إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( تربية اسرية ) الدلال أفسد الولد..!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( تربية اسرية ) الدلال أفسد الولد..!


    أبو محمد الذهبي

    تؤكد الأبحاث التربوية أن ما يحصل عليه الطفل من زيادة في جرعات الاهتمام والرعاية والتدليل عن الحد المألوف، قد ينقلب الى ضده، مما يكوِّن خصالاً سيئة ضارة لديه، ويعزى الى كونه ليس كائناً محايداً في الأسرة، وإنما يتحدد انطلاقاً من المقام الذي يعطى إياه من قبل الأسرة عموماً، ومن قبل الوالدين على وجه الخصوص، وعلى ذلك فقد يختلف الإخوة فيما بينهم تبعاً للمكانة الخاصة التي يعطى إياها كل منهم، لدرجة أن كثرة التدليل والرعاية الزائدة تولد لدى الطفل خصالاً سيئة ضارة.
    علينا أن نفرق بين الحب والدلال، فالحب سلوك عاطفي تترجمه الأفعال وهو سلوك إيجابي متأصل بالمشاعر النفسية، والعواطف الأبوية لحمايته، والرحمة به، والشفقة عليه، والاهتمام بأمره، فالوالدان مفطوران على محبة الولد، وقد صور الله سبحانه وتعالى هذه المحبة أجمل تصوير، قال تعالى: ((المَالُ وَالبَنُونَ زينَةُ الحيَاةِ الدنيَا)) (سورة الكهف: 46).
    أما الدلال، فهو سلوك عملي سلبي يفرط فيه الأبوان في تلبية ما لا يحتاجه الطفل، مما ينتج عنه سلوك سلبي لدى الطفل. يبدأ الطفل المدلل انحرافه بالإلحاح الشديد أو كما نطلق عليه (الزن)، فإن رغب في شيء، فإما أن يلبى مطلبه أو كان الصراخ والركل والضرب وربما السب، وسائل ضغط تمارس على الوالدين، حتى يذعنوا لرغباته..! فإذا تطورت حتى مرحلة المراهقة، جاءت النتيجة المتوقعة ممثلة في المزيد من الانحرافات الأخلاقية، والممارسات السلبية المؤدية حتما إلى أذية النفس والغير، بل الإضرار بكيان المجتمع ومصالحه ككل... والمثير للشفقة والحزن أن الوالدين يكونان أول الضحايا الذين يكتوون بنار هذه الانحرافات التي زرعوها بأيديهم في أبنائهم وبناتهم المراهقين والمراهقات.
    وأذكر أن صديقاً لي قضى فترة من عمره وهو يتضرّع إلى الله أن يرزقه ولداً، يكون سنداً له ولزوجته ولبناته الخمس، وما إن قدم ابنه، لم تسعه الفرحة، وحمد الله كثيراً، إلا أنَّه تفاجأ مع مرور السنوات، بأنّ الرّجل الذي كان يريده ابناً له (مدلّل)، ومتعلّق بأمّه وشقيقاته، ولا يندمج إلا في الحديث معهنّ، ولا يخرج مع الشباب، حتى إن هوايات الشباب واهتماماتهم لا تعنيه..!
    يقول صديقي: أشعر بخيبة أمل لا توصف، فخوفنا واهتمامنا المبالغ فيه، جعل ابني الوحيد يبقى في المنزل مع أخواته وأمّه، ويكتسب عاداتهنّ كلّها، بعيداً عن الشباب وصفاتهم، وتلك التنشئة جعلته لا يستطيع الاندماج مع الرجال، ولا في مجالسهم. وقد حاولت دمجه مع الرجال، من خلال إخراجه إلى العمل، ودفعه إلى الاحتكاك مع الناس، إلا أنّه لا يكمل الشهر حتى يعود ويجلس في المنزل..!
    إن الأولاد أمانة، ولا يجوز التفريط فيها، وإن في ربط التقوى بالعدل في الأولاد، إشارة واضحة الى أهمية العدل بين الأولاد، مما يناسب تقوى الله، والتفريط فيه تفريط في التقوى، قال تعالى: ((اعدلوا هو أقرب للتقوى)) المائدة: 8.
    لذا علينا أن لا نكون سبباً في زرع تلك الخصال السيئة الضارة على الطفل والأسرة والمجتمع من خلال الدلال والعناية الزائدة بالطفل، وعلينا أن نتبع الشريعة الإسلامية في تربية أولادنا، وتنشئتهم على البر والتقوى، وصدق الله العلي العظيم حين قال: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)) البقرة: 143.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X