السؤال: رواية عقول النساء في جمالهن ...
عن اميرالمؤمنين علي عليه السلام انه قال :
(عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم)
اليس هذا طعن في المرأة ؟
بان نجعل الجمال الظاهري والذي لا يغني في الاخرة من شيء دليل العقل (لو صح التعبير) لدى المرأة ..
ثم ولماذا في جمالهن ؟ ماذا لو لم تكن جميلة فهل تصبح بل عقل ؟
والعقل دليل الفكر والعلم وكل امر حسن نحصره في الجمال الذي يجذب شهوة الرجل فقط
لا اعرف لما كلما قرات هكذا روايات بحق المراة عن سيدي ومولاي ابي الحسن امير المؤمنين عليه اسلام ينتابني شيء من الانزعاج ..
دائما في الروايات الواردة عنه عليه السلام في حق المراة شيء من التنقيص في المراة ونظرية دنية بحق المراة .. تارة نجعل الجمال اية التعقل (والله ينظر الى القلوب ونقاوتها ) وتارة نجعلها ناقصة الايمان بحكم الحيض والعذر الشرعي وكأن ذلك بيد المرأة وكأن الله لم يفرض ذلك عليهن حتى يقال انها ناقصة ..
لا اعرف صحة هذه الروايات ولكن ارى ان الاسلام ايضا ينظر الى المرأة بشيء من النقص .. في ما لو صحة هذه الروايات ..
اعرف ان الامام علي عليه السلام باب علم الرسول وخير الخلق بعد طه وسيد العالمين واعدل البشر لا يظلم حقا ... فحتى لو صح ذلك عنه ففي النهاية لا بد ان نذعن لقوله عليه السلام فهو اعلم بالامور ولعل المرأة مخلوقة ناقصة في مقابل الرجل ونحن لا نعرف بذلك ...
الجواب:
روى الصدوق في الأمالي وعيون الأخبار بإسناده عن الصادق عليه السّلام عن آبائه عن علي عليه السّلام قال : عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم .
أقول : معناه يحتمل وجوها .
أحدها: أن يراد أنه ينبغي أن يكتفى بجمالهن ولا يراد منهن العقول لندرتها فيهن فكأنه قال عقول النساء موجودة في جمالهن حيث ان الجمال يعنى عنها وهو عوض منها ولا يراد منهن ما يراد من العقلاء من التدبير والرأي .
ثانيهما: ان يراد ان عقلهن لازم لجمالهن غالبا فالتي هي أجمل أعقل من غيرها وإذا كبرت وذهب جمالها ذهب عقلها وقد قيل من حسن خلقه حسن خلقه والجمال يطلق على الحسن والخلق والخلق .
ثالثها: أن يكون المراد ان عقولهن مصروفة في جمالهن أي ان همتهن في التجمل وكسب الجمال بالأدوية والأغذية والمحسنات من الدهن والصبغ والطيب ، وجمال الرجال في عقولهم ، فهمة الرجال ليست في التجمل بل في كسب العقل وتكميله وتحصيل العلم فان العقل ورد بمعنى العلم لأنه مصدر بمعنى التعقل ولذلك يقال العلم والجهل والعقل والجهل والعقل والجنون فمقابلته بالجهل قرينة على إرادة معنى العلم منه .
رابعها: ان يراد عقول النساء مخفية في جمالهن لان جمالهن ظاهر للناس منظور للعقلاء ، وعقولهن لضعفها وندورها لا تظهر بالنسبة إلى الجمال فكأنه سترها وغطاها وأخفاها والقول في عقول الرجال وجمالهم بالعكس .
خامسها: ان يراد عقول النساء كائنة في جمالهن بمعنى ان ذات الجمال منهن تميل النفوس إليها وتقبل القلوب عليها وترضى الناس عقلها وإن كان ضعيفا فإن زيادة الجمال تجبره وغير ذات الجمال لا تميل إليها النفوس وإن كان عقلها أحسن من عقل الجميلة فكان عقل كل واحدة منهن كائن في جمالها فالجمال يبديه ويقويه وعدمه يخفيه ويوهيه وإن كان قربا بالنسبة إلى ما دونه .
سادسها: أن يكون استفهاما إنكاريا في الفقرتين كأنه قال أتظنون ان عقول النساء في جمالهن فأنتم تميلون إلى الجميلة ولا تسئلون عن عقلها ليس الأمر كذلك بل العقل ينفك عن الجمال فيوجد منهما بدون الأخر فينبغي ان لا تكتفوا فيهن بالجمال بدون العقل بل يكون الغرض الأهم عندكم العقل ويكون الجمال مقصودا لكم بالتبعية لا بالأصالة .
ويؤيد ذلك ما روى في عدة أحاديث من النهى عن تزويج المرأة لأجل مالها أو جمالها والأمر بتزويجها لدينها
موقع مركز الابحاث العقائدية