اللعن صل على محمد وآل محمد
لو كانت يد امرأة ما جميلة وحسنة بحيث لا تحتاج معها الى زينة السوار والخاتم، فإنّ تلك المرأة لن تعمد مطلقًا إلى لبس سوار في يدها، أو خاتم في إصبعها، ولن تزيّن صدرها وعضدها وأذنيها بالقلادة والدُّمْلُج والأقراط؛
وذلك لأن أمثال هذه الزينة ستمنع في هذه الحالة من تجلّي حسنها ونضارتها التي وهبها الله، وستحدّ من بروز حُسنها، وحينذاك فإنّ الزينة ستفقد عنوان الزينة.
لذا، فإنّ استعمال جميع أنواع الزينة هو من أجل صرف النظر الصائب عن واقع الأمر ومتنه إلى جهات اعتباريّة ونسب مجازية غير صحيحة، وفي الحقيقة فإنّ الزينة تعني الخداع والتحايل والتمويه ونصب الحبائك واسعةً لصرف الأفكار وعطفها إلى المحاسن المجازيّة، وهذا هو معنى الغرور.
الدنيا دار الزينة والغرور، أي أنّها تغرّ الانسان وتخدعه فتُظهر الاعتباريّات الفانية في نظره على هيئة حقائق واقعيّة، فيقع الانسان في حبائل الهوس والهوى من أجل الحصول على تلك الحقائق المتخيّلة، وينشغل دومًا بالزينة والغرور، فيخسر في مقامرة العشق مع هذه الأمور الاعتباريّة الخياليّة، ويوثق عقد حبّه وهيامه لهذه الصور القبيحة المُنفّرة من الفناء والزوال والبوار والعدم، حتّى يخسر في عاقبة الأمر ثروة وجوده بلا عوض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
آية الله العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
معرفة المعاد ج 1 ص 29