التطور التقني في عهد ظهور الامام المهدي عليه السلام
سعيد كاظم العذاري
المنشور مستل من كتابي (( معالم الحكومة في عهد ظهور الامام المهدي عليه السلام))
عن الامام جعفر الصادق(عليه السلام) قال: «انّ قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلمهم فيسمعون وينظرون اليه، وهو في مكانه»([1]).
وقال(عليه السلام): «انّ المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى اخاه الذي في المشرق»([2]).
وهذه الأخبار كان ينظر اليها كأمور اعجازية إلى وقت قريب، ناهيك عن عصر صدورها، امّا في زماننا الحاضر فانّ الامر معقول جداً بعد انتشار الانترنيت وما يرتبط به من تطورات، إضافة إلى النقل المباشر عبر الفضائيات، والظاهر من الروايات ان هذا التطهور التقني سيدخل في كلّ بيت وليس محدوداً كما هو الحال في هذا العصر، فهو محدود لعدم قدرة الجميع على شرائه في ظروف الفقر والجوع والحرمان، وسيكون التطور التقني في عصر الظهور رحمة للناس جميعاً، وأول الرحمة انهم يرون إمامهم ويكلمّونه.
ووردت روايات عديدة حول التطور التقني، ظاهرها الحمل على الأمر الاعجازي، ويمكن حملها على التطور التقني، ويمكن الجمع بينهما.
عن الامام جعفر الصادق(عليه السلام) قال: «إذا أذن الامام دعا الله باسمه... فاتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف وهم أصحاب الألوية، منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً...»([3]).
وفي رواية عن الامام محمد الباقر(عليه السلام) يشير فيها إلى طي الأرض قائلاً: «... وتصير اليه شيعته من اطراف الأرض، تطوى لهم طياً حتى يبايعوه»([4]).
وعن عبد الله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائم عند أبي عبد الله(عليه السلام) فقلت: كيف لنا ان نعلم ذلك؟
قال: «يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب (طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ)»([5]).
وعن الامام جعفر الصادق(عليه السلام) قال: «إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض كلّ اقليم رجلاً يقول: عهدك في كفّك، فإذا ورد عليك مالا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه، فانظر إلى كفك واعمل بما فيها»([6]).
وقال(عليه السلام): «ويبعث جنداً الى القسطنطينيّة فاذا بلغوا الى الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء، فاذا نظر اليهم يمشون على الماء قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم باب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها بما يريدون»([7]).
وهذه الاخبار امّا ان تحمل على ظاهرها وتفسر بالمعجزة، وامّا أن تحمل على التطور التقني، وقد أشارت اليه الروايات بلغة الرموز لعدم استيعاب عقول ذلك الزمان لهذا التطور، وعدم إدراكهم لحقيقته.
وفي جميع الأحوال فانّ التطور التقني حقيقة موضوعية، وانّ الحياة متوجهة نحو التطور عن طريق الابداع والابتكار، والتطور ضروري في عهد الامام المهدي(عليه السلام) لقيام الحكومة الواحدة وهي بحاجة الى سرعة المواصلات والاتصالات.
([1]) بحار الأنوار 52: 336.
([2]) بحار الأنوار 52: 391.
([3]) بحار الانوار 52: 368.
([4]) عقد الدرر: 98.
([5]) بحار الانوار 52: 305.
([6]) بحار الانوار 52: 365.
([7]) بحار الانوار 52: 365.
سعيد كاظم العذاري
المنشور مستل من كتابي (( معالم الحكومة في عهد ظهور الامام المهدي عليه السلام))
عن الامام جعفر الصادق(عليه السلام) قال: «انّ قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلمهم فيسمعون وينظرون اليه، وهو في مكانه»([1]).
وقال(عليه السلام): «انّ المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى اخاه الذي في المشرق»([2]).
وهذه الأخبار كان ينظر اليها كأمور اعجازية إلى وقت قريب، ناهيك عن عصر صدورها، امّا في زماننا الحاضر فانّ الامر معقول جداً بعد انتشار الانترنيت وما يرتبط به من تطورات، إضافة إلى النقل المباشر عبر الفضائيات، والظاهر من الروايات ان هذا التطهور التقني سيدخل في كلّ بيت وليس محدوداً كما هو الحال في هذا العصر، فهو محدود لعدم قدرة الجميع على شرائه في ظروف الفقر والجوع والحرمان، وسيكون التطور التقني في عصر الظهور رحمة للناس جميعاً، وأول الرحمة انهم يرون إمامهم ويكلمّونه.
ووردت روايات عديدة حول التطور التقني، ظاهرها الحمل على الأمر الاعجازي، ويمكن حملها على التطور التقني، ويمكن الجمع بينهما.
عن الامام جعفر الصادق(عليه السلام) قال: «إذا أذن الامام دعا الله باسمه... فاتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف وهم أصحاب الألوية، منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً...»([3]).
وفي رواية عن الامام محمد الباقر(عليه السلام) يشير فيها إلى طي الأرض قائلاً: «... وتصير اليه شيعته من اطراف الأرض، تطوى لهم طياً حتى يبايعوه»([4]).
وعن عبد الله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائم عند أبي عبد الله(عليه السلام) فقلت: كيف لنا ان نعلم ذلك؟
قال: «يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب (طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ)»([5]).
وعن الامام جعفر الصادق(عليه السلام) قال: «إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض كلّ اقليم رجلاً يقول: عهدك في كفّك، فإذا ورد عليك مالا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه، فانظر إلى كفك واعمل بما فيها»([6]).
وقال(عليه السلام): «ويبعث جنداً الى القسطنطينيّة فاذا بلغوا الى الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء، فاذا نظر اليهم يمشون على الماء قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم باب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها بما يريدون»([7]).
وهذه الاخبار امّا ان تحمل على ظاهرها وتفسر بالمعجزة، وامّا أن تحمل على التطور التقني، وقد أشارت اليه الروايات بلغة الرموز لعدم استيعاب عقول ذلك الزمان لهذا التطور، وعدم إدراكهم لحقيقته.
وفي جميع الأحوال فانّ التطور التقني حقيقة موضوعية، وانّ الحياة متوجهة نحو التطور عن طريق الابداع والابتكار، والتطور ضروري في عهد الامام المهدي(عليه السلام) لقيام الحكومة الواحدة وهي بحاجة الى سرعة المواصلات والاتصالات.
([1]) بحار الأنوار 52: 336.
([2]) بحار الأنوار 52: 391.
([3]) بحار الانوار 52: 368.
([4]) عقد الدرر: 98.
([5]) بحار الانوار 52: 305.
([6]) بحار الانوار 52: 365.
([7]) بحار الانوار 52: 365.