اللهم صل على محمد وآل محمد
ينبغي علينا في هذه الأيّام الأخيرة أن نطلب من الله تعالى بشكل جادّ أن يوفّقنا في مسيرنا المستقبليّ ويرزقنا السير على ما ثبّت عليه أولياءه؛
لأنّ هذا المقدار يُمكننا أن نطلبه من الله وأن نقول له: إلهي، نحن على يقين بأنّ هذا الطريق هو طريق حقّ، ولا شكّ لدينا في ذلك؛ فقد شاهدنا أهل الدنيا، وكم لنا أن نشاهد؟! وشاهدنا السياسيّين وتصرّفاتهم، وشاهدنا الاجتماعيّين والمجتمع، وشاهدنا أهل المال والتجارة والمعاملات، وشاهدنا أهل التزوير والرياء والخداع والاحتيال.. لقد شاهدناهم جميعًا، فكفانا ذلك! وشاهدنا الأشخاص العاديّين، وشاهدنا شعوبًا ومذاهب مختلفة، وشاهدنا الدعاة إلى الحقّ من غير المأهّلين للدعوة؛ وها نحن ذا نراهم بأجمعهم!
... فحتّى لو لم نكن من أهل العمل، إلا أنّنا نعرف بأن من عمله صحيح هم هؤلاء فقط، وهذا ما لدينا يقين به، ولا يُمكننا إنكاره؛
فعندما نضع هذه التصرّفات بأجمعها إلى جانب بعضها البعض ونقارن بين الأعمال والأقوال، نرى بأنّ حساب هؤلاء مختلف عن الآخرين.
... فلنطلب من الله أن يُبدّل فهمنا هذا إلى عمل وإلى عينيّة وتحقّق، وأن يُغيّره إلى وصول وشهود، وأن يُبدّل فهمنا وفكرنا إلى اطمئنان القلب، وأن يمنحنا ما منحه لأوليائه وللعظماء في هذا الشهر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
آية الله الحاجّ السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي 1435، المحاضرة 13.