لماذا يعجز الإنسان عن استثمار تجاربه؟
🌺 من أخطر النواقص التي ترافق حياة الإنسان ومساعيه في طريق الارتقاء، هو عجزه عن الاستفادة من أخطائه، فهناك من يجعل من زلّاته مصابيح تقوده نحو الصحيح، وهناك من يعجز عن ذلك لأسباب كثيرة أكبرها البلادة واللامبالاة، هذا النوع من البشر لن يتقدم خطوة في حياته، لأنه عاجز عن استثمار تجاربه، أو غير راغب في ذلك نتيجة لخلل في تربيته وبيئته، أي أن الخلل ليس في قدرات الشخص لوحده، بل المحيط العائلي المجتمعي الأول قد يكون هو السبب في ضعفه وفشله، ومع ذلك عليه الانتباه إلى أنه المسؤول الأول عن نفسه.
🍬 وهنالك شخص من طراز آخ لا يليق به سوى التميّز فهو متوقد الذهن ألمعيّ الذاكرة، وهو الذي يكون مستثمرا ماهرا لتجاربه، جاعلا منها أداة خلاقة تدفع به في طريق التقدم والصعود إلى القمة، لذلك نجد الإنسان الناجح في المجتمع، هو ذلك الذي يقلل أخطاءه إلى أقصى درجة ممكنة، ويعمل بجدية كبيرة على عدم تكرار ما يقع فيه من أخطاء فكرية أو سلوكية عملية.
🌺 ويؤكد العلماءان الأنسان
(يمر في حياته العملية بمجموعة من التجارب والأعمال، وهذه التجارب سوف تعطي لصاحبها الوعي والبصيرة في المستقبل. فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: من حفظ التجارب أصابت
أفعاله).
🍬 وان حركتنا في المجتمع تفرض علينا شروط لكي ننجح، أو الشروط أن ننجح في كسب الناس، وتقليل المصادمات إلى أدنى حد ممكن، فمن أهم تجارب الإنسان وأكثرها تكرارا في حياته، علاقاته الاجتماعية، كونه يعيش في مجتمع متعدد الأمزجة والخيارات والاتجاهات، إذا كان ذا قدرة على الاعتبار والاستفادة من التجارب السابقة، فإنه سيكون متميزا وذا شخصية مقرَّبة ومقبولة من الجميع.
وهذا النوع من العقول يعي حركته في المجتمع ويمتلك قدرة كسب الآخرين، لذا فهو يجعل من احترامه للآخرين معبَرا إلى قلوبهم، فيكسب ودّهم، وهذا النوع من الأشخاص غالبا ما يكون ذا قدرة على الانفتاح المستقبلي، ومعرفة بما سيحدث، وقراءة مقاربة لما سيحدث في المستقبل، مع قدرة على التنبؤ والاستنتاج، وهكذا سيكون محميا من الزلل، لأنه هضم النتائج مسبقا من تجاربه التي مرّ بها وحفظها جيدا، وقرر أن لا يقع بها مرة أخرى.
🌹لذا يؤكد العلماء على أن الشخص: (الذي يحترم الناس ويبادلهم المحبة والود، سوف يرى نتائج مرضية من قبل الناس، فإنهم سوف يبادلونه الاحترام والتبجيل، وهذه حالة بسيطة يلزم أن يتصف بها المؤمن وهي ذات مدلول كبير تعطي للإنسان انفتاحاً على المستقبل، وعلماً بحوادث الأمور، فلا يقع في المطبات التي وقع بها هو أو الآخرون سابقاً ...
🍡🍡🍡🍡🍡🍡🍡🍡🍡🍡