كثير ما يقول محبوا معاوية أنه لا توجد رواية واحدة صحيحة في سب معاوية للإمام علي (ع) و إنما هذه من وضع الحاقدين على الإسلام كما يقول أبو شوارب الذي ليس لديه شوارب.
و لا أعرف إن كان أحد الأخوة قد فتح هذا الموضوع من قبل, لكني قد قرأت الردود على هذه الأحاديث التي سأوردها من قبل السنة و سأحاول الإجابة عنها.
الحديث الأول رواه إبن خزيمة في صحيحه و ابن ماجة في سننه و ابن أبي شيبة في مصنفه بنفس السند, و الحديث هو:
حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو معاوية حدثنا موسى بن مسلم عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال
قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه فغضب سعد وقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه وسمعته يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله
http://hadith.al-islam.com/Display/D...hnum=118&doc=5
لاحظوا اعتراف السندي بصحته و قوله:
أي نال معاوية من علي ووقع فيه وسبه بل أمر سعدا بالسب كما قيل في مسلم
سيقول قائل إن هذا الحديث مرسل لأن ابن سابط لم يسمع سعد بن ابي وقاص.
أقول أولاً هذا كلام ابن معين, و قد قال ابن معين أنه لم يرسل عن سعد فقط بل عن جابر و أبي إمامة و قد ثبت بطلان قول ابن معين. فقد روى ابن حبان بإسناد متصل من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا
ربيع بن سعد عن عبدالرحمن بن سابط قال : كنت مع جابر فدخل
حسين بن علي - رضي الله عنهما - فقال جابر من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فالينظر الى هذا, فأشهد لسمعت رسول الله يقوله.
و قال ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل أن ابن سابط روى عن عمر مرسلاً و عن جابر متصلاً.
لهذا بطل قول ابن معين كله, و خصوصاً و أن ابن سابط كان معاصراً لسعد بن أبي وقاص.
قال ابن حجر في التهذيب:
م د ت سي ق مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي في اليوم والليلة وابن ماجة عبد الرحمن بن سابط ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط بن أبي حميضة بن عمرو بن أهيب بن حذافة بن جمح الجمحي المكي تابعي أرسل عن النبي صلى الله عليه و سلم وروى عن عمر وسعد بن أبي وقاص والعباس بن عبد المطلب وعباس بن أبي ربيعة ومعاذ بن جبل وأبي ثعلبة الخشني وقيل لم يدرك واحدا منهم وعن أبيه وله صحبة وجابر وأبي أمامة وابن عباس وعائشة وعمرو بن ميمون الأودي وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وغيرهم
لاحظ قول ابن حجر: قيل, يعني أنه لم يثبت هذا الإدعاء.
و هناك قاعدة تقول أن الإثبات يقدم على النفي, فقد أثبت رواية ابن سابط عن سعد غير واحد مثل ابن خزيمة و الألباني و السندي و ابن كثير في تاريخه فقد حسن هذا الحديث.
و هنا تجدون تعليق محمد فواد عبد الباقي و تصحيح الألباني:
http://islamport.com/w/mtn/Web/2995/139.htm
( فنال منه ) أي نال معاوية من علي ووقع فيه وسبه
حتى لا يأتي علينا من لا يفهم اللغة العربية و يقول أن الرواية غير واضحة.
و حتى لو تنازلنا و قلنا أن الرواية مرسلة, فلها شاهد صحيح بإسناد صحيح مرسل:
قال ابن كثير في تاريخه:
وقال أبو زرعة الدمشقي: ثنا أحمد بن خالد الذهبي أبو سعيد، ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه قال: لما حج معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص.
فقال: يا أبا إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك.
قال: فلما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره، ثم ذكر علي بن أبي طالب فوقع فيه.
فقال: أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك، ثم وقعت في علي تشتمه ؟
والله لأن يكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال حين غزا تبوكاً ((إلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟))
أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له يوم خيبر: ((لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه، ليس بفرار)) (ج/ص: 7/377)
أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس، ولأن أكون صهره على ابنته ولي منها الولد ماله أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لا أدخل عليك داراً بعد هذا اليوم، ثم نفض رداءه ثم خرج.
http://www.al-eman.com/islamLib/view...251&CID=120#s2
- أبو زرعة الدمشقي صاحب التاريخ فقد ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء:
http://www.islamweb.net/ver2/library...am.php?id=2383
أبو زرعة الدمشقي (د) الشيخ , الإمام , الصادق , محدث الشام أبو زرعة , عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو النصري -بنون- الدمشقي
- أما أحمد بن خالد أبو سعيد الوهبي فهو إمام ثقة ترجم له ابن حجر في التهذيب ج 1 ص 23-24.
و الذهبي في السير:
http://www.islamweb.net/ver2/library...am.php?id=1528
- أما محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة فأشهر من أن أذكر شيء عنه:
http://www.islamweb.net/ver2/library...am.php?id=1017
- أما عبد الله بن ابي نجيح فهو من رجال الستة :
http://www.islamweb.net/ver2/library...lam.php?id=870
- أما أبو يسار المكي فهو من رجال مسلم و الأربعة, راجع:
تهذيب التهذيب ج 11 ص 377.
وقد يحاول الرد بعض الاشخاص بقولهم مرسلة فنرد عليهم
أقول أولاً هذا كلام ابن معين, و قد قال ابن معين أنه لم يرسل عن سعد فقط بل عن جابر و أبي إمامة و قد ثبت بطلان قول ابن معين. فقد روى ابن حبان بإسناد متصل من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا
ربيع بن سعد عن عبدالرحمن بن سابط قال : كنت مع جابر فدخل
حسين بن علي - رضي الله عنهما - فقال جابر من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فالينظر الى هذا, فأشهد لسمعت رسول الله يقوله.
و قال ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل أن ابن سابط روى عن عمر مرسلاً و عن جابر متصلاً.
لهذا بطل قول ابن معين كله, و خصوصاً و أن ابن سابط كان معاصراً لسعد بن أبي وقاص.
قال ابن حجر في التهذيب:
م د ت سي ق مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي في اليوم والليلة وابن ماجة عبد الرحمن بن سابط ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط بن أبي حميضة بن عمرو بن أهيب بن حذافة بن جمح الجمحي المكي تابعي أرسل عن النبي صلى الله عليه و سلم وروى عن عمر وسعد بن أبي وقاص والعباس بن عبد المطلب وعباس بن أبي ربيعة ومعاذ بن جبل وأبي ثعلبة الخشني وقيل لم يدرك واحدا منهم وعن أبيه وله صحبة وجابر وأبي أمامة وابن عباس وعائشة وعمرو بن ميمون الأودي وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وغيرهم
لاحظ قول ابن حجر: قيل, يعني أنه لم يثبت هذا الإدعاء.
و هناك قاعدة تقول أن الإثبات يقدم على النفي, فقد أثبت رواية ابن سابط عن سعد غير واحد مثل ابن خزيمة و الألباني و السندي و ابن كثير في تاريخه فقد حسن هذا الحديث.
و لهذا فالرواية صحيحة و الألباني لم يخطئ في تصحيحها.
و هناك رواية أخرى صحيحة سندها لكنها مرسلة, رواها أبو زرعة الدمشقي:
ثنا أحمد بن خالد الذهبي أبو سعيد، ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه قال: لما حج معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص. فقال: يا أبا إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك. قال: فلما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره، ثم ذكر علي بن أبي طالب فوقع فيه. فقال: أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك، ثم وقعت في علي تشتمه ؟ والله لأن يكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال حين غزا تبوكاً ((إلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟)) أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له يوم خيبر: ((لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه، ليس بفرار))
أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس، ولأن أكون صهره على ابنته ولي منها الولد ماله أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لا أدخل عليك داراً بعد هذا اليوم، ثم نفض رداءه ثم خرج.
و حتى لو تنازلنا لهم و قلنا أن الرواية الأولى مرسلة, فالمرسل يقويه مرسل آخر و هذه قاعدة معروفة عندهم. هذا مع أن بعضهم قبل مرسل التابعين بكل طبقاتهم, و ابن سابط من الطبقة الوسطى.
و لهذا الحديث أيضاً شاهد قوي من حديث سعد في صحيح مسلم:
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4420&doc=1&IMAGE=%DA%D1%D6+%C7%E1 %CD%CF%ED%CB
و هذا شاهد قوي.
على أن معاوية أمر بسب الامام علي
وهنا ابن باز يبين حكم سب الصحابة
سأل ابن باز : ما حكم الشرع في نظركم فيمن يسب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟
الجواب :الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد .
سب الصحابة من المنكرات العظيمة ؛ بل ردة عن الإسلام ، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام ، لأنهم هم نقلة الشريعة ، هم نقلوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته ، وهم نقلة الوحي ، نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية ، نسأل الله العافية والسلامة