الفساد الأخلاقي والاجتماعي قبل ظهور الامام المهدي عليه السلام
سعيد كاظم العذاري
المنشور مستل من كتابي (( معالم الحكومة في عهد ظهور الامام المهدي عليه السلام))
في باب علامات الظهور ذكرت الروايات الفساد الأخلاقي والاجتماعي، وهو من الممهدات السلبية لظهور الامام المهدي(عليه السلام)، حيث انّ استشراء الانحراف والانحطاط يسلب الاطمئنان والراحة والسعادة من الناس حيث يعيشون الاضطراب والقلق والخوف على أموالهم وأعراضهم وأنفسهم، وفي مثل هذه الاجواء يعجز المربون ودعاة الاصلاح من اصلاح وتغيير الواقع، بل يعجز حتى أصحاب القرار من ذلك لتجذر الانحراف والانحطاط، وامام هذا العجز لا يبقى إلاّ الأمل بظهور المصلح والمنقذ، فهو وحده القادر على اجراء التغيير الشامل، فيتطلع الجميع إلى ظهوره سواء كانوا صالحين أو طالحين، لانّ الاثنين لايجدون الطمأنينة ولا السعادة في أجواء الفساد والانحراف، وقد دلّت الوقائع والأحداث على هذه الحقيقة، وهذا يظهر من شهادات الغربيين الذين أسلموا، وشهادات بعض النساء اللواتي يتمنين أن يعيشن كنساء الشرق.
كتبت ]مارلين مونور[ ـ اشهر ممثلة اغراء انتحرت مؤخراً ـ (احذري المجد، احذري مايخدعك بالأضواء... اني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم استطع ان اكون اماً، اني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل انّ هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الانسانية، لقد ظلمني الناس، وانّ العمل في السينما يجعل المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة)([1]).
وتقول الكاتبة الشهيرة ]أنارورد[: (لئن تشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاءً من اشتغالهنّ في المعامل; حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهر رداءً... انّه لعار على بلاد الانجليز ان تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك اعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها)([2]).
ويقول ]جيمس رستون[: (ان خطر الطاقة الجنسية قد يكون في نهاية الأمر أكبر من خطر الطاقة الذرية)([3]).
وتقول: ]آن ماري[ ـ وهي امريكية أسلمت مؤخراً ـ : (انّ اسلامي اشعرني بسكينة وسلام داخلي، وهذا مايصبو اليه كل فرد في مجتمعي... لقد وجدت السلام الداخلي، لقد عشت السلام في قلبي وروحي وفي علاقاتي بالآخرين، حتى باتت حياتي مستقرة، واندفعت إلى الحياة بقوة وإرادة اكبر)([4]).
والفساد الاخلاقي والاجتماعي ممهد سلبي للظهور وقد جعل من العلامات السابقة له كما جاء في الأحاديث الشريفة، فعن الامام محمد الباقر(عليه السلام) أنّه قال: «إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وركبت ذوات الفروج السروج، وأماتوا الناس الصلاة، واتبعوا الشهوات، واكلوا الربا، واستخفوا بالدماء، وتعاملوا بالربا، وتظاهروا بالزنا، واستحلوا الكذب، واخذوا بالرشا، واتبعوا الهوى، وباعوا الدين بالدنيا، وقطعوا الأرحام، ومنعوا الطعام، وكان الحلم ضعفاً والظلم فخراً والأمراء فجرة والوزراء كذبة والامناء خونة والاعوان ظلمة والقرّاء فسقة، وظهر الجور، وكثر الطلاق، وبدأ الفجور، وقبلت شهادة الزور، وشربت الخمور، وركبت الذكور الذكور، واشتغلت النساء بالنساء، واتخذ الفيء مغنماً والصدقة مغرماً...»([5]).
وهذه المظاهر تجعل الانسان والمجتمع يعيش القلق والاضطراب ويسلب منه الأمان على الأموال وعلى الاعراض وعلى الانفس، وتسلب منه الطمأنينة والسعادة، ولهذا يتوجه بكل كيانه نحو وضع جديد ونظام جديد، ويبقى يترقب من يصلحه ويعيده إلى الأمان المفقود والسعادة المفقودة، فينشد تلقائياً لظهوره وينضوي تحت لوائه لانقاذه من محنته، أو على الأقل يتخلى عن نصرة أعداء المنقذ الذين كانوا السبب في محنة الانسان والمجتمع; فتتهيأ الأجواء لانتصار الامام المهدي(عليه السلام) وهزيمة أعدائه وأعداء الاسلام والعدالة.
([1]) الاسلام والجنس: 71.
([2]) الاسلام والجنس: 74.
([3]) الاسلام والجنس: 10.
([4]) مجلة نور الاسلام 77: 72.
([5]) الفصول المهمة: 303.
سعيد كاظم العذاري
المنشور مستل من كتابي (( معالم الحكومة في عهد ظهور الامام المهدي عليه السلام))
في باب علامات الظهور ذكرت الروايات الفساد الأخلاقي والاجتماعي، وهو من الممهدات السلبية لظهور الامام المهدي(عليه السلام)، حيث انّ استشراء الانحراف والانحطاط يسلب الاطمئنان والراحة والسعادة من الناس حيث يعيشون الاضطراب والقلق والخوف على أموالهم وأعراضهم وأنفسهم، وفي مثل هذه الاجواء يعجز المربون ودعاة الاصلاح من اصلاح وتغيير الواقع، بل يعجز حتى أصحاب القرار من ذلك لتجذر الانحراف والانحطاط، وامام هذا العجز لا يبقى إلاّ الأمل بظهور المصلح والمنقذ، فهو وحده القادر على اجراء التغيير الشامل، فيتطلع الجميع إلى ظهوره سواء كانوا صالحين أو طالحين، لانّ الاثنين لايجدون الطمأنينة ولا السعادة في أجواء الفساد والانحراف، وقد دلّت الوقائع والأحداث على هذه الحقيقة، وهذا يظهر من شهادات الغربيين الذين أسلموا، وشهادات بعض النساء اللواتي يتمنين أن يعيشن كنساء الشرق.
كتبت ]مارلين مونور[ ـ اشهر ممثلة اغراء انتحرت مؤخراً ـ (احذري المجد، احذري مايخدعك بالأضواء... اني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم استطع ان اكون اماً، اني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل انّ هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الانسانية، لقد ظلمني الناس، وانّ العمل في السينما يجعل المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة)([1]).
وتقول الكاتبة الشهيرة ]أنارورد[: (لئن تشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاءً من اشتغالهنّ في المعامل; حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهر رداءً... انّه لعار على بلاد الانجليز ان تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك اعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها)([2]).
ويقول ]جيمس رستون[: (ان خطر الطاقة الجنسية قد يكون في نهاية الأمر أكبر من خطر الطاقة الذرية)([3]).
وتقول: ]آن ماري[ ـ وهي امريكية أسلمت مؤخراً ـ : (انّ اسلامي اشعرني بسكينة وسلام داخلي، وهذا مايصبو اليه كل فرد في مجتمعي... لقد وجدت السلام الداخلي، لقد عشت السلام في قلبي وروحي وفي علاقاتي بالآخرين، حتى باتت حياتي مستقرة، واندفعت إلى الحياة بقوة وإرادة اكبر)([4]).
والفساد الاخلاقي والاجتماعي ممهد سلبي للظهور وقد جعل من العلامات السابقة له كما جاء في الأحاديث الشريفة، فعن الامام محمد الباقر(عليه السلام) أنّه قال: «إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وركبت ذوات الفروج السروج، وأماتوا الناس الصلاة، واتبعوا الشهوات، واكلوا الربا، واستخفوا بالدماء، وتعاملوا بالربا، وتظاهروا بالزنا، واستحلوا الكذب، واخذوا بالرشا، واتبعوا الهوى، وباعوا الدين بالدنيا، وقطعوا الأرحام، ومنعوا الطعام، وكان الحلم ضعفاً والظلم فخراً والأمراء فجرة والوزراء كذبة والامناء خونة والاعوان ظلمة والقرّاء فسقة، وظهر الجور، وكثر الطلاق، وبدأ الفجور، وقبلت شهادة الزور، وشربت الخمور، وركبت الذكور الذكور، واشتغلت النساء بالنساء، واتخذ الفيء مغنماً والصدقة مغرماً...»([5]).
وهذه المظاهر تجعل الانسان والمجتمع يعيش القلق والاضطراب ويسلب منه الأمان على الأموال وعلى الاعراض وعلى الانفس، وتسلب منه الطمأنينة والسعادة، ولهذا يتوجه بكل كيانه نحو وضع جديد ونظام جديد، ويبقى يترقب من يصلحه ويعيده إلى الأمان المفقود والسعادة المفقودة، فينشد تلقائياً لظهوره وينضوي تحت لوائه لانقاذه من محنته، أو على الأقل يتخلى عن نصرة أعداء المنقذ الذين كانوا السبب في محنة الانسان والمجتمع; فتتهيأ الأجواء لانتصار الامام المهدي(عليه السلام) وهزيمة أعدائه وأعداء الاسلام والعدالة.
([1]) الاسلام والجنس: 71.
([2]) الاسلام والجنس: 74.
([3]) الاسلام والجنس: 10.
([4]) مجلة نور الاسلام 77: 72.
([5]) الفصول المهمة: 303.