علي حسين الخباز
يمثل توظيف الرموز في النص المسرحي اثراء القيمة الفنية والدلالة للنص، وفي نص مسرحية (الحسين حي في قلوبنا) للكاتب: هيثم محسن الجاسم، وهي من نصوص مسابقة مهرجان المسرح الحسيني الذي اقامته العتبة العباسية المقدسة، حيث يحتشد النص بالجماهير رمزاً للوفاء الحسيني، ومثل هذا الموضوع يراعي وعي المتلقي وروحه ومقدساته، فيحقق التأثير الفاعل والمباشر لإدامة الصلة الحيوية مع الجمهور خارج وداخل العرض .
نقرأ في المسرحية:- (هلا بزوار أبو علي، اهلا بزوار الحسين، اهلا بكم البيت بيتكم انتم ضيوف الحسين).
المرأة:- (اهلا بكم اولادي، الله يبارك بيكم، ويحفظكم لأهليكم – أبو عبد الله يحرسكم ويبارك بيكم) (يدخلون وهم يحملون امتعهم في انحاء الغرفة)
هذا التلاحم الشعبي يمثل قيمة الاحتفاء الروحي العام بزيارة الوافدين الزوار (المشاية) وبزوار الحسين (عليه السلام)، وهذا التلاحم طبيعي يمثل جمالية العرض الى مستويات الجلال الفني والفكري، يعني احتواء مقومات الجمال والجلال بفعل الاستثمار الواعي للرموز، ويكفيه توظيفها بهذا الشكل، وهذا التمثيل والتماثل الرمزي يديم الصلة مع المتلقي باعتباره نصا:
(الشيخ يشعر بآلامهم، ويطلب من ولده سجاد:- بسرعة ابني اطلب الماء الدافي ليغسلوا ارجلهم بقليل من الملح للتخفيف عن آلامهم), سجاد يبدأ بتدليك ساقي الزائر .
الرمز الجمالي هو عنصر مؤثر يؤكد الثيمة الفنية والجمالية والفكرية، ويشتغل النص على أجواء المناسبات ويوميات هذا الاحتفاء أي تمثيل الحقيقة ونقل الواقع الى الفن وما يسمى بـ(مسرح الحياة) أي النظر حول المؤثر في الأداء الخطابي للساسة والعلماء, البحث عن مجال تعبيري يتمظهر في علاقة الناس والعالم والمظهر العاشورائي الذي يظهر قيمة المجتمع واخلاقياته وكرمه وروحيته ويتماثل مع احترامه لشعائر الأربعين .
المرأة:- (اولادي، اعطونا ملابسكم لأغسلها وفي الصباح ان شاء الله تكون جاهزة), يشكلون صفوفاً متوازية في الوسط حلقة من الشباب يستعدون أداء شعيرة التعزية وينتظرون دخول الرادود وتعشيق النص المسرحي بالمؤثرات، ونصوص الرادود باسم الكربلائي, المستوى الصوتي للنص يهتم بالأصوات وايقاعاتها ويعد الصوت في هذه المسرحية أسلوباً للقول يعطيك من خلال مفردات الانشاد الحسيني مرتكزات دلالية تابعة لمجريات النص .
عند دخول الزوار لبيت أبي سجاد كان صوت المسجل يرافق مشهد الترحاب: (هلا بيكم يزواري هلا بيكم) وبمشهد آخر يستعين بصوت باسم الكربلائي ودلالات المقول (اسجلها اساميكم) وعند مشهد التفجير يستشهد بصوت انشادي لباسم الكربلائي (لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا سحين)
قدّم الكاتب هيثم محسن الجاسم نصا مسرحيا مؤثرا.