفسيةوصورا ذهنية تقرب التأويل الى ذهنية المتلقي.
مسرحية وهران الغزي مسرحية موفقة.