بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله العظماء الاتقياء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في سفر التكوين 17 : 20 : ( وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً
قال ابن كثير ( ت 748هـ) : (وفي التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه : إن الله تعالى بشر إبراهيم بإسماعيل ، وإنه ينميه ويكثره ويجعل من ذريته اثني عشر عظيما * قال شيخنا العلامة أبو العباس بن تيمية : وهؤلاء المبشر بهم في حديث جابر بن سمرة ، وقرر أنهم يكونون مفرقين في الأمة ، ولا تقوم الساعة حتى يوجدوا ، وغلط كثير ممن تشرف بالاسلام من اليهود فظنوا أنهم الذين تدعو إليهم فرقة الرافضة فاتبعوهم !!)
البداية والنهاية ، ج 6 – ص 280
وقال نقلا عن أهل الكتاب : (ولما ولد إسماعيل أوحى الله إلى إبراهيم يبشره بإسحاق من سارة فخر لله ساجدا وقال له قد استجبت لك في إسماعيل وباركت عليه وكثرته ونميته جدا كثيرا ويولد له اثنا عشر عظيما * وأجعله رئيسا لشعب عظيم ..
وهذه أيضا بشارة بهذه الأمة العظيمة وهؤلاء الاثنا عشر عظيما هم الخلفاء الراشدون الاثنا عشر المبشر بهم في حديث عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يكون اثنا عشر ... فهؤلاء منهم الأئمة الأربع أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ...)
البداية والنهاية ، ج 1 - ص 177
وهنا يمكن تسجيل ملاحظات عديدة :
ـــ إن النص على الاثني أو البشارة باثني عشر عظيما قد ورد في التوراة وروي في كتب الجمهوو عن 15 من الصحابة، وليس فقط عن جابر بن سمرة ، وهذا النص باختلاف صيغه متواتر في كتب الإمامية.
ــ الاضطراب والحيرة في تفسير ابن كثير وغيره لهؤلاء، يدفع المرء لرفض الرأي الذي يرتضونه.
ــ إن المقصود بأولئك الإثني عشر عظيما هم أئمة اهل البيت ع الإثني عشر الذين ترجع إليهم الإمامية، ويمكن ايجاز الأسباب بالتالي :
أولا : قد ورد أنهم من قريش، واكاد أجزم أن العبارة الصحيحة هي ( من بني هاشم ) كما جاء في بعض الروايات، لكن من يجرؤ على النطق بذلك في ظل الحكم الأموي ؟!
لو رجعنا لبعض النصوص الصحيحة، لتأكدت لنا هذه الحقيقة، روى مسلم في صحيحه : (عن أبي عمار شداد انه سمع واثلة بن الأسقع يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)
صحيح مسلم ، ج 7 - ص 58، كتاب الفضائل، باب نسب النبي.
فالحديث ينص على اصطفاء بني هاشم من قريش ، فهم أفضل قريش ولا شك أن الإثني عشر عظيما هم من العشيرة الأفضل.
ثم يضيق النبي الدائرة فيطلق لفظ خليفة على عترته أهل بيته، روي في مسند أحمد: (إنّي تارك فيكم خليفتين !!، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض).
مسند أحمد: 5 / 182، وفضائل الصحابة: 2 / 603، وصحّحه الألباني في: السنّة لابن أبي عاصم، 337.
ثانيا : ورد التعبير أحيانا عن هؤلاء العظماء بأنهم خلفاء، وما داموا خلفاء فالناس مأمورة بطاعتهم. قال تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ومن صفات هؤلاء العظماء ( أولي الأمر ) القدرة على الإستنباط أي معرفة الحكم الشرعي واستخراجه، قال تعالى : ( ولو ردوه إلى الله والرسول وأولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
إن قرنهم بالله ورسوله في الرد إليهم، فيه اشارة إلى أن مرجعيتهم من السماء.
وحاشا لله أن يأمر بطاعة فئة معينة ثم لا يبين من هم، لهذا جاءت السنة مبينة موضحة لتلك المرجعية التي تُرد الأمور إليهم عند الإختلاف، فكان حديث الثقلين الصحيح المتواتر وحديث السفينة والغدير وحديث الخلفاء اثنا عشر، ثم اراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب كتابا حتى لا تضل الأمة، فحالوا دون ذلك حتى طردهم .
وبسبب منع تدوين السنة والتحدث بسنة النبي في زمن الخلفاء ومع تقادم الزمن وكثرة التشويش واخفاء الحقيقة امتلأ الفضاء بضباب الشبهة، لكن بقي النور يمتد عبر الزمن مظهرا حقيقة أولي الأمر.
لكن هل ينطبق وصف الاثني عشر عظيما على ما ذكره ابن كثير من كونهم الخلفاء الثلاثة ...
إذا علمنا أن أولي الأمر الذين أمر الله بالرد إليهم، عندهم معرفة وعلم وقدرة على الإستنباط، وحاشا لله أن يرجعنا إلى من يجهل حكمه، تبين لنا أنهم ليسوا هم الخلفاء الثلاثة...
فأبو بكر قال : ((أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم(
اصول التفسير لابن تيمية.
فهل امرنا الله بالرد إلى من يجهل كتابه ؟
وعمر كان يجهل حكم التيمم بالرغم من كثرة ابتلاء الناس وحاجتهم لمعرفته آنذاك !
انظر صحيح مسلم ، كتاب التيمم، وحواره مع عمار عليه الرضوان .
اما عثمان :
فقد أخرج البيهقي " إن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) أتى بإمرأة قد ولدت في ستة أشهر فأمر بها أن ترجم، فقال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): " ليس ذلك عليها قال الله تبارك وتعالى (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) وقال (وفصاله في عامين) وقال (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) فالرضاعة أربعة وعشرون شهر والحمل ستة أشهر، فأمر بها عثمان أن ترد فوجدت قد رجمت
السنن الكبرى للبيهقي : 7/442 ، موطّأ مالك : 2/825 ح11.
هذه نماذج يسيرة من جهل الخلفاء الثلاثة بالأحكام الشرعية، وهي تدل دلالة قاطعة على أنهم ليسوا من اولئك العظماء الإثني عشر ولا من أولي الأمر الذي وصفهم الله بمعرفة حكمه تعالى .
قد يأخذ الحماس بعض الفرق كالزيدية فيزعمون أن المقصود بنص التوراة أو حديث الثقلين هو أئمتهم، وفيه :
أولاـــ أن أئمتهم ليسوا اثني عشر، بل هم كثيرون ، فلا ينطبق النص عليهم .
ثانيا : أن ائمتهم ما كانت لديهم معرفة تامة بحكم الله ، مع أن الله وصف أولي الأمر بالقدرة على استنباط حكمه، فمثلا نجد أحمد بن الحسين الهاروني قد أرقته مسألة في الرد على الدهرية فيلجأ إلى القاضي المعتزلي عبد الجبار ليفتح له مغاليق المسألة ، فيساعده في حلها . قال يحيى بن الحسين الشجري : ( ... بلغني أن المؤيد بالله كان في بعض الليالي يطالع مسألة مع الملحدة الدهرية، فاشتبه عليه جواب المسألة !!، فأمر باتخاذ مشعلة وقصد باب قاضي القضاة ... حتى إذا دخل عليه وجاراه في تلك المسألة وانفتح له جوابها واتضح لديه ما كان بها...)
سيرة الإمام الناطق بالحق للمرشد الشجري، ص 154
ثالثا : وصف حديث الثقلين عترته أهل بيته بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ) وأغلب أئمة الزيدية تعلموا على يد المعتزلة وأخذوا عقائد الإعتزال منهم، بل كانوا يرجعون اليهم هذا وهم حجج الله !
بل إنهم يروون في كتبهم عن خصوم أهل البيت أمثال : أبي هريرة وعائشة وعكرمة، ويروون عمن يسمونهم الرافضة، أمثال : أحمد بن عيسى الاشعري، شيخ الناصر الأطروش، ومثل هشام بن الحكم والجواليقي وزرارة والبرقي وابن الوليد والحسين بن هارون الحسني وكثيرون ، فانظر مثلا : تيسير المطالب وامالي الشجري وغيرهما .
فكان الروافض والنواصب سببا في تعلم أولئك الائمة وهو مخالف لصفاتهم التي ذكرت في القرآن وفي حديث الثقلين من كونهم لا يتعلمون من الأمة.
رابعاً : إن العديد من أئمتهم تقاتلوا على السلطة والحكم،واريقت دماء بريئة في تلك الحروب، فيكف يكونون هم المقصودون بالعترة مع أن حديث الثقلين ينص على عدم ضلال من تمسك بهم ؟ فما مصير المقتولين من الطرفين ؟!
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله العظماء الاتقياء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في سفر التكوين 17 : 20 : ( وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً
قال ابن كثير ( ت 748هـ) : (وفي التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه : إن الله تعالى بشر إبراهيم بإسماعيل ، وإنه ينميه ويكثره ويجعل من ذريته اثني عشر عظيما * قال شيخنا العلامة أبو العباس بن تيمية : وهؤلاء المبشر بهم في حديث جابر بن سمرة ، وقرر أنهم يكونون مفرقين في الأمة ، ولا تقوم الساعة حتى يوجدوا ، وغلط كثير ممن تشرف بالاسلام من اليهود فظنوا أنهم الذين تدعو إليهم فرقة الرافضة فاتبعوهم !!)
البداية والنهاية ، ج 6 – ص 280
وقال نقلا عن أهل الكتاب : (ولما ولد إسماعيل أوحى الله إلى إبراهيم يبشره بإسحاق من سارة فخر لله ساجدا وقال له قد استجبت لك في إسماعيل وباركت عليه وكثرته ونميته جدا كثيرا ويولد له اثنا عشر عظيما * وأجعله رئيسا لشعب عظيم ..
وهذه أيضا بشارة بهذه الأمة العظيمة وهؤلاء الاثنا عشر عظيما هم الخلفاء الراشدون الاثنا عشر المبشر بهم في حديث عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يكون اثنا عشر ... فهؤلاء منهم الأئمة الأربع أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ...)
البداية والنهاية ، ج 1 - ص 177
وهنا يمكن تسجيل ملاحظات عديدة :
ـــ إن النص على الاثني أو البشارة باثني عشر عظيما قد ورد في التوراة وروي في كتب الجمهوو عن 15 من الصحابة، وليس فقط عن جابر بن سمرة ، وهذا النص باختلاف صيغه متواتر في كتب الإمامية.
ــ الاضطراب والحيرة في تفسير ابن كثير وغيره لهؤلاء، يدفع المرء لرفض الرأي الذي يرتضونه.
ــ إن المقصود بأولئك الإثني عشر عظيما هم أئمة اهل البيت ع الإثني عشر الذين ترجع إليهم الإمامية، ويمكن ايجاز الأسباب بالتالي :
أولا : قد ورد أنهم من قريش، واكاد أجزم أن العبارة الصحيحة هي ( من بني هاشم ) كما جاء في بعض الروايات، لكن من يجرؤ على النطق بذلك في ظل الحكم الأموي ؟!
لو رجعنا لبعض النصوص الصحيحة، لتأكدت لنا هذه الحقيقة، روى مسلم في صحيحه : (عن أبي عمار شداد انه سمع واثلة بن الأسقع يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)
صحيح مسلم ، ج 7 - ص 58، كتاب الفضائل، باب نسب النبي.
فالحديث ينص على اصطفاء بني هاشم من قريش ، فهم أفضل قريش ولا شك أن الإثني عشر عظيما هم من العشيرة الأفضل.
ثم يضيق النبي الدائرة فيطلق لفظ خليفة على عترته أهل بيته، روي في مسند أحمد: (إنّي تارك فيكم خليفتين !!، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض).
مسند أحمد: 5 / 182، وفضائل الصحابة: 2 / 603، وصحّحه الألباني في: السنّة لابن أبي عاصم، 337.
ثانيا : ورد التعبير أحيانا عن هؤلاء العظماء بأنهم خلفاء، وما داموا خلفاء فالناس مأمورة بطاعتهم. قال تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ومن صفات هؤلاء العظماء ( أولي الأمر ) القدرة على الإستنباط أي معرفة الحكم الشرعي واستخراجه، قال تعالى : ( ولو ردوه إلى الله والرسول وأولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
إن قرنهم بالله ورسوله في الرد إليهم، فيه اشارة إلى أن مرجعيتهم من السماء.
وحاشا لله أن يأمر بطاعة فئة معينة ثم لا يبين من هم، لهذا جاءت السنة مبينة موضحة لتلك المرجعية التي تُرد الأمور إليهم عند الإختلاف، فكان حديث الثقلين الصحيح المتواتر وحديث السفينة والغدير وحديث الخلفاء اثنا عشر، ثم اراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب كتابا حتى لا تضل الأمة، فحالوا دون ذلك حتى طردهم .
وبسبب منع تدوين السنة والتحدث بسنة النبي في زمن الخلفاء ومع تقادم الزمن وكثرة التشويش واخفاء الحقيقة امتلأ الفضاء بضباب الشبهة، لكن بقي النور يمتد عبر الزمن مظهرا حقيقة أولي الأمر.
لكن هل ينطبق وصف الاثني عشر عظيما على ما ذكره ابن كثير من كونهم الخلفاء الثلاثة ...
إذا علمنا أن أولي الأمر الذين أمر الله بالرد إليهم، عندهم معرفة وعلم وقدرة على الإستنباط، وحاشا لله أن يرجعنا إلى من يجهل حكمه، تبين لنا أنهم ليسوا هم الخلفاء الثلاثة...
فأبو بكر قال : ((أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم(
اصول التفسير لابن تيمية.
فهل امرنا الله بالرد إلى من يجهل كتابه ؟
وعمر كان يجهل حكم التيمم بالرغم من كثرة ابتلاء الناس وحاجتهم لمعرفته آنذاك !
انظر صحيح مسلم ، كتاب التيمم، وحواره مع عمار عليه الرضوان .
اما عثمان :
فقد أخرج البيهقي " إن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) أتى بإمرأة قد ولدت في ستة أشهر فأمر بها أن ترجم، فقال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): " ليس ذلك عليها قال الله تبارك وتعالى (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) وقال (وفصاله في عامين) وقال (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) فالرضاعة أربعة وعشرون شهر والحمل ستة أشهر، فأمر بها عثمان أن ترد فوجدت قد رجمت
السنن الكبرى للبيهقي : 7/442 ، موطّأ مالك : 2/825 ح11.
هذه نماذج يسيرة من جهل الخلفاء الثلاثة بالأحكام الشرعية، وهي تدل دلالة قاطعة على أنهم ليسوا من اولئك العظماء الإثني عشر ولا من أولي الأمر الذي وصفهم الله بمعرفة حكمه تعالى .
قد يأخذ الحماس بعض الفرق كالزيدية فيزعمون أن المقصود بنص التوراة أو حديث الثقلين هو أئمتهم، وفيه :
أولاـــ أن أئمتهم ليسوا اثني عشر، بل هم كثيرون ، فلا ينطبق النص عليهم .
ثانيا : أن ائمتهم ما كانت لديهم معرفة تامة بحكم الله ، مع أن الله وصف أولي الأمر بالقدرة على استنباط حكمه، فمثلا نجد أحمد بن الحسين الهاروني قد أرقته مسألة في الرد على الدهرية فيلجأ إلى القاضي المعتزلي عبد الجبار ليفتح له مغاليق المسألة ، فيساعده في حلها . قال يحيى بن الحسين الشجري : ( ... بلغني أن المؤيد بالله كان في بعض الليالي يطالع مسألة مع الملحدة الدهرية، فاشتبه عليه جواب المسألة !!، فأمر باتخاذ مشعلة وقصد باب قاضي القضاة ... حتى إذا دخل عليه وجاراه في تلك المسألة وانفتح له جوابها واتضح لديه ما كان بها...)
سيرة الإمام الناطق بالحق للمرشد الشجري، ص 154
ثالثا : وصف حديث الثقلين عترته أهل بيته بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ) وأغلب أئمة الزيدية تعلموا على يد المعتزلة وأخذوا عقائد الإعتزال منهم، بل كانوا يرجعون اليهم هذا وهم حجج الله !
بل إنهم يروون في كتبهم عن خصوم أهل البيت أمثال : أبي هريرة وعائشة وعكرمة، ويروون عمن يسمونهم الرافضة، أمثال : أحمد بن عيسى الاشعري، شيخ الناصر الأطروش، ومثل هشام بن الحكم والجواليقي وزرارة والبرقي وابن الوليد والحسين بن هارون الحسني وكثيرون ، فانظر مثلا : تيسير المطالب وامالي الشجري وغيرهما .
فكان الروافض والنواصب سببا في تعلم أولئك الائمة وهو مخالف لصفاتهم التي ذكرت في القرآن وفي حديث الثقلين من كونهم لا يتعلمون من الأمة.
رابعاً : إن العديد من أئمتهم تقاتلوا على السلطة والحكم،واريقت دماء بريئة في تلك الحروب، فيكف يكونون هم المقصودون بالعترة مع أن حديث الثقلين ينص على عدم ضلال من تمسك بهم ؟ فما مصير المقتولين من الطرفين ؟!